قصص الحب على الشاشة الفضية لا تنتهى.. لكن فى زمن الفن الجميل كان لها رونق ساحر وجمال خلاب لعل أحد أهم أسباب هذه الحالة هو صدق المشاعر التى كان يشعر بها الجمهور بمجرد أن يرى العمل خاصة وأن بعض هذه القصص انتقلت من عالم الأحلام إلى أرض الواقع وأصبحت حقيقة ملموسة، على رأسها قصة حب هدى سلطان وفريد شوقى والتى كانت السر وراء زواج ناجح استمر لـ15 عاما، والتى غنت له "عمرى ما دقت الحب غير لما حبيتك.. ولا شفت راحة قلبى إلا وأنا فى بيتك" كلمات مأمون الشناوى وألحان موسيقار الأجيال عبد الوهاب.
وقالت هدى سلطان عن لقائها الأول بفريد شوقى "جلست أتفرج على تصوير فيلم ست الحسن، وكنا فى شهر رمضان وشعرت بالتعب من شدة الجوع، ولاحظت أن فريد يختلس النظر إلى بين الحين والآخر، حتى انتهز فرصة تغيير الإضاءة واقترب منى قائلاً: تشربى حاجة ساقعة؟ فقلت له: لا.. أنا صايمة، بدت عليه مظاهر الدهشة وهو يقول: صايمة؟! قاطعته قائلةً: وبصلى كمان... غريبة! فقال: "أبداً، أبداً"، وغادرت الاستوديو بعد ذلك والشيء الوحيد الذى كان يطوف فى ذهنى نظراته وابتساماته"، وأضافت "بعدها جمعنا فيلم"حكم القوي" عام 1951 مع محسن سرحان، وكان فرصة ليتقرب كل منا للآخر ونتبادل الحديث عن آلامنا وهمومنا، إلى أن التقت عواطفنا وحين عرض على الزواج، كانت الإجابة أسرع من السؤال، وتزوجنا فى اليوم الأخير من تصوير الفيلم".
وتعد من أشهر قصص الحب فى الشاشة الفضية على الإطلاق قصة الرقيقة فاتن حمامة والساحر عمر الشريف، فلا ينسى أحد رقصتهم الشهيرة فى فيلم "نهر الحب" والتى من شدة جمالها أُطلق عليها رقصة الحياة، فاتن وعمر قصة هزت الوسط الفنى لسنوات، التقيا معاً فى فيلم "صراع فى الوادى" حينما حل عمر الشريف بديلاً عن الفنان شكرى سرحان الذى رفضت فاتن أن يمثّل أمامها، لأنه كان يحبها وكانت تخشى من المشاهد الغرامية بينهما، والمفارقة أنها لم ترفض تقبيل عمر الشريف الوجه الجديد حينها، رغم رفضها فى تلك الفترة القبلات والمشاهد "الساخنة" وتنفصل فاتن عن زوجها المخرج الشهير عز الدين ذو الفقار فى هذا الوقت، لتمنح عواطفها كاملة لعمر الشريف، وهو الحب الذى دفعه إلى إشهار إسلامه بعد الفيلم مباشرة، وتزوجا واستمر ارتباطهما 15 عاماً، ثم انفصلا واحتفظا بعلاقة صداقة محترمة بينهما.
"أنا قلبى دليلى قالى هتحبى...دايما يحكيلى وبصدق قلبى أنا قلبى دليلى" بكلمات أبو السعود الإبيارى والحان محمد القصبجى رقصت النجمة ليلى مراد مع الوسيم أنور وجدى فى فيلم "أنا قلبى دليلى" عام 1947 وكانت هذه الرقصة هى فتيل حبهما وتزوجا بعد ذلك إلى أن انفصلا بسبب خيانة أنور وجدى له حيث أن من الحكايات التى تروى عن علاقة الاثنين، هو حبّ ليلى الشديد لأنور، واستغلاله لنجاحها ونجوميتها وفى إحدى المرات، تعرّف أنور إلى فتاة فرنسية وارتبط بها وحين علمت ليلى بالأمر، قررت أن تفاجئه فى المنزل الذى استأجره لتلك الفتاة ولكن بعدما وصلت إلى هناك، ظلت فى سيارتها وعندما رأت أنور قادماً نحوها بصحبة الفتاة ومتجهاً إلى سيارته، تقدمت نحوهما، وأصرت على أن تصطحبهما إلى العشاء، وتعاملت مع الفتاة برقى وتحضر شديدين أدهشا أنور، بعدها ذهبت إلى المنزل وحزمت حقائبها، واتجهت إلى غرفة المكتب حيث أمضى أنور ليلته، ولم يكن يعرف كيف يتصرف مع ليلى التى "ظبطته"، وفاجأته بقولها: "أنا مبسوطة يا أنور إنى كسبت الرهان، كل الناس كانوا بيقوللى أنك ما بتعرفش تحب غير نفسك، وأنا كنت برد وأقول لا أنور عنده قلب وبيعرف يحب"، ثم أخذت حقيبتها وغادرت المنزل إلى غير رجعة.