شباب النوبة خافوا على لغتهم تختفى فعملوا أبلكيشن "nubi"..تعليم اللغة بالأغانى حقق 9000 داونلود فى 6 شهور .. المشروع قائم على المتطوعين وحلمهم الترويج للسياحة الداخلية فى أسوان والتعريف بعادات وتقاليد

شاب عشرينى نوبى يعيش فى الإسكندرية ويدرس بكلية التجارة، ويعمل فى مجال اختبار البرمجيات "application testing"، ورغم أنه من أصول نوبية إلا أنه وُلِد وعاش حياته كاملة بعيداً عنها، ولم يربطه بها سوى بعض الزيارات لأهله الذين مازالوا يعيشون هناك، إنه مؤمن طالوش صاحب الـ 28 عاما أحد الشباب الذين خافوا على لغتهم الأم من الاختفاء خلال فترة وجيزة من الزمن، فقرروا جميعاً استغلال خبرتهم فى العمل بالبرمجيات لتدشين application أطلقوا عليه اسم "nubi" من أجل الحفاظ على اللغة النوبية. "اتعلمت اللغة من الناس الكبيرة اللى بتتكلمها، والناس دى مع الوقت بيموتوا وبتموت معاهم اللغة، وللأسف الشباب الصغير ما يعرفوش عنها حاجة، وطبيعى بالشكل دا اللغة هتروح كمان 50 سنة مثلاً".. هكذا تحدث مؤمن مع "انفراد" عن فكرتهم للحفاظ على اللغة النوبية. أضاف طالوش أنهم فكروا فى الحلول التكنولوجية التى يمكن أن تساعدهم فى الحفاظ على اللغة واستغل قدرته على تدشين التطبيقات التكنولوجية فى عمل "nubi"، نظراً لسهولة استخدامه على الموبايل فى أى وقت، وبالتالى يمكن لمن يريد التعلم أن يستمع إلى الدروس أو حتى الأغانى نوبية التى تساعده على فهم اللغة، ولهواة القراءة يمكنهم الاطلاع على بعض الكتب والأمثال الشعبية النوبية، والتعرف على الثقافة والتراث والعادات والتقاليد هناك. تم إطلاق الأبلكيشن فى فبراير الماضى، أى منذ 6 أشهر فقط، ورغم أنه يعد جديد العهد، إلا أن عدد من قام بتحميله وصل إلى 9000 شخص ممن يريدون تعلم اللغة النوبية، وحرص الشباب على تجديده بشكل شهرى وفقاً لاقتراحات الأشخاص الذين تعاملوا معه حتى يقترب من التميز ولا يصبح بمثابة منصة لتعلم اللغة النوبية. يقوم المشروع على عدد قليل من الشباب النوبى الذين قرروا تدشينه بمجهودهم الشخصى وبمساعدة عدد من المتطوعين، هؤلاء الذين يقوموا بتسجيل المادة العلمية التى يعدها بعض مدرسى اللغة القدامى بأصواتهم حتى تصل للمتعلمين بسهولة، ليعرفوا من خلالها طريقة النطق والكتابة فى نفس الوقت. يمكن للجميع التعلم من nubi من خلال تحميله من متجر جوجل على الموبايل، ورغبة من الشباب لوصول التطبيق لأكبر عدد ممكن من الأشخاص، قاموا بعمل شراكة مع مبادرة "النوبة" حتى يتم ترجمته للغة الإنجليزية للتسهيل على من لا يجيد العربية تعملها. ورغم أن الهدف فى البداية كان تعلم اللغة النوبية والحفاظ عليها فقط، إلا أن الشباب فروا فيما بعد للاهتمام بكل ما يخص النوبة والنوبيين، فقرروا مساعدة ابناء بلدهم من صانعى المشغولات اليدوية غير القادرين على تسويقها من خلال توفير وسيلة يستطيعون من خلالها عرض أعمالهم. وعن أحلامهم قال طالوش إنهم يرغبون فى تشجيع السياحة الداخلية لأسوان من خلال تقديم قائمة بالمتاحف والمعابد والمطاعم والمزارات السياحية والفنادق أيضاً الموجودة بها، وطريق الوصول إليها من خلال التطبيق، وفكروا فى التعاون مع بعض شركات السياحة من أجل توفير بعض العروض لمن يريد زيارة أسوان من خلالهم.