سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 4 أغسطس 1990.. إيقاظ مبارك وفهد وحسين من النوم على اتصالات هاتفية باحتلال العراق للكويت

دعا الرئيس الأمريكى جورج بوش «الأب» كل كبار مستشاريه للاجتماع به صباح يوم 4 أغسطس «مثل هذا اليوم» من عام 1990، وطلب أن يكون بينهم القادة العسكريون المكلفون بتنفيذ الخطة «1002 - 90» ضد العراق. جاء هذا الاجتماع بعد يومين من احتلال العراق للكويت، وفيما كانت جهود عربية تتواصل للبحث عن حل للأزمة، ويشارك فيها بدرجات متفاوتة الملك حسين والرئيس مبارك، كانت الإدارة الأمريكية تبحث عن السبل التى تتيح لها تنفيذ خطتها العسكرية دون الالتفات إلى تلك الجهود، وكان الاجتماع الذى دعا إليه «بوش» بمثابة الخطوة العملية الأولى فى هذا الاتجاه، وحسب محمد حسنين هيكل فى كتابه «حرب الخليج - أوهام القوة والنصر»، فإن المجتمعين جلسوا جميعًا حول مائدة الاجتماع، ومنهم ريتشارد تشينى، وزير الدفاع، وجيمس بيكر، وزير الخارجية، وبرنت سكوكروفت، مستشار الأمن القومى، وكولين باول، رئيس هيئة أركان حرب القوات الأمريكية المسلحة، ونورمان شوارتزكوف، قائد القيادة المركزية المكلفة بتنفيذ خطة «1002 - 90». بدأ «بوش» الاجتماع بعرض تطورات الأزمة بسرعة، وطبقًا لـ«هيكل»: «خلص إلى أن العمل الأمريكى يجب أن يتحرك بأسرع ما يمكن، لأنه بدأ يخشى من مظاهر تردد تقلقه فى السعودية، فالملك فهد كان متخوفًا من الأساس، والملك حسين يقوم بتحركات سريعة تبدو غير مفهومة، وإن ظل العراق سوف يبقى باستمرار مخيمًا على منطقة الخليج». تدخل ويليام ويستر، مدير وكالة المخابرات الأمريكية، عارضًا آخر التقارير التى وصلته من السعودية، وطبقًا لـ«هيكل» فإنها كانت تؤكد أن «الملك فهد لا يزال موزع الفكر وغير قادر على اتخاذ قرار بطلب المساعدة الأمريكية»، ويضيف «هيكل»: «تساءل أحد الحاضرين، وكل المصادر تشير إلى أنه جيمس بيكر، وزير الخارجية، عما إذا كانت ضربات جوية وصاروخية مركزة وموجهة من الحاملات فى البحر الأحمر تستطيع أداء المهمة وتحطيم أهداف العراق الحيوية، وإرغامه بالتالى على الhنسحاب بكل ما يعنيه ذلك من ضياع الهيبة والكرامة، ورد باول بأن الطيران وحده لا يستطيع أن يحقق الهزيمة الكاملة للعدو، وطلب بوش من الجنرال شوارتزكوف أن يشرح تصوره للخطة «1002 - 90»، فعرضها الجنرال فى ربع ساعة، ثم توقفت المناقشات أمام نقطة محورية، هى ضرورة نزول القوات الأمريكية فى السعودية لتكون قاعدة صلبة ومفتوحة للعمليات». جدد «بوش» استغرابه من تردد «فهد»، وفيما كان يعبر عن حالته، جاءت الفكرة التى ستغير المسار تمامًا لصالح الاندفاع فى اتجاه تطبيق خطة «1002 - 90»، وكان صاحبها جون سنونو، رئيس هيئة مستشارى البيت الأبيض، وحسب «هيكل»: «كان بثقافته يحمل مواريث عربية لأنه من أصل لبنانى، وقد رفع يده وقال موجهًا حديثه للرئيس بوش.. سيادة الرئيس ألا يمكن أن يكون الملك فى حاجة إلى غطاء آخر يؤمن ظهره وأجنابه، وركز بوش نظره ناحية سنونو، وكأنه يستزيده إيضاحًا، وأكمل سنونو كلامه بأنه يظن أن الملك فى حاجة إلى غطاء عربى أو إسلامى أو الاثنين معًا»، وأضاف: «إن فهد قد يحس بالحرج الشديد إذا طلب قوات أمريكية مسيحية لتحمى بلده العربى الإسلامى، أما إذا ذهبت القوات الأمريكية فى إطار أوسع يشارك فيه عرب ومسلمون فإن المسألة فى هذه الحالة يمكن أن تكون PALATABLE، أى مبلوعة». التقط «بوش» الفكرة، وحسب «هيكل»: «أضاف إليها تحسينات جديدة، وقال إنه سيعمل على توفير هذا الغطاء العربى والإسلامى، ثم التفت إلى ريتشارد تشينى، وزير دفاعه، قائلًا له: ديك، اختصار اسم ريتشارد، أرى أن تذهب أنت إلى السعودية، وتأخذ معك نورمان، يقصد الجنرال شوارتزكويف، لتكون بنفسك هناك حتى تقوم بدفعة أخيرة تحسم تردده»، وحسب «هيكل»: «اتصل تشينى وهو لا يزال فى كامب ديفيد بالأمير بندر فى جدة، يقول له إن الرئيس قرر أن أجىء بنفسى إلى السعودية لمقابلة الملك، ومعى أفكار طيبة قد يجدها مفيدة له، وعاد بندر يتصل به، ويقول له إن الملك ليس متحمسًا، فوصول وزير الدفاع الأمريكى إلى المملكة فى مثل هذه الأجواء يمكن أن يثير تساؤلات كثيرة محرجة، وكان رد تشينى أنه قادم على أى حال بأمر ورسالة من الرئيس، ولا يستطيع أحد أن يرد مندوبًا رئيسيًا يمثل الولايات المتحدة». جاء تشينى يوم 6 أغسطس، أما اجتماع «كامب ديفيد» فكان تعليق «باول» عليه: «الرئيس حدد لنفسه هدفين واضحين، فهو ذاهب بالقوات إلى السعودية، ليس لمنع هجوم العراق، ولكن الهجوم على العراق».




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;