تسببت فتاوى يوسف القرضاوى فى قتل كثير من الشهداء من جنودنا وضباطنا البواسل فى سيناء، وكان آخرها عملية قتل جنود الصاعقة فى رفح، والتى راح ضحيتها 26 شهيدًا ومصابًا من جنودنا وضباطنا البواسل، فهو دائمًا يفتى بقتل وذبح جنود مصر، ولديه الكثير من الفتاوى القذرة التى تحرض على ذلك.
ليس ذلك فحسب، وإنما مؤلفه الشهير «الإخوان المسلمون.. سبعون عامًا فى الدعوة والتربية والجهاد»، يعد واحدًا من أشهر كتب منظّر الجماعة الأول على مر السنين، وأحد أهم المشايخ الذين دافعوا عنها، بل وصل الأمر به ليصف عناصر «الإخوان» الإرهابية بأنهم أفضل مجموعات الشعب المصرى بسلوكهم وأخلاقياتهم وفكرهم، وأكثرهم استقامة ونقاء، وهذا الأمر ليس بغريب على شيخ الفتنة، الذى يدعو مرارًا وتكرارًا إلى العنف والإرهاب، ويحرض على القتل والتخريب، وبالتالى فالإخوان هم الأفضل من وجهة نظره فى تنفيذ هذا الأمر.
يوسف القرضاوى تزوج مرتين، مرة من سيدة مصرية فى 1958، والثانية جزائرية، وهى أسماء بن قادة، بعدما التقى بها فى الثمانينيات حين كانت طالبة فى جامعة جزائرية، وعملت كمنتجة تليفزيونية فى برنامج «للنساء فقط»، الذى كانت تبثه قناة «الجزيرة» القطرية، وهى المرأة التى عانت الأمرّين معه، فبالرغم من أنه يزعم دائمًا أنه يمثل الإسلام وسماحته، ويدعو للتعامل برفق مع النساء علنًا، فإنه يضرب بعرض الحائط كل هذه الفتاوى والمثاليات، لدرجة أنه ترك زوجته السابقة فى الدوحة لمدة عامين كاملين معلقة، دون أن يعطيها أى حقوق، بعيدًا عن عائلتها وأهلها.
ليس ذلك فحسب، بل إن أسماء بن قادة صرحت لأحد الكتّاب من قبل بأن طلاق يوسف القرضاوى لها باطل، لأنها كانت لحظتها فى ميعادها الأنثوى، وفقهاء الإسلام يعتبرون الطلاق فى هذه اللحظة باطلًا عند السنة والشيعة على حد سواء.
وذات مرة سُئل القرضاوى فى محاضرة عن الحب بين الرجل والمرأة، وسألته إحدى السيدات فى محاضرة: «فضيلة الأستاذ: هل يصح أن يحب الرجل المرأة فى الله؟»، فقال لها: «إن كان هناك سبب فلا مانع»، وتابع: «أحب الأخت زينب الغزالى فى الله، لأنها قامت فى سبيل الله».
وللقرضاوى، رغم أن الإخوان يلقبونه بإمام الأمة، قصة شهيرة مع زوجته الأولى إسعاد عبدالجواد، حيث تزوج القرضاوى زوجته الثانية وهى طريحة فراش المرض، وكانت تعانى من الزهايمر، وتركها فى هذا التوقيت، ليتزوج الجزائرية التى تصغره بعقود، ضاربًا بعرض الحائط سنوات طويلة وقفت إلى جواره فيها أم أولاده وزوجته الأولى، وتزوج عليها وهى على فراش المرض.
وفكرة زواج القرضاوى وزوجته المصرية على فراش المرض كان لها سبب كبير فى غضب أبنائه، على رأسهم عبدالرحمن يوسف القرضاوى، الذى كان يجد غضاضة كبيرة حين يناديه أحد بعبد الرحمن القرضاوى، حيث كان يكره هذا اللقب، بل ظل لفترات طويلة لا يتواصل مع والده.
وللقرضاوى عدد من الفتاوى المثيرة للجدل، منها على سبيل المثال، فتواه بجواز قتال المسلمين الأمريكيين مع الجيش الأمريكى ضد المسلمين فى أفغانستان، وهو الأمر الذى أثار جدلًا واسعًا، بل هاجمه التيار الإسلامى أيضًا بسبب فتواه بجواز أن يقتل مسلم مسلمًا آخر، فهى إحدى الفتاوى الشاذة التى نال بسببها قسطًا واسعًا من الهجوم.
