كشفت منظمة كلاريون الأمريكية فى تقرير لها تفاصيل العلاقة الخفية بين وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون بمسئولو إمارة قطر ـ الراعى الأول للإرهاب فى الشرق الأوسط ـ وذلك بعد أيام من كشف شبكة سى إن إن اعتزام تيلرسون التقدم باستقالته والخروج من الإدارة الأمريكية قبل نهاية العام الجارى.
وبعد انحياز تيلرسون لإمارة قطر خلال الأزمة بين الدوحة ودول الرباعى العربى الذى يضم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، قالت المنظمة فى تقريرها إن إدارة ترامب لم تصنف الإخوان جماعة إرهابية كما كان متوقعا، مشيرة إلى أن هذا التصنيف يقع فى اختصاص وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذى اختار الإخوان وأنصارها فى قطر وتركيا على الدول العربية الأخرى.
وكان تيلرسون قد أعرب مؤخرا عن معارضته لإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب فى منتصف يونيو. ومبرره الرئيسى هو أن الأحزاب السياسية للإخوان لديها ممثلين فى حكومات مثلما هو الحال فى البحرين وتركيا، لكن هذا الأمر ليس له علاقة بالأمر، كما يقول التقرير، فلو أن هذا الأمر مشكلة لحظرت البحرين نفسها الإخوان، ولم تكن الولايات المتحدة لتتعامل مع الحكومة اللبنانية التى يوجد بها حزب الله، المصنف كمنظمة إرهابية أجنبية.
كما كرر تيلرسون دعاية أن الإخوان جماعة معتدلة وغير عنيفة. وزعم أن الأحزاب السياسية للإخوان فى الحكومات قد أصبحت كذلك بنبذ العنف والإرهاب، ويقول التقرير إن هذا كان خاطئا عندما قالته إدارة أوباما من قبل، وخاطئا الآن أيضا.
وزاد الإحباط من موقف تيلرسون مع حقيقة أن الوقت الآن الأمثل لـتصنيف الإخوان على قوائم الإرهاب، فى ظل الضغوط غير المسبوقة التى يفرضها العالم العربى على قطر بسبب دعمها للإخوان والحركات الإسلامية الأخرى. وتعجب أعداء الإخوان من المسلمين من موقف الولايات المتحدة، حيث لا يتبى ترامب وتيلرسون اتجاها واحدا.
ونقل التقرير عن الخبير فى مكافحة الإرهاب، باتريك بول، قوله إن تيلرسون يخرب سياسة ترامب الخارجية ودعا إلى رحيله من الإدارة.
وفى حين أن الرئيس الأمريكى أعرب عن دعمه للإجراءات العربية ضد قطر، ووصفه لقطر ببمول رئيسى للإرهاب، فأن تيلرسون فعل العكس ووصف قطر بأن منطقية فى رد فعلها على الضغوط العربية.
وتحدث التقرير عن علاقة تيلرسون بقطر، وأشار إلى أن شركة إكسون موبيل، التى كان يتولى رئيس مجلس إدارتها قبل توليه مهام الخارجية الأمريكية، هى عضو مؤسس فى مجلس الأعمال القطرى الأمريكى فى عام 1996، وهى كيان تم تأسيسه من قبل النظام القطرى، وقتها كان تيلرسون مسئول رفيع المستوى. وبعد توليه رئاسة الشركة النفطية العملاقة، أصبح عضو فى الهيئة الاستشارية لمجلس الأعمال القطرى الأمريكى.. كما أن نائب رئيس إكسون موبيل للإنتاج مدرج كعضو فى مجلس مدير المجلس، ويبدو أن مسئولى الجزيرة فى الهيئة الاستشارية وهيئة المديرين.
ووفقا لموقع المجلس، فأنه يلعب دورا رئيسا فى تشكيل مؤسسة قطر الدولية فى الولايات المتحدة، ويعد مقر تلك المنطمة قى الدوحة داعما للإخوان وللإسلاميين فى أمريكا.
ورصد التقرير أيضا علاقة تيلرسون بتركيا، وقال إن إكسون موبيل كان عضوا فى مجلس الأعمال الأمريكى التركى، الذى يترأسه إكين ألبيتكين، نفس رجل الأعمال التركى الذى كان فى قلب الجدل المحيط بمستشار الأمن القومى السابق مايكل فلين. وفى الوقت الذى لم يجد فيه أردوغان سوى قليل من المدافعين عنه، زار تيلرسون تركيا فى التاسع من يوليو للحصول على جائرة من مؤتمر البترول العالمى.