على مدار يومين لاتزال زوجة الملك توت عنخ آمون، تثير جدلاً عالمياً ومحلياً، جاء ذلك حينما نشرت العديد من المواقع الأجنبية خبر عن احتمالية اكتشاف مقبرتها فى الأقصر.
وقد نشر موقع livescienceأن عالم الآثار الشهر زاهى حواس وفريق البعثة الإيطالية فى وادى الملوك، وجدوا أدلة على وجود قبر يمكن أن ينتمى إلى زوجة الملك توت عنخ آمون، لهذا يطالب علماء الآثار، بحفر القبر الجديد الذى يقع بالقرب من قبر الفرعون الملكى فى وادى الملوك بمصر.
ولفت موقع livescienceإلى أن حواس خاطبهم عبر البريد الإلكترونى، قائلا: "إنه على يقين من وجود قبر هناك، لكنه لا يعرف على وجه اليقين من ينتمى إليه".
كما أن موقع ناشيونال جيوغرافيك، نشر مقالا باللغة الإيطالية يوم 7 يوليو الجارى يقول فيه إن "فريقا بقيادة حواس عثر على قبر جديد فى وادى الملوك".
وأشار حواس لـ livescince، إلى أنه على يقين من وجود قبر مخفى فى تلك المنطقة لأنه وجد أربع طبقات أساسية لقبر فرعونى، مضيفا أن هذه الطبقات تشبه ثقوب فى الأرض توضع فيها الأوعية الفخارية والبقايا الغذائية والعديد من الأدوات التى تعتبر دليل على بدء بناء القبر.
وتابع "حواس" أن المصريين القدماء كانون يقومون بإيداع أربع أو خمس ودائع كلما بدأوا بناء القبر، مضيفا أنه يعتقد أن القبر ينتمى إلى "عنخ إسن آمون" التى كانت زوجة توت عن آمون، وذلك لأنها توفيت بعد وفاه توت عنخ آمون فلهذا من الممكن أن يكون قبرها بالقرب من قبره.
وأكد حواس أنه منتظر موافقة الآثار للبدء فى عملية حفر القبر، محذراً أنه لا يمكن القول على وجه اليقين أن تم اكتشاف قبر حتى الآن، فكل الاحتمالات ممكنة حتى يتم الحفر.
لكن مؤخرا وبعدما نشر الموقع الأجنبى هذا الاكتشاف، نفى الدكتور زاهى حواس، فى تصريحات صحفية، ما يتردد على لسانه عن اكتشاف مقبرة ترجح أن تكون لزوجة توت عنخ آمون بالأقصر.
وأضاف حواس أن الموقع الأجنبى، نقل عن كتاب له قال فيه إن البعثة المصرية العاملة فى وادى القرود بالأقصر برئاسته اكتشفت مقبرة لكن لم يتم التوصل إلى صاحبها حتى الآن.
من جانبه، قالعالم المصريات بسام الشماع إن احتماليه وجود مقبرة عنخ إسن آمون فى وادى الملوك صفر%.
وأوضح عالم المصريات، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أنه من الطبيعى أن تدفن زوجة الملك توت عنخ آمون فى وادى الملكات وليس وادى الملوك.
وأشار عالم المصريات إلى أن مقبرة توت عنخ آمون بجانبها وعلى بعد خطوات منها مقبرة رمسيس الثالث، ومقبرة رمسيس التاسع، وكلاهما لا يربطهم أى شى بأسرة الملك توت عنخ آمون.
ولفت بسام الشماع إلى أنه من المهم أن تظهر لنا البعثة الإيطالية نصوص أو دليل قاطع مادى على وجود مقبرة فى هذا المكان الذين يقولون فيه أنه "مقبرة"، أو يقومون باستخدام جهاز الأشعة ليظهر ما بداخل الأرض من سراديب أو دهاليز أو غرف دفن أو وجود فجوات فى الصخر.
وتابع بسام الشماع أنه من المهم أن نعرف الشعب المصرى بأفراد البعثة الإيطالية الذين يقومون بإجراءات البحث والكشف فى وادى الملوك.
وفى السياق ذاته قال الدكتور وسيم السيسى إنه يقال أن مقبرة زوجة الملك توت عنخ آمون تم اكتشافها عام 1922.
وأوضح وسيم السيسى أن المعتمد البريطانى لورد كرومر قام بإهداء عقد زوجة الملك توت عنخ آمون لبنت ملك إنجلترا فى عام 1922، وبعدها بأيام قليلة توفى المعتمد البريطانى نتيجة حمى شديدة، ومن هنا قامت ابنت ملك إنجلترا بخلع العقد من رقبتها، وقالت وفاة المعتمد البريطانى جاء بسبب "لعنة الفراعنة".
وأشار وسيم السيسى إلى لورد كرومر عندما دخل مقبرة توت عنخ آمون اصطحب شمعة لتضىء له داخل المقبرة، ولذلك اكتشف أشياء عظمية واحتفظ بهذه الشمعة فى منزله، مضيفا أنه وهو على فراش الموت ذهب ابنه ليودعه، لكن حدث شىء غريب مفاجئ انقطع التيار الكهربائى، ودخل ابنه عليه بنفس الشمعة التى دخل بها لورد كرومر إلى مقبرة توت عنخ أمون.
وتابع وسيم السيسى أن لورد كرومر قام بإهداء "البوق" الذى تم اكتشافه فى مقبرة توت عنخ آمون إلى محطة bbc، البريطانية، وقام المذيع بالإعلان عن البوق وقال للجماهير "إنه سوف ينفخ فى بوق الحرب الذى يبلغ عمره أكثر من 3 آلاف سنة"، وبعد ذلك قامت قوات هتلر بشن الحرب على إنجلترا، مشيرا إلى أن من ذلك الحين البوق متواجد فى مخازن الأثرية ببريطانيا وقد شبهوا هذه الواقعة بأنها "لعنة الفراعنة" أيضا.
كما قال أحمد بدران أستاذ أثار فرعونى جامعة القاهرة إن احتمالية وجود مقبرة زوجة الملك توت عنخ آمون فى وادى الملوك، احتمال ضعيف وغير منطقى بالمرة، وجاء ذلك بعدما أعلنت بعثة إيطالية عن اكتشاف مقبرة ويرجحون أنها تعود لزوجة توت عنخ آمون.
وأوضح أحمد بدران أن كل الملكات دفنت فى مقبرة وادى الملكات، وليس وادى الملوك، مضيفا أن على البعثة الإيطالية يجب عليها الاستناد على نصوص أو خراطيش طينية تثبت أن المقبرة بالفعل تعود إلى زوجة توت عنخ آمون.
وتابع أحمد بدران أن وزارة الآثار تستند إلى دليل مادى وهو نص هيروغليفى مكتوب عليه اسم الملكة.