أفادت صحيفة الواشنطن بوست، إن الصورة الذهنية فى العقل الآمريكى عن المسلمين تغيرت، فبات يُصور المسلمين على أنهم المهاجرين الذين لهم لهجة مختلفة فى نطق الإنجليزية، وعلى الرغم من أن الصورة الذهنية فى الماضى عن المسلمين كانت تقتصر على المسلمين من أصحاب البشرة السوداء، حيث اعتنق الكثير من الآمريكيين من أصول أفريقية الإسلام مثل مالكولم أكس ومحمد على كلاى.
وتروى الصحيفة قصة عبد الحكيم شريف، وهو أحد المسلمين من ذوى البشرة السوداء فى ولاية ميسيسيبى الأمريكية.
وفى رواية الصحيفة لحكاية شريف المسلم ذو الـ86 عاماً، قالت أن المسجد الذى يرتاده شريف هو التجسيد الأمثل والمثالى للمسلمين الأمريكيين.
وأسس شريف، المسجد، بتبرعات من مجموعة صغيرة من المسلمين بالولاية منذ ثلاثة عقود، وكان حلمهم أن يكون المسجد قادرا على إطعام المحتاجين وتثقيف حديثى الإنضمام للإسلام.
ويروى شريف للصحيفة، إن حلمه الآن أن يبقى عدد أكبر من الشباب المسلمين فى المدينة ويكملوا المسيرة بعد رحيله، ويقول شريف: "إذا استطعنا فقط أن نوصل إليهم هذا المفهوم فسيكون ذلك نجاحاً فى حد ذاته".
ويستطرد شريف للصحيفة قائلاً:" إن الإسلام علم مجتمعه نظام المعتقدات الذى يعتمد على فكرة الانسانية والمساواة بين البشر تحت مظلة إله واحد".
وأشارت الصحيفة، إلى أن الصورة الذهنية القديمة عن المسلمين فى العقل الآمريكى تغيرت وتلاشت، وحل محلها تصوير المسلمين كمهاجرين، وأدرك شريف هذه الحقيقة، ولهذا يعمل بكل جهده لإبقاء المسجد بنشاطاته التى استمرت لعقود طويلة حتى لا يتلاشى مجتمع السود المسلم فى ولاية مسيسيبى.
ولفتت الصحيفة، إلى أن حوالي 1.7 مليون مسلم دخلو ا الولايات المتحدة كمقيمين دائمين بصورة قانونية قبل عام 2012، وفقا لتقديرات مركز أبحاثPEW. وبحلول عام 2014، شكل المسلمون من أصحاب البشرة السوداء 9% فقط من مجموع سكان المسلمين فى البلاد.
ويرى أعضاء جماعة شريف الآمريكية المسلمة، إن الحفاظ على الممارسات الثقافية لأمتهم شبيهة ومتشابكة مع الدروس المستفادة من زمن الرق والعبودية للآفارقة فى أمريكا ونضالهم للحصول على حقوقهم المدنية.
ويقول يوسف كروما، 27 عاماً، من فيلادلفيا: "كنا دائما نتعرض للهجوم كأمريكيين أفريقيين ومسلمين"، فى إشارة إلى مدينته التى تعج بالسكان من أصل أفريقى وهى أيضاً معقلاً لمجتمع إسلامى كبير، وفقاً للصحيفة.
ويحكى كروما قائلاً "لا نخاف من الإسلاموفوبيا خاصة مع الرئيس الامريكى الجديد، لأننا كمجتمع أمريكى من أصل آفريقى عانينا الكثير حتى نحصل على حقوقنا ولازالنا نعانى".
وأضافت الصحيفة قائلة، إن نقاشات اليوم حول الهجرة والإرهاب والأمن القومى تعيد صياغة شعور فئة من المجتمع الآمريكى بالتهديد والخوف، وتتسائل، هل تشعرون بما يعنيه أن تكون مسلماً وأسود فى أمريكا؟
ويعلق إدوراد كورتيس، أستاذ علم الديانات بجامعة إنديانا، إن "وسائل الإعلام والجامعات والمراكز البحثية تصور أصحاب البشرة السوداء والمسلمين كعدو الولايات المتحدة الرئيسى".
ويقول ساموري راشد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة إنديانا، إن مصطلح "مسلم أسود" صاغه صحفى لم يكن أسود ولا مسلم، وهو مراسل قناة سى بى اس نيوز، سنة 1959 فى فيلم وثائقى عن "الكراهية"، واليوم يرفض المجتمع مفهوم مصطلح "المسلم الآسود" صراحةً.