فى إطار سعى إسرائيل المستمر لتشويه صورة رجل الأعمال المصرى أشرف مروان، الذى لعب دورا مهما فى خطة الخداع الاستراتيجى التى وضعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات خلال حرب أكتوبر المجيدة، وقدم خدمات كبيرة للقوات المسلحة والإدارة السياسية المصرية، بحسب ما أعلنه الرئيس الأسبق حسنى مبارك قبل سنوات، مع بدء الحديث الإسرائيلى عن أشرف مروان ومحاولات تشويهه، أعلنت إسرائيل أنها بدأت مؤخر إنتاج فيلم سينمائى عن حياة "أشرف مروان".
الخطوة الإسرائيلية لإنتاج فيلم سينمائى عن قصة حياة صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومدير مكتب الرئيس السادات إبان حرب السادس من أكتوبر 1973، تمثل تحركا جديدا من خطوات وتحركات لم تتوقف طوال السنوات الماضية، لتشويه سمعة رجل الأعمال الراحل أشرف مروان، بعد وفاته بعشر سنوات فى ظروف غامضة بمنزله بالعاصمة البريطانية لندن.
صحيفة إسرائيلية: فيلم "الملاك" يتناول قصة حياة مروان وتنتجه شركة "تى تى فى" الضخمة
فى هذا الإطار، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن تل أبيب بدأت تصوير أول مشاهد فيلم "الملاك"، الذى يروى قصة حياة رجل الأعمال المصرى أشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومدير مكتب الرئيس السادات ومستشاره للمعلومات.
وأوضحت الصحيفة، أن شركة إنتاج إسرائيلية ضخمة هى "تى تى فى" تنفق على الفيلم، الذى تلعب فيه 3 شخصيات إسرائيلية أدوارا مختلفة، منها شخصية الرئيس الراحل محمد انور السادات، مشيرة إلى أن الهدف الرئيسى للفيلم هو إثبات أن "مروان" كان عميلا مزدوجا لصالح الموساد الإسرائيلى.
يلعب الممثل الإسرائيلى ساسون جاباى، البالغ من العمر 69 عاما، دور الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذى وقع اتفاقية السلام مع إسرائيل فى العام 1979، ويخرج الفيلم أريئيل فرومان، فى حين تم اختيار ممثلين إسرائيليين آخرين لأداء أدوار ضباط بالاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، وسيتم تصوير الفيلم فى لندن والمغرب.
يذكر أن "الملاك" هو الاسم الحركى الذى كان يطلق على أشرف مروان فى جهاز الموساد، إذ تدعى إسرائيل من حين لآخر أن "مروان" كان عميلا مزدوجا لصالح الموساد والمخابرات العامة المصرية، كما يطلق عليه أيضا اسم العميل "بابل"، وتوفى "مروان" فى 27 يونيو 2007 فى منزله بالعاصمة البريطانية لندن، ولم يعرف حتى الآن سبب الوفاة.
الفيلم الإسرائيلى المشبوه يستند لكتاب "أورى يوسف" عن أشرف مروان
يزعم القائمون على الفيلم، أن أشرف مروان أمد جهاز الاستخبارات الإسرائيلى "الموساد" بالعديد من المعلومات، منها موعد الضربة الجوية المصرية الأولى للمواقع العسكرية الإسرائيلية فى سيناء بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973، كما وفر لها معلومات عن صفقات السلاح بين مصر والاتحاد السوفيتى، بحكم منصبه الحساس فى رئاسة الجمهورية.
الفيلم الذى أُخذ السيناريو والحوار الخاصين به عن كتاب "الملاك أشرف مروان"، لأستاذ العلوم السياسة والخبير فى شؤون الاستخبارات "أورى بار يوسف"، الذى أحدث ضجة كبيرة فى إسرائيل كونه تحدث لأول مرة عن كونه عميلا مزدوجا، يزعم أن "مروان" كان يمد تل أبيب بمعلومات حساسة جدا عن تحركات الجيش المصرى، بحكم كونه صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأنه استغل منصبه الحساس خلال رئاسة السادات، فى توفير معلومات أخرى عن الاتفاقات وصفقات التسليح الدولية للجيش المصرى.
الشهاوى: إسرائيل تحاول تحقيق بطولات وهمية على حساب شخصيات وطنية مصرية
من جانبه، قال النائب تامر الشهاوى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن ما تحاول إسرائيل الترويج له عن أشرف مروان، وادعاءها أنه كان عميلا مزدوجا، روايات فارغة وزائفة.
وفند "الشهاوى"، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، الأكاذيب التى تدعيها إسرائيل عن أشرف مروان، مؤكدا أن أكبر دليل على كذب المخابرات الإسرائيلية أنهم يدعون دائما أنه أرسل لهم موعد الضربة الجوية المصرية قبل انطلاقتها، والرد هنا "إذا كان أشرف مروان فعل ذلك كما يزعمون، فلماذا لم يتخذوا إجراءات عسكرية استباقية قبل الضربة الجوية فى حرب أكتوبر، أو على الأقل الاستعداد لها عبر الدفاعات الجوية؟".
وأكد النائب تامر الشهاوى، أن ما تدعيه إسرائيل بشأن عمل أشرف مروان لصالح "الموساد" ادعاء كاذب وباطل، كونه رجلا وطنيا من الطراز الرفيع، وهو ما أكده الرئيس الأسبق حسنى مبارك، مشددا على أنه لا يجب السير وراء هذه الروايات الإسرائيلية الزائفة، التى يهدفون من ورائها لمخاطبة الرأى العام فى إسرائيل بهدف تحقيق بطولات وهمية وغير حقيقة لأجهزتهم الأمنية على حساب شخصيات وطنية مصرية مثل أشرف مروان.