وللقرضاوى عدد من الفتاوى الجنسية التى أثارت جدلًا واسعًا، ونال بسببها هجومًا كبيرًا، ليس ذلك فحسب، بل هناك فتاوى له تتعلق بزواج المسلمة من مسيحى، وهى الفتوى التى أثارت غضبًا كبيرًا ضد القرضاوى، حيث اعترض بعض علماء الدين على فتوى الشيخ يوسف القرضاوى، التى أكدها فى رحلته الأولى إلى جنوب أفريقيا، حين سئل خلال إلقائه عدة محاضرات عن بقاء المسلمة مع زوجها غير المسلم طمعًا فى إيمانه، فذكر أنه ظل زمنًا يعارض هذه الفتوى، وكان يرى عدم جوازها، ولكنه اطلع على ما كتبه الإمام «ابن القيم»، فوجد فى المسألة تسعة أقوال، وزاد الشيخ عبد الله الجديع أربعة أخرى من كتب الآثار، وبعد المناقشة والبحث صدرت الفتوى عن المجلس الأوروبى للإفتاء ببقاء المسلمة بعد إسلامها مع زوجها غير المسلم، طمعًا فى إسلامه، ولما قد يكون بينهما من أولاد ومودة، وما قد يمثله عدم إجازة ذلك من عائق عن الدخول فى الإسلام.
كما أن هناك فتاوى تسببت فى إحداث الكثير من البلبلة فى المنطقة العربية، ولعل أبرزها فتوى أباح من خلالها تنفيذ الشخص عمليات انتحارية إذا كان قرار جماعته هو تنفيذ هذا الأمر، واعتبره من الواجبات بل من الجهاد، تلك الفتوى التى تسببت فى إحداث عمليات إرهابية من جانب تنظيمات إرهابية كثيرة.
فتوى يوسف القرضاوى كانت سندًا للتنظيمات الإرهابية، على غرار «القاعدة» و«داعش»، فى تنفيذ عمليات إرهابية كبرى فى سوريا والعراق ومصر، وغيرها من العمليات الإرهابية التى شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية.
وخرج بعدها القرضاوى، وقال إنه كان لا يقصد بها أن يقوم الشخص بتنفيذ عمليات إرهابية من قبل «داعش» و«القاعدة».
بعد عزل محمد مرسى مباشرة خرج القرضاوى بفتوى لعناصر الإخوان يحرضهم فيها على الهجوم على الجيش والشرطة، حيث اعتبرهم رئيس ما يسمى بـ«اتحاد العلماء المسلمين» أعداء للإخوان. وحرّض القرضاوى فى إحدى الخطب التى كان يخرج بها من على منابر أحد المساجد فى مقر إقامته بالدوحة عناصر الإخوان على الهجوم على الجيش والشرطة، وهو ما استجاب له قيادات الإخوان، ونفذت بالفعل عمليات إرهابية ضد الجيش والشرطة.
وكان ليوسف القرضاوى فتاوى شاذة فيما يتعلق بالأوضاع فى تركيا، خاصة فيما يتعلق برجب طيب أردوغان، فشبه أردوغان بسيدنا جبريل الذى يأتى إلى الأرض لحل الأزمات، واعتبر أنه خليفة المسلمين خلال استضافته فى أحد البرامج بقناة الجزيرة، كما اعتبر يوسف القرضاوى الرئيس التركى بأنه سيدنا موسى.
القرضاوى أفتى خلال الانتخابات الرئاسية التركية عام 2014 للشعب التركى بواجب المشاركة فى الانتخابات الرئاسية التركية، واختيار رجب طيب أردوغان رئيسًا لتركيا، واعتبر هذا الأمر واجبًا شرعيًا، على حد قوله، حيث اعتبر القرضاوى أردوغان بأنه يطبق الشريعة الإسلامية، فى الوقت الذى خرج فيه القرضاوى أيضًا ليفتى بأنه لا يجوز المشاركة فى الانتخابات الرئاسية المصرية، على حد قوله، واعتبر أن المشارك آثم فى الإسلام.
