فرح ديبا لـ«انفراد» فى ذكرى رحيل الشاه: الإيرانيون يعانون من الفقر والفساد ومن يعترض يدخل السجن.. وروحانى لن يتمكن من تنفيذ وعوده للشعب والفساد متفشٍ فى الأوساط الحكومية.. وأتمنى إقامة علاقة جيدة مع م

نشعر بالامتنان أنا وعائلتى للشعب المصرى وللرئيس الراحل أنور السادات على ضيافتهم لنا عند قدومنا لمصر عام 1979 إيران ستنهض من كبوتها ولدى أمل فى أن تتزايد قدرة المواطنين على التعبير عن احتياجاتهم والمطالبة بحقوقهم والضغط على الحكومة والرئيس والقيادات من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية حضارتا مصر وإيران وثقافتيهما عظيمتان وشعبا البلدين يتطابقان فى الطيبة وحسن الاستقبال والضيافة.. طهران فى الماضى كانت تعمل على استقرار المنطقة لم يكن يوم 16 يناير 1979 يوما عاديا فى حياة شاه إيران حتى ذلك الوقت محمد رضا بهلوى، وأسرته وعلى رأسها زوجته، الإمبراطورة، فرح ديبا، ففى هذا اليوم كان الشاه وزوجته وأولاده وبعض من أفراد عائلته، على موعد مع مغادرة طهران على متن عدد من الطائرات، بعد نجاح الثورة الإسلامية فى إنهاء حكمه للبلاد، ووقتها أقلعت الطائرات من مطار طهران فى اتجاه مطار أسوان الدولى جنوبى مصر، حيث كان فى استقبالهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وحرمه السيدة جيهان السادات، فى صالة كبار الزوار. حينها ظن البعض أن تلك الرحلة لن تكون سوى فترة نقاهة قصيرة يقضيها الشاه برفقة صديقه الرئيس المصرى ومن ثم تهدأ الأمور ويعود إلى سدة الحكم فى طهران تماما كما حدث فى العام 1953 حين تم الانقلاب المضاد على ثورة الدكتور محمد مصدق، والتى عرفت فى التاريخ الحديث بعملية «أجاكس»؛ لكن عددا من الإيرانيين المحيطين بالإمام الخومينى فى ضاحية نوفل لو شاتو القريبة من العاصمة الفرنسية باريس قالوا إن «الأسرة البهلوية ذهبت من دون رجعة، وإننا يجب أن نبحث عنهم فقط فى كتب التاريخ». الحقيقة أن فترة حكم الأسرة البهلوية بالفعل انتقلت إلى ذمة صفحات التاريخ، لكن هناك من شخوص الأسرة من لا يزالون يعيشون بيننا، وهم شهود على أحداث كثيرة فى التاريخ الإيرانى وأيضا متابعون جيدون لما يجرى فى الوقت الحالى، لذا كان حوار «انفراد» مع الإمبراطورة فرح ديبا زوجة الشاه، إطلالة على الماضى وقراءة فيما يجرى فى الواقع الراهن، ومن هنا وعن طريق وسطاء كثيرين فاتحنا الإمبراطورة السابقة، لإجراء حوار فى الذكرى السابعة والثلاثين لرحيل زوجها الشاه، والذى وافته المنية فى 27 من يوليو بالعام 1980 وتم دفنه فى مسجد الرفاعى بحى القلعة بجوار والده الشاه رضا بهلوى، وتحرص الإمبراطورة السابقة على زيارة قبر زوجها فى كل عام وتحيى ذكرى وفاته وتضع أكاليل الزهور عند مشهده الرخامى الأبيض البراق وترافقها فى كل عام صديقتها، السيدة جيهان السادات. «الشهبانو» إمبراطورة إيران السابقة تميزت بأنها ليست كباقى سيدات الأسرة البهلوية اللواتى دارت حولهن شبهات الفساد والتسلط مثل الأميرة أشرف بهلوى توأم الشاه، وبالتالى لم تطلها أية شبهات فساد مالية أو أخلاقية منذ نزولها عن العرش وحتى الآن، ومعروف عنها أن هناك خصوصية تربطها بمصر والمصريين، ولذا بادرت قبل الحوار بالاطمئنان على أحوال مصر والمصريين.. وإلى نص الحوار: تحدثنا مع السيدة جيهان السادات قبل قليل وسألناها عنك وقالت إنها أحبتك لأنكما متشابهتان فى حب العمل العام والتطوع وخدمة الشعوب، فما تقييمك لصديقتك السيدة جيهان السادات؟ وما هو السر الكامن وراء علاقتكما المستمرة منذ 47 عاما؟ - السيدة جيهان السادات صديقة عظيمة لى وأنا والعديد من عائلتى نشعر بالامتنان لها وللرئيس السادات وللشعب المصرى على أسلوب ضيافته لنا واستقبالنا فى وقت عصيب وحرج، رفض فيه أصدقاء كثيرون استضافتنا فى أعقاب ما حدث بطهران بالعام 1979م، وأعتقد أن ما قدمته السيدة جيهان السادات كزوجة للرئيس وما تزال تقدمه لنا، هو دين نقدره ونعترف بقيمته وأهميته. جئت إلى هنا فى مصر، وكانت بلاد النيل أولى قبلة لكم بعد اشتعال الأوضاع فى إيران لكنكم لم تمكثوا كثيرا ورحلتم ثم عدتم ثم رحلتم مرة أخرى، فلماذا لم تمكثين فى مصر خاصة مع قدر الحفاوة التى لاقاكم بها المصريون قيادة وشعبا؟ - كنت أتمنى أن أعيش أنا وأطفالى مدة أطول فى مصر لكن بعد ما حدث اضطررت للرحيل. إذن حدثينا عن أسباب علاقة الصداقة التى نشأت بين الرئيس السادات وشاه إيران بحكم أنك كنت على اطلاع كامل ومباشر بسير العلاقات المصرية- الإيرانية على مستوى القمة فى الفترة بين عامى 1970 - 1980 وهى الفترة التى تولى فيها الرئيس السادات السلطة فى مصر وكان الشاه ما يزال على قيد الحياة؟ - دعنى أقول لك أمرا أعرفه يقينا وهو أن السر وراء العلاقة الخاصة بين زوجى الشاه محمد رضا بهلوى والرئيس المصرى محمد أنور السادات، هو أنهما كانا يؤمنان ببعضهما البعض؛ ولذلك نشأت بينهما هذه العلاقة النادرة؛ وكانت صداقة قوية قائمة على العديد من الاهتمامات المتبادلة وأهمها بناء بلديهما وتطويرهما وإيمانهما بالسلام والعديد من الأشياء المشتركة. لو انتقلنا إلى الوقت الراهن.. كيف ترين واقع العلاقات المصرية- الإيرانية حاليا؟ - بالنسبة لى من الصعب أن أقول شيئا أو أقرر شيئا بالنيابة عن النظام الحالى فى إيران، لكن ما أعتقده أن مصر وإيران لهما مكانتان خاصتان فى السياسة الإقليمية كما تتمتعان بحضارتين عظيمتين تمكنهما من بناء جسور لا حصر لها فى حيز السياسة وحيز الثقافة وحيز الاقتصاد. وهل تعتقدين أن النظام الإيرانى الحالى يسمح بأى تقارب مشابه للتقارب الذى كانت عليه العلاقات بين البلدين فى عهد الشاه محمد رضا بهلوى والرئيس محمد أنور السادات الذى استمر عقدا كاملا من الزمن منذ العام 1970 إلى أن اندلعت الثورة؟ - ما أستطيع قوله إن العلاقات المصرية- الإيرانية كانت رائعة بين القاهرة وطهران فى أيام الرئيس محمد أنور السادات وزوجى الشاه محمد رضا بهلوى، كما قلت أنت، والبلدان لديهما حضارتان عظيمتان وثقافتان عظيمتان كذلك، والشعبان المصرى والإيرانى متطابقان مثل بعضهما البعض تماما فى حسن الاستقبال والضيافة والطيبة، وآمل أن تصبح إيران ذات يوم مكانا يسمح بإقامة علاقة جيدة مع مصر. نريد أن نعرف تقييمكم للسلوك الإيرانى فى الأزمة العربية- القطرية الحالية؟ - لا أريد أن أناقش هذه المشاكل السياسية الدولية فى المنطقة ومن الصعب جدا أن أقول أى شىء عن هذا الأمر. لكن فى تصورك ومن خلال معرفتك بالدولة الإيرانية.. لماذا حرصت إيران على الانخراط الكامل فى الأزمة وتعميق الخلاف العربى القطرى على هذا النحو؟ - الذى أستطيع الحديث عنه هو أن إيران فى أثناء حكم زوجى كانت لديها علاقات جيدة مع كل الدول المجاورة، وكانت تتمتع بالسلام والاستقرار وأتمنى أن يعود هذا السلام والاستقرار إلى هذه المنطقة. إذن ما هو تقييمكم لسلوك الإدارة الإيرانية الحالية خاصة فى ظل العقوبات الأمريكية الأخيرة على الحرس الثورى بسبب البرنامج الصاروخى الباليستى؟ - أنت تعلم أن عددا من أعضاء الحكومة فى إيران يحاول أن يرضى الشعب لكن السلطة فى يد العديد من الجهات فى إيران وتتخذ هذه الجهات إجراءات اخرى لإرضاء الشعب من وجهة نظرها، وأتمنى أن يأخذوا إيران إلى المكان الصحيح. هل تعتقدين أن إدارة الرئيس حسن روحانى جادة فى إقامة علاقات جادة مع الدول العربية والغربية فى مرحلة ما بعد الاتفاق النووى، خاصة وأن هناك صراعا على السلطات بين الرئيس حسن روحانى والمؤسسات الأمنية والتى تشمل الحرس الثورى الإيرانى؟ - روحانى لن يتمكن من فعل الأشياء والوعود والآمال التى يقولها، ولا أعلم كيف يمكنه تحقيق كل ما يعد به، ولكنى أتمنى أن ينجح، فروحانى يقول العديد من الأشياء التى هى فى صالح الشعب لكنه لن يستطيع أن يفعل أو ينفذ كل ما يقول أو يعد به. هل ترين أن هناك أى فرص لتغيير السلطة فى إيران عبر تداول سلمى للسلطة أم أن البلاد بحاجة إلى ثورة شعبية للإطاحة بالحكم الدينى «الثيوقراطى» الحاكم منذ نحو 39 عاما؟ - العديد من الإيرانيين خاصة الشباب الذين ولدوا بعد الثورة يدعون لزوجى بالرحمة الآن، ويعلمون كيف كانت إيران ستصبح الآن إذا لم يحدث ما حدث، وأنا الآن كلى ثقة أن لدى الشبان الإيرانيين وعى جيد بما يدور حولهم فى العالم، وكيف كان حال البلاد من قبل، وأيضا لدى ثقة كبيرة فى المرأة الإيرانية التى تتميز بالشجاعة، على الرغم من كل الصعوبات والتحديات الداخلية التى تواجهها، فالناس فى إيران، وهى دولة غنية، يعانون من الإعدامات كما يتم الزج بالصحفيين فى السجون علاوة على ضعف الرواتب ودخول الأفراد، وكذلك البيئة فقد تم تدمير العديد من الأشياء حتى المياه وهناك معدل فقر مرتفع جدا وكذلك الفساد المتفشى فى الأوساط الحكومية الإيرانية والإيرانيين يعلمون ذلك جيدا. وفى تصورك هل هناك بادرة أمل لتغيير الأوضاع الحالية فى إيران؟ - دعنى أخبرك بأمر يخصنى فى طباعى الذاتية وهو أننى لا أفقد الأمل وأتمنى أن تحظى إيران، كما يقول ابنى «ولى العهد الإيرانى السابق رضا بهلوى الثانى، المولود فى طهران يوم 31 أكتوبر من العام 1960م» بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التى تحفظ الكرامة وحقوق المرأة والعدالة، ودائما ما أقول إن النور دائما ينبثق من الظلام وحتما ستنهض إيران من كبوتها. فى هذا الظرف الدقيق الذى تمر به إيران، ما هى نصيحتك للمجتمع الإيرانى فى الفترة الراهنة للخروج من أزماته الاقتصادية والسياسية وحالة القطيعة التى يعانى منها بسبب السياسة الخارجية للنظام الحاكم؟ - بعض الإيرانيين بدأوا بالفعل فى المطالبة بما يريدون من خلال طرح مطالبهم، والتعبير عن احتياجاتهم وآمل أن تتزايد قدرتهم على المطالبة بحقوقهم شيئا فشيئا والضغط على الحكومة والرئيس والقيادات فى إيران من أجل تحسين حياة الشعب الإيرانى. أخيرا: نود أن نعرف تقييمك لما تقوم به مريم رجوى زعيمة المعارضة الإيرانية بالخارج، ورئيسة الجمهورية الإيرانية الموازية وزعيمة منظمة مجاهدى خلق والتى تتخذ من باريس مقرا لإقامتها؟ - لا أريد أن أتناول الحديث عن هذا الأمر، لكن ما أستطيع قوله هو إنه إذا كان عليك أن تناضل من أجل الحرية والديمقراطية فى إيران؛ فإن هناك العديد من الأفراد الذى يعملون لصالح إيران، وعلى الشعب الإيرانى أن يدرك ما فعله الإيرانيون من قبل ومن يقول الحقيقة ومن لا يفعل ذلك، وكلى ثقة أن الشعب الإيرانى لديه الوعى بمن يقول الحقيقة فعلا، ولا أريد أن أعلق على هذا الأمر أكثر من ذلك.






































































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;