بعد ما يقرب من شهرين على إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر قطع العلاقات مع الدوحة لدعمها وتمويلها تنظيمات إرهابية متطرفة تضر بأمن واستقرار دول الإقليم ولا سيما دول مجلس التعاون الخليجى وعلى رأسها البحرين، كشفت مصادر عربية لـ"انفراد" تمويل الإمارة الراعية للإرهاب فى الشرق الأوسط كيانات وعناصر بحرينية شيعية لتشويه صورة المملكة فى العاصمة البريطانية لندن،عاصمة جماعات الإسلام السياسى.
وقالت المصادر إن الدوحة تمول عبر وسطاء، وبدعم إيرانى مفتوح تلك العناصر للتظاهر فى بريطانيا التى تأوى قيادات التنظيم الدولى للإخوان، بهدف الإساءة لسمعة المملكة والزعم بوجود انتهاكات ضد الأقلية الشيعية فى البحرين بالتزامن مع عيد الاستقلال الموافق 14 أغسطس، مشيرة إلى أن نظام تميم بن حمد استأجر معاهد أبحاث داخل لندن لاستضافة رموز الشيعة وتنظيم لقاءات بحضور عدد من الباحثين والخبراء الدوليين الممولين من قطر بهدف الإساءة للدولة الخليجية وكافة دول الرباعى العربى الذى تقوده مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات، بخلاف البحرين.
وتابعت المصادر: "يعتزم تنظيم الحمدين، عبر عملاءه البحرينيين المقيمين فى الخارج تنظيم اعتصام خلال أيام أمام السفارة السعودية لدى لندن، بهدف الإساءة للمملكة وفى محاولة للوقيعة بين الرياض والمنامة، وكذلك النيل من الدور الريادى الذى تلعبه السعودية فى مواجهة تمويل قطر للإرهاب.
وروجت وسائل الإعلام القطرية والممولة بشكل غير مباشر من حكومة الدوحة للتحرك الذى تقوده الجماعة البحرينية فى لندن، إضافة لإطلاق عدد من الدعوات لقادة تنظيم الإخوان الإرهابى للمشاركة فى الوقفة التى ستنظمها المعارضة البحرينية أمام السفارة السعودية فى لندن، فيما شن الإعلام القطرى حملة شرسة على مملكة البحرين تمهيدا للوقفة التى من المقرر أن تنطلق فى لندن، والتى يتوقع أن تشارك بها عناصر من جماعة الإخوان دعما للجماعة البحرينية المعارضة.
وظهر التآمر القطرى على البحرين للعلن عام 2011 عبر المؤامرة التى قادتها الدوحة وقناة الجزيرة لإسقاط النظام فى البحرين من خلال فتح خط اتصالات مع طهران والمعارضة البحرينية بالخارج والداخل لتأجيج الوضع الداخلى خلال التظاهرات التى خرجت فى المنامة عام 2011.
وفتح رئيس الوزراء القطرى السابق، حمد بن جاسم آل ثانى، خط اتصالات مباشر مع أمين عام "جمعية الوفاق" البحرينية علي سلمان، قبل دخول قوات "درع الجزيرة" بفترة بسيطة إلى البحرين، وقدم فى اتصالاته مجموعة من الأفكار، اعتبرها لاحقا مبادرة قطرية للمنامة، فيما روجت قناة الجزيرة القطرية لتحرك جمعية الوفاق وفتحت شاشاتها للمعارضين البحرينيين وفى مقدمتهم علي سلمان.
حمد بن جاسم الذى يمثل رأس الحربة للسياسة الخارجية القطرية أحد أبرز ممولى "جمعية الوفاق" والجماعة الشيعية الأخرى المتواجدة فى لندن، طالب تلك الجماعات دوما خلال اتصالاته "ضرورة التنسيق بين الجماعات البحرينية المعارضة لضمان استمرار المحتجين فى دوار مجلس التعاون، بحيث تقوم قطر بالضغط على حكومة البحرين من أجل أن تفتح الجهات الأمنية جميع الطرق للمتظاهرين وهو النهج الذى تبنته قناة الجزيرة التى نشرت عدد من مقاطع الفيديو، وأجرت عدد من الاتصالات مع قادة المعارضة البحرينية خلال مارس 2011، وروج بوق الجزيرة فيصل القاسم للتظاهرات التى خرجت فى البحرين والتى وصفها بالسلمية وتبنى نهج إعلام الدوحة وهو "إسقاط الجهاز الأمنى" لمملكة البحرين.
وبدأ الخلاف بين قطر والبحرين خلال النزاع التاريخى على "جزر حوار" الذى حكمت به محكمة العدل الدولية، وأقرت بأنها ضمن النفوذ البحرينى وهى الجزر التى طالما حلمت الدوحة بالسيطرة عليها بالرغم من قربها لسواحل المنامة، وشن وزير الخارجية القطرى السابق آنذاك حمد بن جاسم هجوما دبلوماسيا ضد مملكة البحرين وهى الذريعة التى دفعت الدوحة للتدخل فى شئون البحرين سعيا منها لإسقاط المملكة وضم "جزر حوار".