يخيم الحزن على منطقة كفر نمبر على بعد أمتار قليلة من مدينة أبو كبير بمحافظة الشرقية لمقتل عريس قبل أسبوع من زفافه على يد صديقه بسبب كرة القدم، "انفراد" يزور القرية لمحاورة أسرة المجنى عليه، وبدخولنا القرية وجدنا سيارات الشرطة فى كل مكان، وخاصةً أمام منزل أسرة المتهم، التى غادرت القرية بالكامل، لكن الأجهزة الأمنية أبقت على قوات من الأمن المركزى لمنع أى محاولات لحرق منزل أسرة المتهم.
فى منزل بسيط من الطين اللبن، تعيش أسرة المجنى عليه «محمد جمال محمود إبراهيم» 22 سنة، فى منزل ريفى بسيط، وبجواره مبنى جديد أعده الأب ليزوج فيه أبناءه، وفى الدور الثانى شقة القتيل، والمنزل محاط بالسيدات وأقارب المجنى عليه لمواساة أسرته، فيما رفض والده إقامة العزاء إلا بعد القصاص.
تقول «نوال محمد صبرى» والدة المجنى عليه: «إحنا ناس غلابة وفى حالنا وعمر ولادى ما اتشاجروا مع أى حد، وعندى 4 أولاد أشرف وعلى وزينب ومحمد، ومساء يوم الأربعاء كان نجلى بمدينة الزقازيق برفقة عروسته ووالدتها لشراء بعض مستلزمات الفرح، وأحضر معه كروت الدعوة التى كتبها بخط يده، وحضر إلى المنزل واستراح 10 دقائق، وطلب منى أن أحضر له كوب لبن بالبلح ثم خرج وبعد دقائق وجدت والده بيبكى بعد تلقيه تليفون من شقيق محمد يخبره بأنه مصاب بمستشفى أبوكبير».
وتابعت بدموع تنهمر من عينيها: «افتكرت إن ابنى اتعور أو إصابته حاجة بسيطة وقولت إزاى هيقعد فى الكوشة جنب عروسته، ومش كنت أعرف إن هو مات، وبعدها عرفت إن عبدالله صديقه اللى كل معاه عيش وملح فى البيت هو اللى قتله، جالى جثة قبل فرحه بأسبوع وملحقش يشرب البلح باللبن» وانهارت فى البكاء مطالبة بالقصاص من المتهم وشقيقه فى نفس مكان الجريمة.
وقاطعها والد المجنى عليه «جمال محمود إبراهيم» 60 سنة، سمكرى: «أنا عايز الحكومة تجيب لى حق ابنى، إحنا ناس مسالمين وفى حالنا ومش بتوع بلطجة، وابنى محبوب من الجميع، واللى حصل له ميرضيش ربنا، لأن والد المتهم حرضه على قتل نجلى، وإن حقيقة الموضوع ترجع إلى مشادة كلامية بين نجلى وعبدالله أثناء لعب الكرة، حيث إن عبدالله حاول يعتدى على محمد، ومحمد حاول يدافع عن نفسه، وبعدها تلقيت اتصالًا من والد المتهم وقال لى ابنك ضرب ابنى، فذهبت إليه فى المنزل مرتين لكى أعتذر له وأفهم منه حقيقة الأمر لكنى لم أجده، وبعد فترة سمعنا من الأهالى أنه قال لنجله لو معورتش محمد وعملتله عاهة مستديمة قبل فرحه مش هتدخل تنام فى البيت».
وتابع: «ليلة الحادث ابنى كان راجع مع عروسته بيجهز لفرحه، وخرج ناحية الملعب فقام المتهم عبدالله وشقيقه السيد بالتربص له وقام عبدالله بطعنه طعنة نافذة بالبطن أودت بحياته فى الحال.
وتمكن ضباط مباحث أبوكبير، من ضبط المتهمين، وبعرضهما على النيابة العامة، قررت حبسهما أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وتشريح جثة المجنى عليه لبيان سبب الوفاة.