بالصور.. الأوقاف تعيد إحياء "الكُتَّاب".. مدرسة "المسجد الجامع" تبدأ من الإسكندرية معقل "السلفيين"..حرب ضروس تخوضها الوزارة ضد أفكار التطرف والعنف.. الهدف نشر تعاليم الدين السمحة..وفصول خاصة لدمج ذوى

"الكُتَّاب".. كان يلجأ إليه الطالب فى صغره ليتعلم الدين الإسلامى، ويحفظ القرآن الكريم، خاصة فى مناطق الأرياف والقرى، ليتخرج من تحت يده عدد من الشيوخ، والعلماء، والمفكرين فى جميع المجالات، الأمر الذى دفع وزارة الأوقاف لإعادة إحياء هذا المفهوم من جديد لتجديد الخطاب الدينى والسيطرة على عقول النشء وتوجيهها التوجيه الصحيح، لإبعاد الأفكار المتطرفة. وواجهت وزارة الأوقاف عددًا من الملفات الشائكة طوال الفترة الأخيرة، خاصة بمحافظة الإسكندرية، المعروفة بأنها معقل السلفيين والإخوان، واعتلى المنابر غير المتخصصين، وأصبحوا أئمة فى المساجد، لينشروا أفكار العنف والتطرف والدم، وهو الملف الأهم الذى تحول صداعًا فى رأس الدولة؛ حتى قررت الوزارة تدشين مدرسة جديدة تحت عنوان "مدرسة المسجد الجامع"، لتعليم الدين الإسلامى السميح. من جانبه؛ قال الشيخ محمد العجمى، وكيل مديرية أوقاف الإسكندرية، إن فكرة مدرسة المسجد الجامع لقيت قبولاً وإعجابا شديدًا من قِبَل الأهالى، وتهدف إلى وضع خطة تدور حول استعادة دور المسجد فى نشر القيم والأخلاق، وخدمة المجتمع من خلال تفعيل دور المسجد بصفة عامة والمساجد الجامعة بصفة خاصة. وأضاف "العجمى" فى تصريحاتٍ لـ"انفراد" أن مدرسة المسجد الجامع ستكون مفتوحة يوميا منذ العصر حتى المغرب، وستُعْقَد فى نهاية الدورة مسابقات للمتميزين، مع تكريم الفائزين فيها ماديًا ومعنويًا، ومنح مكافأة أفضل إمام، ومحفظ متميز. وأكد أنه بجانب مدرسة المسجد الجامع سيكون هناك اهتمامًا بالقوافل الدعوية، إلى جانب النشاط الصيفى لضبط الخطاب الدعوى والسيطرة على عقول الشباب لمنع انضمامهم للجماعات المتطرفة، ونشر القيم والأخلاق وخدمة المجتمع من خلال تفعيل دور المسجد بصفة عامة، والمساجد الجامعة بصفة خاصة. وأعرب "العجمى" عن سعادته بارتفاع أعداد الدارسين التى تجاوزت 5000 طالب وطالبة، فعلى سبيل المثال بلغ عدد الدارسين بمدرسة مسجد رمضان شحاتة بالمنشية 400 دارس على أيدى الشيخ عادل الزهيرى إمام المسجد، وتحت إشراف الشيخ إبراهيم سعد مدير إدارة الجمرك، وبلغ عدد الدارسين بمدرسة مسجد القبارى بغرب الإسكندرية نحو 300 دارس. ويوجد 16 دارسًا من ذوى الاحتياجات الخاصة كلهم يتلقون الدراسة على أيدى الشيخ أحمد محمد صالح إمام المسجد، وتحت إشراف الشيخ محمد أبو الخير مدير إدارة غرب الإسكندرية، وفى مدرسة مسجد أبيس 8/11 بلغ عدد الدارسين 200 دارس على أيدى الشيخ إسماعيل إبراهيم إمام المسجد على وتحت إشراف الشيخ محمد أحمد صالح مدير إدارة محرم بك. أما فى مدرسة مسجد أبو العينين بمنطقة الساعة فقد بلغ عدد الدارسين 150 على أيدى الشيخ محمد النظامى إمام المسجد وتحت إشراف الشيخ ماهر عبد الجواد مدير إدارة شرق الإسكندرية، وفى مدرسة مسجد أبو بكر الصديق بالعصافرة بلغ عدد الدارسين 100 على أيدى الشيخ رزيقى عبد العال إمام المسجد وتحت إشراف الشيخ محمد أبو زيد مدير إدارة المنتزة، وفى العامرية بلغ عدد