"نحمل الإرهاب للمنطقة" جملة تلخص الأجندة والسياسة التى تتبعها قطر فى دعم الفوضى وحالة عدم الاستقرار واللادولة فى المنطقة العربية، تارة بالتقارب مع العدو الصهيونى وتارة بالتقارب مع "إيران" العدو والخصم اللدود لدول مجلس التعاون الخليجى.
وعقب الانقلاب القطرى الذى قاده حمد بن خليفة عام 1995 بدأ الأمير السابق فى تشكيل جبهة مع رئيس الوزراء القطرى الأسبق حمد بن جاسم لتعزيز نظام حكمه الانقلابى المرفوض والمنبوذ من دول المنطقة عبر تعزيز الشراكة مع العدو الصهيونى والارتماء فى حضن الولايات المتحدة وفتح خطوط اتصالات مع إيران وحزب الله.
مع بداية الخطوات الأولى لتدشين تنظيم "الحمدين" القطرى بدأ الرجلين حمد بن خليفة وحمد بن جاسم على التلاعب بأمن واستقرار المنطقة عبر استخدام الأذرع الإعلامية للدوحة فى بث الشائعات والأكاذيب لإسقاط الجيوش النظامية، وظهرت نوايا التنظيم الإرهابى قبيل الغزو الأمريكى للعراق عام 2003 بترويج قناة الجزيرة وأذرع قطر الإعلامية فى لندن لامتلاك بغداد أسلحة دمار شامل، مرورًا بشن حرب إعلامية على الشعب العراقى وحثه على الخروج على نظام صدام حسين، وظهر الدور الخبيث لقناة الجزيرة ببثها الأكاذيب حول الغزو الأمريكى للعراق، حيث أعلنت القناة سقوط العاصمة بغداد قبل سيطرة القوات الأمريكية عليها، مما أدى لإحداث فوضى وبلبلة فى صفوف الجيش العراقى الذى أنهار سريعا ودخل العراق مرحلة من الفوضى والصراع السياسى والطائفى تعانى منه الدولة العراقية حتى اللحظة.
ويعد الربيع العربى الابن الشرعى لتنظيم "الحمدين" الذى عمل على المقامرة بحياة المدنيين والاستثمار فى الحروب والدمار والخراب، ورفع أمير قطر السابق راية الإخوان التى تتستر خلف عباءة الدين لحث شعوب المنطقة على "الثورة" لكن الهدف الخبيث كان إسقاط الجيوش النظامية فى الدول العربية تمهيدا لتعزيز حكم الميليشيات والكتائب المسلحة فى المنطقة.
حمد بن خليفة وانقلاب عام 1995
لم يتذوق الشعب القطرى يوما الديمقراطية ولم تتاح له الفرصة لممارستها، وذلك بسبب الانقلابات التى تمتاز به إمارة الدوحة، وقد تسبب الانقلاب الأخير الذى قاده حمد بن خليفة فى وقوع خلافات كبيرة بين حمد وملوك وأمراء الخليج عقب انقلابه على والده الشيخ خليفة، وهو الأمر الذى دفعه لتدشين قناة الجزيرة التى كان لها دورًا فى زعزعة استقرار العديد من دول المنطقة فضلاً عن إيوائه لقادة الجماعات الإرهابية المتطرفة ودعم جماعة الإخوان وتمويلها فى كل البلدان العربية للقيام بالدور نفسه.
"الحمدين" والتآمر على مصر
لم تخف قطر عدائها الكامل للدولة المصرية ومؤسساتها منذ إنقلاب أمير قطر السابق حمد بن خليفة بسبب رفض مصر لخطوة الانقلاب التى قادها حمد بن خليفة ضد والده، إضافة لامتعاض الدوحة من الدعم المصرى للأشقاء فى الخليج ولاسيما فى السعودية والإمارات ضد جماعة الإخوان المدعومة من الدوحة.
بدأ تآمر "الحمدين" بشكل واضح ومباشر على مصر بدعم نظام الرئيس الإخوانى السابق محمد مرسى، والذى عملت الدوحة على دعم بأموال طائلة مقابل تنفيذه للأجندة القطرية التى تتضارب مع طبيعة السياسة الخارجية المصرية، ولعل أبرزها مطالبة الدوحة لمرسى بالتودد إلىإيران ودعم حكم حماس فى غزة، والسماح للشباب المصرى للقتال فى صفوف الجماعات الإرهابية والمتشددة فى سوريا والعراق.
