كانت على رأس الجهات التى وضعتها دول المقاطعة الأربعة لقطر، على أنها منظمة إرهابية جاءت منظمة "قطر الخيرية"، وكان وجود المنظمة أمرا مستغربا لدى العديدين، خاصة هؤلاء الذين سمعوا بالمنظمة واشتراكها فى عدد من الأعمال الخيرية عبر العالم، والتى تتناولها أعمالها الدعائية فى عدد من الصحف والقنوات العربية، خاصة أن المنظمة تهتم بشكل كبير بتحسين صورتها، وتصدير أنها المنظمة التى تعطف على الفقراء والمحتاجين فى أنحاء العالمين العربى والإسلامى.
إلا أن تتبع خيوط هذه المنظمة، يكتشف أن العمل الخيرى ما هو إلا واجهة مزيفة، تخفى دعما واضحا، وصلة قوية بالتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تحديدا تنظيم القاعدة، وذلك حسب تحقيقات رسمية فى الولايات المتحدة الأمريكية، عبر جهات رسمية، ومنظمات مستقلة معنية بالإرهاب.
تحقيق رسمى أمريكى: القاعدة استخدمت منظمة قطر الخيرية فى تمويل عملية اغتيال مبارك بأديس أبابا
فى تحقيقات أجراها النائب العام بولاية ألينوى الأمريكية، حول تمويل الإرهاب بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر، والذى صدر فى يناير عام 2003، حول دور الجمعيات الخيرية كغطاء فى تمويل الإرهاب، أكدت التحقيقات أن عددا كبيرا من المنظمات الخيرية، استخدمتكغطاء لتمويل الإرهاب، التقرير استند إلى معلومات مخابراتية،التحقيقات قالت انه فى عام 1993، نصح بن لادن أحد أعضاء القاعدة بأن على المنظمة استخدام عمليات معقدة فى تحويل أموالها حتى لا تفضح شبكة التمويلات، وهو ما شاركت فيه بالفعل منظمة قطر الخيرية، بحسب التحقيقات.
بن لادن اقترح استخدام الجمعيات الخيرية كغطاء لتمويل العمليات، وبحسب التحقيق، فإن القاعدة عملت بهذه النصيحة واستخدمت عدد من الجمعيات الخيرية لتلقى الأموال المخصصة لمشاريع الأغاثة وتحويلها لعمليات القاعدة، وحولت تلك المبالغ على أنها نفقات لبناء المساجد أو المدارس، وتغذية الفقراء ومساعدة المحتاجين.
المعلومات الاستخباراتية كشفت عن مفاجأة، أن الأموال التى استخدمها تنظيم القاعدة، فى محاولة اغتيال الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، هى فى الأساس تحويلات مالية تمت عبر منظمة قطر الخيرية، التقرير يكشف أن عدد من التبرعات التى جمعت بواسطة قطر الخيرية من أماكن مختلفة، أرسلت إلى السودان، عام 1995 حيث كان بن لادن مازال يقيم فيها إلى تلك الفترة، ويتوقع أنها استخدمت فى تمويل قوى للتنظيم.
منظمة أمريكية مستقلة: مساعد بن لادن اعترف بتعاون رئيس الجمعية شخصيا مع القاعدة وتمويل الإرهاب فى دارفور
واحدة من المنظمات المستقلة فى الولايات المتحدة الأمريكية هىKATوالتى تعنى بمحاربة غسيل الأموال المستخدم فى الإرهاب، والتى أنشأت أيضا بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر، نشرت تحقيقا مطولا عن ضلوع قطر الخيرية فى الأعمال الإرهابية، فى تحقيقها المطول استعانتKATبما ذكره جمال أحمد الفضل، المساعد السابق لـ "بن لادن"، الذى أدلى بشهادته فى محاكمة جنائية بعد انشقاقه، أنه تعاون شخصيا مع عبد الله محمد يوسف، رئيس جمعية قطر الخيرية فى ذلك الوقت.