الدارسين بمدرسة مسجد السلام بزاوية عبد القادر 150 دارسا على أيدى الشيخ عبد الله ربيع إمام المسجد وتحت إشراف الشيخ أحمد عاشور مدير إدارة العامرية. وبمدرسة مسجد العتيق ببرج العرب بلغ عدد الدارسين 100 دارس على أيدى الشيخ حسن عبده حسن إمام المسجد وتحت إشراف الشيخ إبراهيم عبد اللطيف مدير إدارة برج العرب، وفى مدرسة الكريم بالعجمى بلغ عدد الدارسين 150 على أيدى الشيخ عبد الحميد عبد الوهاب إمام المسجد وتحت إشراف الشيخ عبد السلام رزق مدير إدارة العجمى والدخيلة، وفى مدرسة مسجد القصبجى بمحرم بك بلغ عدد الدارسين 150 على أيدى الشيخ السيد العسيلى إمام المسجد وتحت إشراف الشيخ نجاح عبد الرحمن مدير إدارة وسط الإسكندرية، وفى مدرسة مسجد "حوض 10" بريف المنتزه بلغ عدد الدارسين 200 دارس على أيدى الشيخ مرسى مطر إمام المسجد وتحت إشراف الشيخ سعيد عبد العاطى مدير إدارة الرمل. وأوضح العجمى: "كل هذا المجهود يُتَابَع بعناية بالغة من الشيخ عبد الرحمن نصار وكيل المديرية والشيخ حسن عبد البصير مدير الدعوة والشيخ محمد لطفى مدير المتابعة بالمديرية وكل هذا إنما هو نتاج منظومة عمل متكاملة أسس لها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، كى نضمن لأبنائنا تلقى العلم على أيدى علماء متخصصين تربوا فى الأزهر الشريف ويشرفون على العمل بوزارة الأوقاف". "الأوقاف" تجمع الأطفال من كل مراحل تعليمهم دون مقابل وأكد "العجمى" أن مدرسة المسجد الجامع استطاعت وفى فترة وجيزة جمع طلاب بكل مراحل التعليم المختلفة خلال العطلة الصيفية، وتعلقهم ببيوت الله لأخذ العلم على أيدى كوكبة من أفضل الأئمة والدعاة المتخصصين، وإبعادهم عن أصحاب التشدد والتطرف. وأشاد "العجمى" بدور أئمة ودعاة الأوقاف بالإسكندرية الذين استطاعوا غرس القيم الدينية فى قلوب النشىء وزيادة تعلقهم بالمسجد مما يعد دورًا مهما لإعادة إحياء دور المسجد ورسالته؛ ليعود بأمثال الصحابة، متابعًا: "فلا بد أن نمهد الطريق للأبناء للوصول إليه والتعلق به، وأن نغرس فى نفوسهم معنى الشاب ذى القلب المعلَّق بالمساجد؛ ليكون أبناؤنا ممن يُظلُّهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله". وأضاف "العجمى" أن من غير المسموح جمع أى مبالغ تحت أى مسميات، فهذا العمل هو واجب وطنى وقومى للوزارة من أجل حفظ النشء فى هذه المرحلة المهمة من تاريخ الوطن مع ابتغاء وجه الله. دورات لتنمية مهارات التواصل للدعاة وقال العجمى إن هناك اهتمامًا شديدًا بتنمية مهارات الأئمة والدعاة لتدريبهم على التواصل الصحيح مع المواطنين، وكيفية الرد على الأسئلة والأسلوب الجيد لإيصال المعلومة بطريقة سهلة وبسيطة، وتنظيم محاضرة تحت عنوان "تطوير الذات". وتهدف الدورة إلى الارتقاء بالمستوى المهنى والنفسى للأئمة وفق أفضل برامج التنمية البشرية، كما أن هذه الدورات المتتالية تأتى لتوفير جميع أنواع التدريب للأئمة والدعاة وقيادات الدعوة، لمواكبة أحدث الطرق العلمية على أيدى كبار المتخصصين فى العلوم الدينية والشرعية والإدارية، وخبراء التنمية البشرية. ولفت "العجمى" إلى أن الوزارة ممثلة فى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، تولى اهتماما بالغًا بتدريب