بالصور.. أهالى فارس بأسوان مهددون بالموت بسبب "العزلة".. القرية تواجه مشكلة تعطل المعديات.. مزارع: زوجتى وضعت مولودها وسط النيل.. الطلاب يقطعون طريقهم للمدارس "سباحة".. ورئيس المدنية: "الأعطال بسبب ال

"من العزلة إلى الموت" خطر يداهم سكان قرية فارس التابعة لمركز كوم أمبو بمحافظة أسوان، بسبب كثرة مشاكل تعطل معديات النيل وانعزالهم عن الخدمات والطوارئ. انتقل "انفراد" إلى قرية فارس والتى تقع شمال غرب مدينة كوم أمبو بنحو 30 كيلو متراً، ويمكن الوصول إليها من الجهة الشرقية عن طريق معديات النيل وهو الطريق الرئيسى الذى يعتمد عليه معظم أهالى القرية، ويمكن الوصول إليها أيضاً من الجهة الغربية عبر طريق متفرع من الصحراوى الغربى، ولكن هذا الطريق لا يرغب فيه معظم سكان القرية لأنه لا يربط القرية بمدينة كوم أمبو، كما أنه يبعد نحو 55 كيلو متراً عن مدخل مدينة أسوان. وتعانى قرية فارس بكوم أمبو العزلة عن المدينة وخدماتها بسبب اعتمادهم على المعديات النيلية التابعة لمجلس المدينة بشكل كبير والتى تتعرض للأعطال بصفة مستمرة، فيصبح الأهالى فى عزلة عن أقرب الخدمات ومنها المستشفيات أو الأسواق أو طوارئ الإسعاف والحماية المدنية أو غير ذلك. وتحدث أهالى القرية عن مشكلة المعديات النيلية، فقال أحمد صادق، إن فارس من القرى المكتظة بالسكان ويقيم فيها عدد من القبائل العربية ومساحتها شاسعة ومع ذلك تعانى العزلة فى كل شيئ من الخدمات وخاصة الطوارئ ومنها ما يتعرض له أبناء القرية الأطفال من لدغات عقارب وثعابين فيحتاجون إلى إسعاف فورى ومستشفى للتعامل مع الحالات العاجلة. وأضاف المواطن أحمد صادق، أن نسبة كبيرة من أبناء قرية فارس يتوقف تعليمه عن مرحلة الإعدادية نظراً لعدم قدرة أولياء الأمور على إرسال أبناءهم لاستكمال التعليم بمدينة كوم أمبو نظراً لبعد المسافة وصعوبة الانتقال إليها وزيادة الأعباء المادية فى كثرة وسائل المواصلات التى يستقلها الطلاب فى الذهاب للمدارس، وذكر قائلاً: "فى إحدى المرات تعطلت المعدية بطلاب المدارس وسط نهر النيل واستكمل الطلاب طريقهم سباحةً فى النيل، وأحياناً تتكرر هذه المواقف حتى فى فصل الشتاء". وتابع محمد مصطفى، مزارع من أهالى قرية فارس أيضاً، الحديث قائلاً "الطامة الكبرى هو تعطل المعديات التابعة لمجلس المدينة وسط مياه النيل وعلى متنها النساء والأطفال الرضع، وتكون محاولات انتشالهم من وسط النيل فى غاية الصعوبة خوفاً عليهم من غرق المعدية أو اصطدامها بإحدى البواخر السياحية التى تجرى ما بين الأقصر وأسوان"، لافتاً إلى أن البديل لمعديات المجلس هى اللنشات وتعد أكثر خطورة من المعديات وأعلى سعراً فى قيمة الأجرة. وأوضح "مصطفى"، بأن زوجته تعرضت لموقف بسبب تعطل المعديات لا يمكن له أن ينساه طوال حياته، وذلك عندما أتت ساعة الولادة لزوجته فهرع بها مسرعاً فى محاولة للوصول إلى مستشفى كوم أمبو المركزى، إلا أن تعطل المعدية وقف حائلاً أمام وضع مولودة بالمستشفى ووضعت زوجته وسط النيل وكادت أن تموت أثناء الولادة لعدم توافر الخدمات الطبية اللازمة للولادة وخاصةً أنها وسط مياه النيل. وأشار أهالى القرية، إلى أنهم يضطرون للذهاب إلى القرية المجاورة لهم من غرب النيل وهى المنصورية التى تبعد عنهم نحو 20 كيلو متراً، لاستقلال معدياتهم النيلية التى تعد أحسن حالة من الموجودة فى قريتهم فارس، لافتين إلى أن الزيارة الأخيرة المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، مع مطلع شهر أغسطس الجارى، كشفت عن وجود قصور فى خدمات المعديات بالقرية، بعد أن لجأ المسئولون فى الوحدة المحلية إلى الاستعانة بمعدية من قرية الحربيبات التابعة لمجلس مدينة مركز دراو، بسبب تعطل معدية قرية فارس. عمدة القرية، أبو القاسم عبد الشكور، أكد أنه منذ زيارة المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، إلى القرية يوم الأربعاء الماضى لمرافقة اللجنة الرئاسية لتنمية جنوب الوادى وإطلاعهم على مشكلة أهالى قرية فارس بشأن تعطل المعديتين ومطالبتهم للمسئولين الحكوميين، بسرعة إصلاحهم لرفع المعاناة عن كاهل الأهالى، إلا أن الأمور لم يحدث فيها أى تغير. وقال العمدة أبو القاسم، أن هناك لجنة من ترسانة شركة المقاولين العرب بأسوان زارت القرية واطلعت على المشكلة عقب توجيهات المهندس محلب بسرعة تغير وإصلاح العامود المحرك لإحدى العبارات، إلا أن اللجنة أعدت تقرير ورقى وانتهى الأمر عند هذا الحد، فيما تجاهل مسئولى محافظة أسوان التدخل فعليا لإنهاء المشكلة من جانبهم، مضيفاً أننا نعانى بشكل كبير فى ظل توقف عمل العبارتين، مما يدعو الأمر الأهالى إلى التوجه إلى مناطق أسوان جنوبا لمسافة 60 كيلو، أو إدفو شمالا لمسافة 60 كيلو أخرى للوصول إلى المستشفيات أو قضاء مصالحهم الأخرى. فى المقابل، أكد عادل طلحة، رئيس مجلس مدينة ومركز كوم أمبو لـ"انفراد"، أن هناك عطلا لحق بمعدتى قرية فارس بسبب أعمال صيانة، وتتكرر هذه الأعطال على مدار عام ونصف، وتم التنبيه على الشركة المختصة أكثر من مرة على هذه الأعطال لصيانتها وعودتهما إلى الخدمة مرة أخرى. فى سياق متصل، تواصل محافظة أسوان مشروع إنشاء كوبرى كلابشة الجديد، الجارى تنفيذه بتكلفة 434 مليون جنيه وبطول 23كم وعرض 21م ويضم 10 كبارى و6 أنفاق، ويهدف إلى ربط الطريق الصحراوى الغربى بالطريق الزراعى الشرقى وتخفيف الاختناقات المرورية بمختلف مراكز ومدن المحافظة. وصرح اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، أنه وجه رئيس مدينة كوم أمبو بسرعة إنهاء صيانة عبارة فارس التى تجرى لها أعمال رفع الكفاءة وذلك خلال أسبوع، مشيراً إلى أن المهندس إبراهيم محلب أمر بإصلاح العبارة الأخرى بفارس فى ترسانة المقاولون العرب بالسد العالى على أن يتم تدبير الاعتمادات المالية اللازمة لذلك.