اتهم مزارعو البطاطس بعدد من محافظات الوجه البحرى " الغربية والبحيرة والقليوبية"، مسئولى وزارة الزراعة من تلف محصول البطاطس بالأراضى الزراعية بسب استيراد تقاوى "فاسدة" وبها مرض العفن البنى تم شراؤها من بعض الجمعيات الزراعية مستوردة من قبل شركة هولندية خاصة دون رقابة من قبل الإدرة المركزية للحجر الزراعى، أدت إلى تلف 600 فدان، حسب رواية الفلاحين بقرية طحلة بمركز بنها لـ"انفراد"، مجمعين على تقديم طلبات لمجلس النواب لتقديم طلبات إحاطة بهذا الفساد.
الزراعة خلو تقاوى البطاطس المستوردة من الأعفان
وأكدت آخر تقرير اللجنة الفنية المشكلة من قبل قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة، ومركز البحوث الزراعية، والحجر الزراعى، لبحث شكاوى مزارعى البطاطس، خلو تقاوى البطاطس المستوردة من الأعفان، موضحة أن السبب فى تلف المحصول عملية تجهيز قطع التقاوى من قبل المزارعين بطريقة خاطئة من ناحية عدم وجود براعم فى بعض القطع ووجود عين واحدة فقط على بعض قطع التقاوى الأخرى وصغر وزن وحجم القطع، لافتا إلى أنه لم يتم فرد هذه القطع فى أماكن بعيدة عن التيارات الهوائية الشديدة وأشعة الشمس مما أدى إلى عدم تكون الطبقة الفلينية بسرعة وظهور فطريات سوداء اللون على سطح قطع التقاوى.
عدم استخدام المزارعين لتطهير قطع تقاوى البطاطس
وأضاف تقرير اللجنة عن وجود بعض قطع التقاوى المخزونة منذ فترة تزيد عن 10 أيام بها عفن جاف، مما أدى إلى ظهور بعض بقع سطحية بالعفن الطرى على سطح قطع التقاوى وبزيادة الرطوبة فى الأجولة الخاصة التى تم التخزين بها، وعدم استخدام المزارعين المطهرات الفطرية الموصى بها من قبل وزارة الزراعة لتطهير قطع التقاوى حتى لا تصاب بأى مسببات مرضية او فطرية رمية.
الجمعيات الزراعية.. تقاوى البطاطس
فيما قال صلاح محمود، أحد المزارعين، فى تصريحات لـ"انفراد "، إنهم فوجئوا بتلف أراضيهم، بسبب سوء التقاوى التى استلموها من الجمعيات الزراعية، موضحا أنه كان من المفترض أن توجد بالجمعية الزراعية فى شهر ديسمبر ولكنها لم تأت فى الميعاد المحدد لها حيث تم تأخير التقاوى على المزارعين 40 يومًا وتم فرض التقاوى بسعر 510 جنيهات فى حين أنه تم بيعها فى السوق السوداء بـ425 جنيهًا بالإضافة إلى تغريمهم تكاليف تأخر وصول التقاوى.
تطهير الأرض من آثار تقاوى البطاطس
فيما أكد عطوة عليوة أحد المزارعين،إن المسئولين أرسلوا بالفعل تقاوى جديدة بصحبة خبير أجنبى وتم زراعتها بالفعل ولكن لم يتم تطهير الأرض من آثار التقاوى السابقة التى كانت داخل الأرض مضيفًا: من الممكن أن تؤثر على المحصول بعد ذلك ، موضحًا أنه حتى الآن لم ترد لجنة لأرضه والأراضى المجاورة لأخذ عينة من التربة لتحليلها لمعرفة خلوها من أى ملوثات من عدمه.