الأئمة والدعاة، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كل مناسبة يحضرها، بضرورة تجديد وتطوير الخطاب الدينى. فصول خاصة لدمج ذوى الاحتياجات الخاصة بالمدرسة ومن منطلق الاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة باعتبارهم جزء مهم من كيان المجتمع؛ فقد خصصت مدرسة المسجد الجامع ولأول مرة فصلاً خاصًا لذوى الاحتياجات الخاصة لحفظ القرآن الكريم، وتهيئتهم دينيا وخلقيا. وأكد "العجمى" حرص وزارة الأوقاف على الاندماج المجتمعى لذوى الاحتياجات الخاصة، لأن حقهم الانتماء والمشاركة كغيرهم من أفراد المجتمع، ويكون ذلك من خلال صقل موهبتهم لإكسابهم الثقة فى أنفسهم، وخلق المقومات لديهم من الإرادة والعزيمة، وتشكيل هدف لهم ليستطيعوا به تجاوز المتاعب وتحدى الضغوطات والصعوبات من أجل الارتقاء إلى أفضل المستويات، وتحقيق النتائج والإنجازات للاعتراف بوجودهم كعنصر وطنى له كامل الحقوق فى الانتماء والمشاركة المجتمعية. وتابع أن ذوى الاحتياجات الخاصة يحظون فى مصر بالرعاية الشاملة، والخدمات النوعية، تحقيقًا للرؤية السديدة للقيادة الرشيدة من الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى لا يدّخر جهدًا فى سبيل خدمة هذه الفئة لضمان اندماج أفرادها فى المجتمع، واستغلال طاقاتهم فى العمل والبناء. وتتبنى العديد من الجهات المبادرات والبرامج التى من شأنها رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة، وتمكينهم وتأهيلهم فى جميع مجالات الحياة. استعادة دور المسجد فى نشر الأخلاق وتسعى وزارة الأوقاف لاستعادة دور المسجد فى نشر القيم والأخلاق، من خلال تفعيل دور المسجد بصفة عامة، والمسجد الجامع بصفة خاصة. وأكد "العجمى" أن العمل الدعوى والوطنى ممتد ما امتدت أنفاس الإنسان وحياته، داعيا إياهم إلى مزيد من النشاط الدعوى، مع معايشة الأحداث ومواكبة التطورات التى تستجد، حتى يكون الداعية مؤثرا فى جمهوره. وأوضح "العجمى" أن الوزارة أعادت للمسجد قدسيته، وللإمام هيبته ومكانته، من خلال اقتصار الدعوة على المتخصصين من الأزهريين، واستبعاد أصحاب المآرب من الجماعات، ممن يعملون لمصالحهم الشخصية، أو ممن لهم انتماءات لجماعات إرهابية تعمل على زعزعة أمن الوطن واستقراره. وشدد وكيل أوقاف الإسكندرية على أن الوزارة تقف بالمرصاد لأى تجاوز أو تعدٍّ، مشيرا إلى أن الوزارة خاضت حربًا شرسة وضروسًا مع تلك الجماعات الإرهابية، لعودة العديد من المساجد التى كانت عصية على سيطرة الوزارة. ولفت إلى أن المرحلة الأصعب الآن هى مرحلة البناء، وملء الساحة بالفكر المعتدل الصحيح، حتى يشعر الناس بأثر الداعية فى المجتمع، مع حتمية عمل الإمام فى ظل مناخ مستقر علميا ودعويا ونفسيا وماديا، فالإمام هو عصب العملية الدعوية شريطة معايشة الواقع الدينى والمجتمعى. واستطرد أن النهوض بالإمام سيكون من خلال تكثيف الدورات التثقيفية بشأن العديد من القضايا الملحة، التى تشغل الساحة الدعوية والمجتمعية، فى سبيل النهضة الوطنية، والاستعانة فيها بكبار أساتذة الأزهر الشريف، مع تزويد الإمام بالكتب العصرية التى تعالج تلك القضايا، والعمل على تحسين الحالة المادية للإمام فى حدود موارد الوزارة المتاحة.