واتخذ "الحمدين" موقف سلبى من ثورة 30 يونيو التى قادها الشعب المصرى ودفعوا الأمير الصغير تميم بن حمد لدعم جماعة الإخوان الإرهابية وجماعات متطرفة تتواجد فى سيناء، للقضاء على ثورة 30 يونيو وقادتها ودفع البلاد إلى مستنقع الفوضى والحرب الأهلية، وهو المخطط الذى أجهضته الدولة المصرية بمؤسساتها القوية ودافعت عن الشعب المصرى وأرضه وعرضه وأنقذته من مخطط "الحمدين" التخريبى.
دور "الحمدين" والجزيرة فى إسقاط العراق
عمل تنظيم "الحمدين" منذ عام 2000 على بث الأكاذيب والشائعات ضد النظام العراقى بهدف إسقاطه والقضاء على المؤسسة العسكرية العراقية التى كانت تصنف من أقوى الجيوش العربية فى المنطقة، وذلك بدعم قناة الجزيرة للتوجه الأمريكى لغزو العراق ومهدت القناة القطرية التى تعد الذراع الإعلامى لتنظيم "الحمدين" للحرب على العراق، ومارست القناة الدور الأقذر ببثها الأكاذيب وإعلان سقوط العاصمة بغداد فى يد الولايات المتحدة، وهو ما تسبب فى انهيار الجيش العراقى ومساعدة الجيش الأمريكى فى السيطرة على العراق فى غضون أيام قليلة، ثم سارع تنظيم "الحمدين" للانتقال للجزء الآخر من المخطط الخبيث بدعم الجماعات الطائفية فى العراق، مما أدى لصراع طائفى وسياسى تعانى منه الدولة العراقية إلى يومنا هذا.
دعم حزب الله وإبراز دور الأمين العام للحزب
بصعود تميم بن حمد لكرسى الحكم فى الدوحة، بدأ التخطيط القطرى للنيل من استقرار دول الخليج والعمل ضد سياسة دول مجلس التعاون الخليجى بفتح الدوحة لاتصالات مباشرة مع إيران وعقد لقاءات سرية بين أمراء الدوحة ومبعوثى الخمينى، إضافة لاتجاه قناة الجزيرة لفتح شاشاتها لقادة طهران وعلى رأسهم أحمدى نجاد ودعم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والترويج للفصيل اللبنانى المسلح بديلا عن الجيش اللبنانى.
وفى إطار علاقات الود والصداقة التى جمعت قطر وإيران، اتفق أمير قطر السابق مع طهران على زيارة إلى جنوب لبنان لتفقد المنازل المدمرة جراء الحرب التى خاضها حزب الله ضد إسرائيل عام 2006، وسجل عدسات الكاميرا حضور لافت لأبرز قادة حزب الله اللبنانى إلى جانب أمير قطر ومنهم مسئول الحزب فى الجنوب "آنذاك" الشيخ نبيل قاووق وعدد كبير من أعضاء مجلس النواب اللبنانى عن حزب الله وحركة أمل .
قمة الدوحة وتعزيز الانقسام الفلسطينى
تدعى قطر دوما دعمها للقضية الفلسطينية ولقضية الشعب الفلسطينى، وهو التوجه الذى تزعم قطر انتهاجه، ووضعت زيارة وزير خارجية قطر آنذاك، حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى، إلى غزة قبل انقلاب بأسبوعين علامات استفهام كبيرة ويشتبه بأنه حرض حركة حماس على الانقلاب على السلطة وفصل الضفة عن قطاع غزة.
تحركت الدوحة لتعزيز الانقسام الفلسطينى بدعوتها لعقد قمة الدوحة التى دعت إليها إيران أبرز خصوم المملكة العربية السعودية ورئيس المكتب السياسى لحركة حماس آنذاك، خالد مشعل، لتعزيز حكم حماس فى غزة وذلك عقب الحرب الإسرائيلية عام 2008.
وفى إطار التحركات التى قادها أمير قطر السابق حمد بن خليفة، زار الانقلابى الأبرز فى الدوحة بصحبة زوجته الشيخة موزة بنت ناصر قطاع غزة للترويج لحكم حركة حماس، وكان فى استقبال حمد بن خليفة رئيس حكومة حماس المقالة إسماعيل هنية والوزراء والنواب وقادة الفصائل باستثناء فتح واليسار التى رفضت الدعوة.
