القلب يعشق كل جميل ويحن الوجدان دائماً لكل ما هو ماضٍ، وتجد ذكريات الماضى تلوح لك من بعيد تدعوك لاستعادة الأيام الخوالى. وواحدة من تلك الذكريات هى نوادى الفيديو التى كانت منتشرة فى الثمانينيات والتسعينيات كنشاط ثقافى مهم للغاية يتجمع حوله الشباب فى نوادى الفيديو المخصصة وقصور الثقافة لمشاهدة فيلم عربى جديد أو فيلم أجنبى أتى مؤخرا للأسواق المصرية. ولكن بطبيعة الحال اختفت نوادى الفيديو مع "طوفان" التطور التكنولوجى الذى قضى على الكثير من الملامح الثقافية الجميلة فى مجتمعنا المصرى.
ولكن دار الأوبرا المصرية قررت أن تعيد الروح لفكرة "نوادى الفيديو" مرة أخرى بفكرة مشابهة لها، فتزامنًا مع إحياء ذكرى وفاة الملك والجان والأستاذ نظمت سينما الهناجر تحت رعاية دار الأوبرا المصرية احتفالية تكريما للفنان فريد شوقى والجان رشدى أباظة والمخرج العالمى يوسف شاهين، وعرضت سينما الهناجر عددا من الأفلام البارزة لهؤلاء النجوم، ولم يكن من المتوقع أن تلقى تلك الفكرة إعجاب الجماهير بهذا الشكل، حيث بمجرد أن أعلنت عقارب الساعة السابعة مساءً تجد عددا ليس بالقليل من الأسر المصرية تصطحب أطفالها لدخول قاعة سينما الهناجر لمشاهدة واحد من تلك الأفلام العربية القديمة.
تدخل إلى قاعة السينما ويبدأ الفيلم بالعرض لتجد نفسك داخل آلة الزمن التى تعود بك لزمن تتمنى لو كنت واحداً ممن كانوا شاهدين عليه. وبعد مرور دقائق معدودة يتوافد الشباب والبنات على قاعة السينما حتى لا تجد مقعدا فارغا فى قاعة السينما بأكملها وكأن الجمهور المصرى متعطش لمشاهدة الأفلام القديمة والفن الراقى.
كاميرا "انفراد" كانت بين المتواجدين فى قاعة عرض فيلم "الزوجة رقم 13" بطولة الجميلة شادية والجان رشدى أباظة، وتمر المشاهد ويتفاعل الحضور بالضحكات والدندنة بكلمات أغانى الفنانة شادية بالفيلم، حالة من البهجة والانتشاء تملأ جسد كل من يتواجد فى تلك القاعة.
وعن تلك التجربة تحدث بعض المشاهدين لـ"انفراد" عن سبب حضورهم، فقالت مها مصطفى: "محتاجين للنوع الراقى ده من السينما يرجع تانى ويا ريت الأوبرا تعمم الفكرة من غير وجود مناسبة". أما أمنية حسن وجدت فى تلك القاعة خروجة ناسبة مع صديقاتها قائلة: "أول ما عرفت إن فى عرض للأفلام القديمة هنا جمعت صديقاتى فوراً واعتبرناها خروجة فى زمن الفن الجميل"، أما عبد الرحيم جلال صاحب الـ65 عامًا فقال: "تجربة رائعة ويا ريت تستمر، حضورى النهاردة رجعنى لأيام شبابى وذكريات سينمات مصر الراقية".
وبعد انتهاء الفيلم ضجت قاعة السينما بالتصفيق لنجوم الفيلم وكأنه تكريم من أحفاد خسروا الكثير عندما فاتهم قطار هذا الزمن الراقى. وبعد انتهاء الفيلم نظم القائمون على سينما الهناجر ندوة للعائلة الأباظية من أقارب وأحفاد الجان رشدى أباظة للتحدث عن شخصيته وتفاصيل حياته فى تجمع رائع واحتفالية تليق بفنان شامل مثل رشدى أباظة.