يوسف القرضاوى استخدم الدين الإسلامى أداة لخدمة جماعة الإخوان وقطر وتركيا، باعتبارهم هم من يخدمون مصالحه، فمنذ عدة أشهر، وفى أثناء الغضبة التركية على أردوغان، واتخاذ كل من ألمانيا وهولندا إجراءات ضد النظام التركى خلال الاستفتاء الدستورى الذى أجراه أردوغان، خرج اتحاد العالمى لعلماء المسلمين، الذى يتزعمه يوسف القرضاوى، ليزعم أن مساندة النظام التركى ورجب طيب أردوغان هو واجب شرعى لابد منه، هذا البيان الذى أثار جدلًا واسعًا فى ذلك الوقت بين اتحاد يوسف القرضاوى وحلفاء الإخوان وبعض الإسلاميين الذين اعتبروا أن القرضاوى يستخدم اتحاده من أجل أن يخدم النظام التركى، لأن أردوغان وتميم بن حمد، أمير قطر، هما من يدعمان هذا الاتحاد، ويوفران له مقرات على الأراضى القطرية والتركية.
كما أن تحركات القرضاوى فى العقد الأول من الألفية الجديدة، ودوره المشبوه فيما يسمى بتقريب المذهبين السنى والشيعى، هذا الدور الذى أثار فى هذا التوقيت جدلًا واسعًا حول الأسباب التى دفعت القرضاوى للقيام بهذا الدور فى هذا التوقيت، وعلاقته بإيران، وكذلك خطورة انتشار المذهب الشيعى فى المنطقة، وارتباط هذا الأمر بأطماع إيران فى المنطقة.
من جانبها، قالت الناشطة الحقوقية داليا زيادة، إن فتاوى القرضاوى هى جواز مرور قطر إلى قلوب البسطاء من المسلمين فى العالم العربى، والأقليات المسلمة فى العالم الغربى.
وأضافت الناشطة الحقوقية أن قطر حولت القرضاوى من إمام زاوية فى المحلة إلى زعيم دينى، وصنعت له ما يسمى بمجلس علماء المسلمين، ووضعته على رأس هذا الكيان، ليطلق فتاوى كما يشاء، ويأخذها عامة الناس على محمل الجد بصفته كبير علماء المسلمين، حسبما يزعم، وقد كانت فتاواه فى أغلبها محرضة على القتل والجهاد ضد غير المسلمين، حتى أن كثيرًا من دول أوروبا وبريطانيا وأمريكا حظرت دخوله هو شخصيًا إليها بسبب هذه الفتاوى، التى تعطى غطاء شرعيًا إسلاميًا للإرهاب.
وحول فضائح يوسف القرضاوى، قال طارق أبوالسعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن قطر وهى تقوم بدورها الوظيفى فى إثارة الفوضى بالمنطقة العربية، نيابة عن أمريكا فى عهد باراك أوباما، والاتحاد الأوروبى وإنجلترا، كانت تحتاج إلى أدوات، وأهم هذه الأدوات هى التيار الإسلامى بطوائفه العريضة، التى تجل الشيخ يوسف القرضاوى، فكان لابد من توجيه القرضاوى بشكل مباشر إلى أن يقدم الفتوى تلو الأخرى، والتى لو تتبعناها سنكتشف أنها تصب فى خانة الفوضى، وتزيد من إشعال الموقف.
وضرب القيادى السابق بجماعة الإخوان أمثلة على ذلك، قائلًا: «مثال على ذلك، فتواه لرجال الجيش المصرى بعدم إطاعة الأوامر، وخلع الزى العسكرى، وفتواه بجواز تفجير الآخر، ولو كان مسلمًا، على أن يكون تحت أوامر القيادة فى الجماعة، وكذلك فتواه فى سوريا وللسوريين، والخلاف الذى بينه وبين الشيخ البوطى، مما ذكره عن أن اللاعب المصرى المؤمن الوحيد هو من أحرز الهدف فى مباراة مصر الشهيرة التى شارك فيها أبوتريكة، ومناداته دائمًا للتدخل الأمريكى فى المنطقة.. إلخ، كل هذه الفتاوى ليست لحماية الإنسان، وحفظ النفس والنسل والمال والأوطان».
