يبدو أن بعوضة النمر فى طريقها إلى نشر وباء جديد، بعد تسببها فى إصابة ملايين بفيروس زيكا، ولكن هذه المرة ليس فى أمريكا الجنوبية وإنما فى أفريقيا، حيث أعلن مدير خدمات الصحة العامة فى أنجولا "أديليد دى كارفالهو" وفاة 37 شخصا جراء تفشى الحمى الصفراء فى البلاد، فيما رصدت 8 حالات إصابة جديدة، والعدد فى تزايد خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
إجراءات مشددة فى أنجولا خوفاً من تفشى الوباء
ويقوم مسؤولو الصحة الانجولية حالياً، بالتفتيش والرصد حول العاصمة، حيث تتفاقم الإصابات جراء غياب الظروف الصحية السليمة المتعلقة بالنظافة مع انتشار القمامة، وقيام القرود بنقل الميكروب للإنسان، على غرار العديد من الدول الأفريقية التى توجد بها ظروف مماثلة وقد ينتقل لها المرض.
وبدأ ظهور الإصابات بالحمى الصفراء الناجمة عن لدغات البعوض فى أنجولا فى الضاحية "فيانا" بالعاصمة لواندا، لكن العدوى انتشرت إلى مناطق أخرى فى البلاد، مع إصابة 191 شخصا حتى الآن بالفيروس، لذا تتابع منظمة الصحة العالمية المناطق المصابة بقلق بالغ.
ما هى الحمى الصفراء؟
والحمى الصفراء، هى حمى نزفية حادة تسرى عن طريق البعوض الحامل له، وتشير كلمة "الصفراء" إلى اليرقان الذى يصيب بعض المرضى.
وتحدث الحمى الصفراء نتيجة حمل البعوضة المسماة بالبعوضة المصرية (Aedes aegypti) فى معظم الحالات ميكروب الحمى الصفراء من شخص لآخر.. كما تحمل البعوضة أيضاً عدوى حمى "الدانك".
أعراض الحمى الصفراء
وعندما تلدغ البعوض شخصا أو حيوانا يدخل الميكروب إلى الجسم، حيث ينمو بسرعة وتستطيع لدغة البعوضة بعد مرور فترة تتراوح بين تسعة واثنى عشر يوما من إحداث الحمى الصفراء، كما تستطيع البعوضة التى أصبحت حاملة للعدوى بالفيروس أو الميكروب نقل المرض فيما تبقى من حياتها.
ويقضى نحو 50% من المصابين بحالات وخيمة جراء هذا المرض إذا لم يتلقوا العلاج المناسب، 90% من هذه الحالات تحدث فى أفريقيا.
مناطق توطن الحمى الصفراء
ويتوطن فيروس الحمى الصفراء المناطق المدارية من أفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث يفوق عدد السكان الإجمالى 900 مليون نسمة. وشهد عدد حالات الحمى الصفراء زيادة على مدى السنوات العشرين الماضية، بسبب انخفاض مناعة السكان حيال العدوى، وإزالة الغابات والتوسع العمرانى وتحركات السكان وتغيّر المناخ.
ولا يوجد علاج محدد يضمن الشفاء من الحمى الصفراء، والعلاج المتاح لا يمكن إلاّ من تخفيف الأعراض من أجل راحة المريض.