وقد بذلت قطر وجماعة الإخوان جهودا كبيرة لإنجاح مشروع حماس بغزة، باعتباره مشروعا إخوانيا مهد لإقامة كيان لهم داخل فلسطين، وتوظيف زيارة الإرهابى يوسف القرضاوى وأمير قطر لدعم حماس بغزة بالأموال.
"الحمدين" وإشعال الحرب فى سوريا
ارتبط أمير قطر السابق حمد بن خليفة بعلاقات متميزة مع الرئيس السورى بشار الأسد حتى مارس 2009، وهو اللقاء العاصف الذى رفض خلال الأسد اقتراح أمير قطر السابق حمد بن خليفة مد خط أنابيب الغاز من حقل قطر الكبير فى الخليج الفارسى عبر سوريا إلى تركيا ومنها إلى السوق الأوروبى، بسبب العلاقات الجيدة التاريخية التى جمعت سوريا مع الدب الروسى في مجال الغاز وعدم رغبة الأسد بتقليص صادرات الغاز الروسى إلى الاتحاد الأوروبى لمصلحة الغاز القطرى.
وعقب اندلاع التظاهرات فى سوريا بدأ "الحمدين" بتسعير الحرب فى سوريا بدعم جماعات متشددة ومتطرفة لإسقاط نظام بشار الأسد، وأنفقت الدوحة مليارات الدولارات على أخطر قادة الجماعات الإرهابية للتخلص من نظام الأسد والقضاء على الجيش العربى السورى فى إطار مخططها لإسقاط الجيوش النظامية والسيطرة على صناعة القرار فى عدد من الدول العربية.
"الحمدين" والتخطيط لاغتيال الملك عبد الله وتقسيم السعودية
بدافع الكراهية والحقد على المملكة العربية السعودية، خططت قطر لاغتيال الملك عبد الله عقب القمة العربية التى أقيمت فى مدينة شرم الشيخ، حيث تطاول معمر القذافى على المملكة والملك فهد، ما دفع الأمير عبد الله – ولى العهد السعودى آنذاك- للرد بشدة، ووضع "الحمدين" خطة اغتيال الملك عبد الله مع العقيد الليبى الراحل معمر القذافى، وذلك بإشراف رئيس مخابرات القذافى السابق موسى كوسا الذى تحتضنه الدوحة.
واعترف حمد بن جاسم، رئيس وزراء قطر السابق، بالعمل مع الولايات المتحدة لتقسيم السعودية والإطاحة بعائلة آل سعود الحاكمة فى المملكة، وكشف مقطع صوتى مسرب لحمد بن جاسم الخطة التى وضعتها الدوحة لتقسيم المملكة والقضاء على الأسرة الحاكمة.
وكان مقطع صوتى آخر قد نشر، للشيخ حمد بن خليفة آل ثانى، أمير قطر السابق، تحدث فيه عن مساعيه الشخصية لإسقاط الأسرة الحاكمة فى السعودية، متوقعا أن يزول حكم آل سعود "خلال 12 عاما".
واعترف حمد بن جاسم، فى حديثه المسرب مع العقيد الليبى الراحل معمر القذافى بعلاقة قطر الوطيدة بإسرائيل، وقال: "نحن نستخدم الإسرائيليين فى تخفيف الضغط السعودى على الأمريكيين تجاهنا".
"الحمدين" وتدمير الجيش الليبى لصالح الميليشيات المسلحة
شارك "الحمدين" فى إسقاط حليفهم معمر القذافى عقب اندلاع ثورة 17 فبراير فى ليبيا، وفتحت الدوحة خزائنها لدعم إسقاط الدولة الليبية وتدمير جيشها، ودفعت بعناصر متطرفة تنتمى لتنظيم القاعدة إلى قيادة المجلس العسكرى لطرابلس، وتوفير الغطاء الإعلامى والسياسى لمخططها الخبيث لإحداث الفوضى فى ليبيا.
وواجه "حمد بن خليفة" مخطط المجلس الانتقالى الليبى لحل التشكيلات المسلحة فى ليبيا والوقوف ضد فكرة تشكيل جيش وطنى ليبى، ما دفع الدوحة لدفع تنظيمات إرهابية متطرفة لاغتيال قائد أركان الجيش الليبى السابق عبد الفتاح يونس، ودعوة أعضاء المجلس الانتقالى الليبى للإبقاء على الميليشيات المسلحة التى كانت تصفهم الدوحة بالثوار كضمانة لعدم عودة نظام العقيد معمر القذافى.