وأوضح القيادى السابق بجماعة الإخوان أن فتاوى يوسف القرضاوى كانت تستهدف هدم المنطقة العربية، وأكبر مثال فتوى رفض الأوامر للضباط والجنود، وإعطائهم الأمر الشرعى لعصيان الأوامر العسكرية، وكذلك حديثه عن بعض الرؤساء، ومخاطبة الجماهير للخروج على الحاكم، والسماح للتيار الإسلامى بالتفجيرات تحت أى مسمى شرعى يساعد على الفوضى، وإصراره على تدخل أمريكا فى المنطقة.
وفى السياق ذاته، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن سبب تمسك قطر بيوسف القرضاوى وعدم طرده، هو أنه المرجعية الدينية لـ«تنظيم الحمدين»، وهو بالنسبة لهم بمثابة مرشد الثورة السنية، وتراه معادلًا لمرشد إيران للشيعة، ومشروع تمدده ونفوذه فى العمق العربى.
وأضاف فى تصريح لـ«انفراد» أن قطر ترى أنها لن تحقق توازنها الوهمى مع إيران وتركيا، كدول تحقق نفوذها بالتمدد الأيديولوجى والمذهبى وتصدير الثورة، إلا بامتلاك ما تمتلكه إيران، وهما أمران رئيسيان، الأول المرجعية الدينية ومرشد الثورة والملالى، وهنا تحتفظ قطر بالنسخة السنية من الملالى، والثانى الميليشيات والجماعات المسلحة والمؤدلجة فى الداخل العربى، وعلى رأسها الإخوان، المعادل السنى لحزب الله، والحشد الشعبى، والحرس الثورى.
القرضاوى نشأ على الأفكار التكفيرية، وانتسب لجماعة الإخوان، وكان وراء تنظيم الهجمات الإرهابية فى مصر، التى ذهب ضحيتها آلاف المواطنين المصريين، ويقيم فى قطر منذ عام 1961، وصدر ضده حكم بالإعدام فى قضية الهروب من سجن وادى النطرون خلال هروب الإخوان من السجون فى 25 يناير 2011. وهناك لقاءات يوسف القرضاوى علنًا مع رجال الدين اليهود للحديث حول مزاعم السلام، وفى الوقت ذاته يخرج القرضاوى فى فتوى ليقول: «التفجيرات الانتحارية لا تجوز إلا بتدبير جماعى، فلا بد للجماعة أن ترى أنها بحاجة إلى هذا الأمر، فإذا رأت الجماعة أنها فى حاجة إلى أن يفجر شخص نفسه فى الآخرين، يكون أمرًا مطلوبًا، وتدبّر الجماعة كيف يفعل هذا بأقل الخسائر».
كما انتشرت صورة تجمع الشيخ يوسف القرضاوى يتوسط بارى أوسبورن، منتج الفيلم المسىء للرسول صلى الله عليه وسلم، ورئيس مؤسسة «النور» القابضة القطرية، الممولة الرئيسية للفيلم المسىء للرسول صلى الله عليه وسلم.
كما نشرت طليقة القرضاوى الجزائرية، أسماء بن قادة، رسالة عبر صحيفة «الشروق» الجزائرية، بعثها لها قبل زواجهما، جاء فيها: «هذه أول رسالة يخطها إليك قلمى يا حبيبة الروح، ومهجة الفؤاد، وقرة العين، لأعبر لك فيها بصراحة عن حب عميق كتمته فى نفسى طوال خمس سنوات»، حيث تساءل القرضاوى فى الرسالة المنسوبة إليه، مخاطبًا «أسماء»: «أهو مجرد حب أستاذ لتلميذة نجيبة، أو أب لابنة حنون، أم هو شىء آخر يختلف عن ذلك؟».
ووصف يوسف القرضاوى فى رسالته الجسد بالقول: «يا أغلى اسم، وأحلى رسم، وأجمل وجه، وأروع جسم، وأطهر قلب، وأعذب صوت، وإنى أتهرب الآن من الإمامة ما استطعت، فإن تفكيرى فيك يجعلنى أسهو وأغلط، ومع السهو أسهو أن أسجد للسهو».
كما كشف موقع «قطريليكس» المتخصص فى نشر فضائح الدوحة والأسرة الحاكمة، وثائق تثبت تورط كل من سهام يوسف القرضاوى، وهى الابنة الثانية له، وعبدالفتاح فايد، رئيس مكتب «الجزيرة» فى القاهرة، والذى هرب إلى قطر عقب ثورة 25 يناير، ومذيع «الجزيرة» أحمد منصور، فى مخطط لنشر الفوضى فى مصر والكويت.