حقوق غائبة وانتهاكات حاضرة على مدار ساعات عمل لا تنقطع فى مشهد لا تعرف معايير حقوق الإنسان طريقها إليه، هكذا حولت إمارة قطر ـ الراعى الأول للإرهاب فى الشرق الأوسط ـ أوضاع العمالة الأجنبية لديها، ومارست ولا تزال كل ألوان الانتهاكات بحق العمال الهنود والباكستانيون وغيرهم من أبناء الدول الآسيوية، لا لشىء سوى تنفيذ الانشاءات الخاصة باستضافة نسخة مونديال 2022 بأقل تكلفة.
وأمام الضغوط المستمرة، والتى لم تستجب لتحذيرات منظمة العمل الدولية وإداناتها المستمرة، اندلعت مساء أمس، وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت الشرارة الأولى لانتفاضة العمال داخل قطر، جراء تأخر صرف الشركات القطرية لرواتب العمال الأجانب فى البلاد عقب الأزمة الأخيرة بين دول الرباعى العربى وقطر نتيجة دعم الأخيرة للجماعات الإرهابية فى المنطقة.
وأكدت التقارير أن العمال الأجانب فى قطر يعانون من الاستغلال والإيذاء، والعمل القسرى لساعات طويلة والاستغلال المستمر، وظهر ذلك بفوز قطر باستضافة بطولة كأس العالم لعام 2022، حيث تواجه اليوم انتقادات متزايدة بسبب الأوضاع التى توصف باللا إنسانية التى يعيشها العمال الأجانب العاملين.
واتهمت منظمة العفو الدولية دولة قطر بإجبار عمال أجانب على العمل فى إنشاء ملعب لبطولة كأس العالم بكرة القدم 2022، التى ستستضيفها قطر، وقالت المنظمة الحقوقية الدولية إن العمال فى ملعب خليفة الدولى يجبرون على العيش فى أماكن قذرة ويدفعون رسوم استقدام هائلة، كما أن مشغليهم يمنعونهم من الحصول على رواتبهم ويصادرون جوازات سفرهم.
وعادت قضية اضطهاد العمال الأجانب فى قطر لتطفو على السطح مجددا، وذلك بعد قطع مجموعة من العمال الطرق فى عدد من المدن القطرية بسبب أزمة تأخر الرواتب، واندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة والعمال المطالبين بأجورهم ومستحقاتهم المتأخرة منذ عدة أشهر، والمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية للعمال ومعاملتهم بشكل يتوافق مع مبادئ القانون الدولى والإنسانى.
وأشارت التقارير أممية إلى أنه بالإضافة إلى الأوضاع الصعبة للعمالة، جاءت فضيحة اضطهاد العاملات المنزليات لتزيد الموقف القطرى صعوبة، حيث فجرت منظمة العفو الدولية فى وقت سابق فضيحة اضطهاد عاملات المنازل الأجنبيات فى قطر قالت إنهن يتعرضن لاستغلال كبير يضاهى العبودية المعاصرة، بما فى ذلك العمل الجبرى والعنف الجسدى والجنسى.
وتعانى الدوحة من أزمة اقتصادية خانقة منذ الإعلان عن قطع العلاقات بين دول الرباعى العربى وقطر، وهو ما أدى لانهيار الاقتصاد القطرى والخسائر التى تقدر بمليارات الدولارات منذ إعلان دول الرباعى العربى مقاطعتها لـ"إمارة الإرهاب"، ووضع عدد من الشروط لاستئناف العلاقات بين تلك الدولة والدوحة.
وأكد عدد من المراقبين أن أزمة العمال الأجانب التى تعصف بالدوحة ستؤثر سلبا على مشروعات قطر الخاصة بمونديال 2022، مرجحين تصاعد الأزمة بين العمال الأجانب والنظام القطرى بسبب بطش الأخير بالعاملين فى البلاد، إضافة لاستخدام الدوحة أساليب الترهيب بحق العمال المطالبين بأبسط حقوقهم الإنسانية والمعيشية.