رغم الكتابات الكثيرة التى تناولت حياة مؤسس مصر الحديثة محمد على باشا،إلا أنه تظل هناك أسرار كثيرة تتكشف كل يوم عن حياته، مرحلة حكمه، آخرها وفيما يعد مفاجأة كبرى أن محمد على هو اول من حمل لقب خديوى مصر.
يظن الجميع، أن الخديوى إسماعيل باشا هو أول من حمل هذا اللقب الخديوى، أما من قبله (من محمد علي باشا إلى سعيد باشا فلم يحملوا هذا اللقب، بل كانوا ولاة ممتازين يحمل الواحد منهم لقب "والى مصر" ، ولكن مطبعة بولاق لها رأى آخر.
أنشا محمد على باشا مطبعة بولاق أو المطبعة الأميرية رسمية حكومية، فى عام 1820، وكانت هذه المطبعة تحمل لوحة تذكارية لتأسيس المطبعة، وقد نقشت بحيث برزت عليها الأبيات الشعرية باللغة التركية وترجمتها: "إن خديوى مصر الحالى محمد على، فخر الدين والدولة وصاحب المنح العظيمة، قد زادت مآثره الجليلة التى لا تعد بإنشائها دار الطباعة العامرة وظهرت للجميع بشكلها البهيج والبديع، وقال الشاعر سعيد إن دار الطباعة هى مصدر للفن الصحيح".
بدأ محمد على بالتفكير فى إدخال فن الطباعة إلى مصر منذ عام 1815 م، حينما أرسل أول بعثة رسمية إلى مدينة ميلان فى إيطاليا برئاسة نيقولا المسابكى لتعلم فن الطباعة، وحينما عاد نيقولا من بعثته كان قادرًا على تشييد أول مطبعة حكومية رسمية في مصر.
ولم تنشأ مطبعة بولاق بمفردها مستقلة عن بقية مشروعـات محمد علي بل كانت جزءًا من مشروع تنموي كبير، وكانت كأى مؤسسة أخرى من مؤسساته يرجى منها أن تساهم بإنجاح جانب من ذلك المشروع التنموي الكبير.
ومن جانبه، قال بسام الشماع، عالم المصريات، إن "ذاكرة مصر" تعد منظومة ثقافية على أعلى مستوى بمكتبة الإسكندرية.
وأوضح بسام الشماع، أن المطبعة الأميرية فى بولاق أحدثت نقلة نوعية وكمية فى تاريخ مصر، نوعية من حيث تغير الثقافة، وكمية من حيث زيادة وانتشار الثقافة.
وأشار بسام الشماع، إلى أن اللوحة التذكارية لمطبعة بولاق كانت مكتوب عليها أبيات شعرية فى حب محمد على، وهى معروضة حاليا فى مكتبة الإسكندرية ضمن مطبوعات "مطبعة بولاق"، كما قال الدكتور محمد عفيفى، أستاذ التاريخ، بجامعة القاهرة، إن إسماعيل باشا هو أول من لقب بالخديوى رسمياً ومارس سلطاته وبهذا اللقب.
وأوضح محمد عفيفى، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أن محمد على أطلق عليه لقب الخديوى أيضا لكنه لم يمارس أى صلاحية بهذا اللقب لأنه كان مجرد مسمى فقط، مضيفا أن الألقاب تتغير من فترة إلى أخرى لذا فإن لقب الخديوى محمد على غير لقب الخديوى إسماعيل.
وأكد محمد عفيفى، أن هذه المسألة تعد المسائل الجدلية فهى خارج التاريخ والتفسير والزمن، ويحكم بها المؤرخون فقط.
وفى السياق ذاته، قال الدكتور خالد عزب مدير المشروعات بمكتبة الإسكندرية، إن محمد على باشا لم يحصل على لقب الخديوى من السلطان العثمانى، لكنه منح نفسه هذا اللقب بصفة غير رسمية.
وأكد خالد عزب، أن محمد على لقب نفسه بالخديوى ووثق ذلك على اللوحة التأسيسية لجامع محمد على بالقلعة، وأيضا فى المطبعة الأميرية فى بولاق، مضيفا أن الخديوى إسماعيل باشا حصل على لقب الخديوى رسميا من السلطان العثمانى.