"تدويل الحج" المقصود به تشكيل إدارة إسلامية لتنظيم فريضة الحج، وهو ما يعتبر تعديًا على الأمن القومى السعودى، وتريد الدول المطالبة بذلك إفقاد "السعودية" مكانتها الدينية التى تتيح لها التأثير على مسلمى العالم، فقبل ظهور "الإسلام"، ومنذ "الجاهلية" الأولى، يقوم أهل مكة بخدمة الحج والحجاج، وبعد انتشار الإسلام تولى رعاية الحج بعد النبى محمد صلى الله عليه وسلم الخلفاء الراشدون، ثم الدولة الأموية فالعباسية ثم العثمانية، ثم توحيد مكة والمدينة وباقى الحجاز على يد المؤسس الملك عبدالعزيز، واستقر تاريخيا أن من تتبعه البقعتين الطاهرتين هو من يرعى الحرمين الشريفين.
إيران تاريخ طويل فى تسييس شعائر "الحج"
وجاءت المطالبات الإيرانية المستمرة فى كل محفل بتدويل الحج للضغط على السعودية سياسيًا، حيث ادعت إيران أن المملكة العربية السعودية منعت بعض المسلمين من آداء فريضة الحج، وضيقت على الحجاج "الفرس"، فمنعت طهران الإيرانيين العام الماضى من الحج وأمرتهم بزيارة ضريح الخمينى وكربلاء.
ومنذ الثورة الإسلامية فى إيران، وتولى الخمينى السلطة فى العام 1979، دأبت طهران فى "تسييس" فريضة الحج، وبدأت بتظاهر الحجاج الإيرانيون فى العام 1980 أمام المسجد النبوى رافعين صور الخمينى، ثم كانت المحاولة الثانية فى العام 1982 أثناء محاولة حجاج إيرانيين دخول المسجد الحرام حاملين أسلحة نارية.
وفى العام 1986 تم ضبط إيرانيين حاملين مواد شديدة الانفجار، وفى العام 1987 قام بعض الحجاج الإيرانيون بسد الطرقات وإحراق السيارات ومنع الحجيج من تأدية مناسكهم رافعين شعارات الثورة الإسلامية، ما تسبب فى تدافع كبير بين الحجاج ووفاة 1400 حاج، كما تسبب حجاج إيران فى العام التالى فى تدافع نجم عنه وفاة 717 حاجا.
الرئيس الليبى الراحل له باع طويل فى طلب تدويل الحج بسبب توتر علاقته مع المملكة العربية السعودية، حيث دعا إلى ذلك فى العام 1993، كما منع مواطنيه من أداء الفريضة فى بعض السنوات.
وفى فتنة جديدة تريد من خلالها "رأس الشيطان"، أن تقلب العالم الإسلامى على بلاد الحرمين، ادعت قطر مؤخرًا فى وسائل إعلامها بأن القطريين ممنوعون من الحج لأسباب سياسية، وطالبت هى الأخرى بتدويل الشعائر المقدسة، وأعلنت السعودية وعلى لسان و زير خارجيتها عادل الجبير، استعدادها الدائم لخدمة حجاج بيت الله الحرام، من المسلمين فى شتى بقاع الأرض، كما دحض الوزير مزاعم الدوحة، واصفا الخطوة القطرية بأنها إعلان حرب على المملكة العربية السعودية.