وأن الأموال أرسلت إلى مقاتلى القاعدة إلى دارفور، وساهمت ماليا فى بعض عمليات القاعدة، كما سلمت منها إلى الجبهة الإسلامية الوطنية، وهى مجموعة سودانية لها علاقات قوية مع بن لادن.
مؤسسة قطر الخيرية تتورط فى تفجير سفارتى أمريكا فى كينيا وتنزانيا ودعم القاعدة فى مالى والشيشان
التحقيق يؤكد أنه فى عام 1998، تم تسمية مؤسسة قطر الخيرية على أنها قناة مالية رئيسية لتنظيم القاعدة فى الإجراءات القضائية عقب الهجمات على السفارتين الأمريكيتين فى كينيا وتنزانيا.
واستكمل التحقيق هوفى عام 1999 اتهمت وزارة الداخلية الروسية جمعية قطر الخيرية - كما تعرف فى الأصل مؤسسة قطر الخيرية - بتحويل الأموال من قطر إلى جماعات متطرفة من تنظيم القاعدة الشيشاني. ويعتقد أيضا أن المؤسسة الخيرية قد دعمت العمليات القبطية فى شمال مالى وأن تشارك بشدة فى سوريا.
معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أيضا اتهم قطر بدعم جبهة النصرة فى سوريا، إذ قال فى تقرير له أن مؤسسة قطر الخيرية ساعدت تنظيم النصرة وجهات أخرى جهادية خلال الحرب الأهلية الأخيرة.
التقرير أشار إلى ظهور شعار المؤسسة الخيرية فى شريط فيديو أصدرته النصرة، وفيه يقوم جنود النصرة بتوزيع مواد الإغاثة التى تحمل علامة قطر الخيرية على المدنيين السوريين.
البرلمان الإيطالى يبدى قلقا من تحويلات بـ 25 مليون يورو من قطر الخيرية ويطلب التحقيق بها
الاتهامات لا تنتهى فقط عند الولايات المتحدة الأمريكية، إذ أن البرلمان الإيطالى فتح تحقيقا داخليا مطولا، فى مايو عام 2016، فى مبلغ 25 مليون يورو تم تحويلهم من جمعية قطر الخيرية، إلى جمعيات إسلامية فى إيطاليا، نقلها شخصيا حمد بن ناصر آل ثاني، أحد أفراد العائلة المالكة القطرية، ويوسف أحمد الكواري.
أرسل السناتور الإيطالى جياكومو ستوتشى عريضة إلى الحكومة الإيطالية للتحقيق فى مصادر الأموال من مؤسسة قطر الخيرية التى استخدمت لتمويل مشروع فى شمال إيطاليا بسبب مخاوف سمعة قطر الخيرية وأنشطتها.
محلل أمريكى: الجمعية غيرت أسمها من "الجمعية الخيرية القطرية" إلى "قطر الخيرية" بعد ورود اسمها فى قضية إرهاب
وفى تقرير لقناة فوكس نيوز الأمريكية، قال جون روسوماندو، كبير المحللين فى مشروع التحقيق حول الإرهاب، على الولايات المتحدة والأمم المتحدة قطع علاقتهم بمنظمة قطر الخيرية، وعليهم البحث عن شركاء آخرين غير مرتبطين بالإرهاب.
وأضاف روسوماندو، أن علاقة قطر الخيرية مع تنظيم القاعدة، تجعل أى وكالة تتعاون معها كعنصر إرهابى، مشيرا إلى أن الجمعية غيرت اسمها من الجمعية الخيرية القطرية، إلى قطر الخيرية، بعد تورطها فى قضية إرهاب اتحادية عام 2002.
وتابع روسوماندو أن هناك دلائل واضحة لاستخدام أسامة بن لادن لنشاط قطر الخيرية بشكل واسع فى تمويل تنظيم القاعدة فى التسعينات، معتبرا إياها بمثابة قناة مالية رئيسية لتمويل هجمات القاعدة ضد السفارتين الأمريكيتين فى كينيا وتنزانيا فى عام 1998.
كما أكد أن تقارير المخابرات الفرنسية فى عام 2013 إلى أن قطر الخيرية تشارك فى تمويل مجموعة فى مالى مرتبطة بالقاعدة.