أصدرت الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب بيانًا بشأن مذكرة التفاهم الأمريكية القطرية، والذى أكدت فيه أن توقيع مذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب بين الولايات المتحدة الأمريكية والسلطات القطرية هى نتيجة للضغوط والمطالبات المتكررة طوال السنوات الماضية للسلطات القطرية من قِبَل الدول الأربع وشركائها بوقف دعمها للإرهاب.
خبراء فى الشئون الدولية والخليجية، أكدوا أن البيان جاء واضحًا، ومؤكداً لموقف الدول الأربع من استمرار قطر فى تمويل الإرهاب، واحتضان العناصر الإرهابية، والتدخل فى الشئون الداخلية لدول الخليج، كما وصفوا أن البيان افسد المخطط القطرى الذى يهدف للالتفاف حول الأزمة عبر الوساطة الأمريكية.
من جانبه؛ قال طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن بيان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب متوازن ولم يحمل أى تغيرات فى موقفها، ويتفاعل مع تطورات الموقف القطرى الأمريكى.
وأضاف "فهمى" فى تصريحاتٍ لـ"انفراد"، أن البيان متماسك وإيجابى، ولكن المطلوب من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تبنى موقف خلال الساعات القادمة، لأن الاتفاقية القطرية الأمريكية ليست بها التزامات للدوحة مع الدول الأربع ولا يوجد ضمانه على مكافحة الإرهاب.
وأشار فهمى إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت طوق النجاة لقطر وحفظت ماء وجهها من تابعات ما يمكن أن يجرى من الدول الأربع، لافتا إلى أن هناك سيناريوهين يمكن أن يتبعوا خلال الفترة القادمة وهو مشاركة الدول الأربع فى مذكرة تفاهم أمريكية قطرية وأن يتم تطوير التفاهم، ويكون موقف الدول المقاطعة قوى ومتماسك دبلوماسيا.
ولفت إلى أن السيناريو الأخر أن تقبل الدول الأربع مذكرة تحت المظلة الأمريكية، ومن هنا يحدث المراوغات القطرية بحث أن قطر لم تلتزم مع الدول الأربع بأى اتفاقية، وفى اقرب اختبار ستقول لست معنية بهذا.
وأشار إلى أن يمكن الإدارة الأمريكية تطور الأمر بمحاولة تمرير صفقة منقوصة فيها بعض المطالب على حساب التفاوض مع الجانب القطرى.
ووصف السفير محمد العرابى عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، بيان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب بشأن توقيع اتفاقية واشنطن والدوحة لمكافحة الإرهاب بالذكى فى التعامل مع الموقف الأمريكى القطرى، مشيرا إلى أن قطر تحاول من خلال الاتفاقية الالتفاف حول موقف الدول الأربع من الأزمة.
وأضاف العرابى فى تصريحات لـ"انفراد"، أن محاولات قطر للالتفاف على موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من خلال الاتفاقية التى ابرمتها مع الولايات المتحدة الامريكية لم تنتطوى عليها، لافتا إلى أن البيان أكد على استمرار الدول المقاطعة فى إجراءاتها توحيد الرؤى لمكافحة الإرهاب.
وأشار إلى أن موقف الغرب تجاه الأزمة بات أكثر وضوحا فى بعض الإنحيازات لقطر لكن موقف الدول الأربع قوى،ولفت إلى أن هناك اجتماعات مرتقبة للتحالف الدولى ضد داعش، مضيفا أنه من المضحك وجود قطر داخل هذا الاجتماع.
فى سياق متصل، قال الخبير فى شئون الدولية، أحمد العنانى، إن قطر تريد عبر بوابة واشنطن ترسل رسالة للعالم بان الدولة تكافح الارهاب، وأنها ليست دولة داعمة للارهاب فى المنطقة والدليل على هذا هو مذكرة التفاهم، موضحا ان هذه الخطوة غير كافية، ولن تبرر ما تفعله قطر من دعم للجماعات المتطرفة كداعش وجبهة النصرة، والتحريض من خلال الخطاب الاعلامى الذى يحض على الكراهية والتطرف من خلال قناة الجزيرة.
وأضاف الخبير فى شئون الدولية، أن هذه مذكرة التفاهم وإن كان هناك ذرة لنوايا حسنة فهذة ليست كافية، ولابد على الدوحة الاستجابة للمطالب الدول الاربع فى تجفيف منابع الارهاب وتمويله وعدم التدخل فى شئون الدول.
واستطرد الخبير فى شئون الدولية، : الولايات المتحدة تكيل بمكيالين تجاة قطر تارة تطلب منها عدم دعم الارهاب وتارة تدافع عنه، فأمريكا تدير سياستها مع قطر وفقا لمصالحها المرتبطة بقاعدتها العسكرية بالعديد ومصالح امريكا النفطية مع الدوحة.
من جانبه، وصف الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير فى الشئون الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن رد الدول العربية الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر هو رد متوازن، خاصة ا، على الولايات المتحدة الأمريكية ان تتخذ مواقف أكثر صرامة مع الدوحة.
وتسائل الخبير فى الشئون الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فى تصريح لـ"انفراد" :"كيف توقع قطر مذكرة تفاهم وهى لم تتوقف عن تمويل الإرهاب ولم تطرد العناصر الإرهابية من أراضيها فهى ما زالت تواصل دعمهم، وما زال قيادات الإخوان يعيشون فى الدوحة.
وأشار الخبير فى الشئون الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى ان قطر تسعى لاستخدام تلك المذكرة للمراغة لعدم تنفيذ شروط العربية الـ 13،إلا أن الدول العربية الأربعة مصرون على تنفيذ كل الشروط.