وأضاف محيى الدين عبد الموجود أحد المزارعين المتضررين إلى أن اللجنة تلاعبت فى نتيجة الأضرار التى لحقت بهم حيث أظهرت نتائج متفاوتة والتى تفاوتت بين 100% و15%، الأمر الذى أكده الفلاحون بأنها نتائج غير صحيحة لأن الأضرار واحدة عند جميع الفلاحين ما دفعهم للتوجه مجددًا إلى المحافظ والذى وعدهم بتشكيل لجنة ثانية ومحاسبة الأولى.
زراعة القليوبية : تسليم 25 طن تقاوى بطاطس جديدة للمزراعين
من جانبه قال المهندس طه نعيم وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية، إن المديرية قامت بتسليم 25 طن تقاوى بطاطس جديدة لمزارعى قرية طحلة بمركز بنها مشيرًا إلى أنه قد تمت زراعة التقاوى الجديدة بواسطة مهندسين وفنيين من الإرشاد الزراعى بالمديرية منعًا لتكرار سوء استخدام التقاوى كما حدث من قبل، مشير إلى أن تقرير اللجنة التى تم تشكيلها للفحص والتحقق من الشكوى المقدمة من عدد من مزارعى البطاطس، كشفت عن أن عيوبًا فنية أثناء الزراعة وراء تلف التقاوى وأن التقاوى كانت سليمة وغير مصابة بأى أمراض ومنها العفن البنى كما ادعى البعض وأن سوء تقطيع الدرنات من قبل المزارعين وهطول الأمطار كانت سببًا فى تلف التقاوى، بعد الزراعة مباشرة .
كما كشف التقرير عن أن السبب وراء شكاوى المزارعين وعدم إنبات بعض المساحات والتى لا تزيد مساحتها على 16 فدانًا يعود للخطأ فى عمليات التقطيع الجائر التى قام بها المزارعون أنفسهم ما أدى إلى وجود عدد كبير جدًا من هذه القطع بدون "عيون إنبات" وهو ما أدى إلى فشل عملية الإنبات إلى جانب عدم استخدام المزارعين لمطهرات فطرية أثناء التقطيع والتى تحمى قطع البطاطس من أى إصابات أثناء التقطيع كما أن تخزين قطع البطاطس فى أجولة بعد عملية التقطيع مباشرة أدى إلى انتشار الأعطان نتيجة زيادة رطوبة الجولة وارتفاع الحرارة فى غياب أى معاملة بالمطهر.
وقال محمد الجبالى نعمة الله أحد المضارين بالغربية، أنه بعد تقديم شكاوى للشركة الموردة للتقاوى، تم تشكيل لجان هندسية برئاسة المهندس محمد إسماعيل، أحد مسئولى الشركة الموردة لتقاوى البطاطس وأثبتت فساد التقاوى، وقرر رئيس مجلس إدارة الشركة مقاضاة تجار التجزئة، وتعويض الفلاحين بتقاوى أخرى، وبالفعل تم توزيع تقاوى جديدة على الفلاحين ممن ثبت تضررهم، وتم توزيع تقاوى جديدة من نوع "سافانا" وسعر الطن فيها 7 آلاف جنيه، فى حين أن سعر الطن الفاسدة كان وصل إلى 12 ألف جنيه لنوع "البامبا" وبالتالى قلت نسبة الخسائر ولكنها قائمة.
وأضاف الفلاحون أن الشركة عوضتهم بنوع "سفانا" الذى لا يتجاوز سعره 7 آلاف جنيه، مقابل سعر "البامبا" الفاسدة بـ12 ألف جنيه، إذا الخسائر فى التقاوى فقط 5 آلاف جنيه، و2000 جنيه ثمن الحرث والزراعة بالستارة، وبالتالى وصلت نسبة خسارة الفلاح للفدان الواحد أكثر من 7 آلاف جنيه، بالإضافة إلى أن التقاوى الجديدة أقل فى الإنتاج والمحصول.
وأجمع الفلاحون على تقديم طلبات جماعية لنواب الدائرة لتقديم طلبات إحاطة بهذا الفساد، متسائلين: لماذا لا تقوم وزارة الزراعة باستيراد البطاطس وتوزيعها على الفلاحين من خلال الجمعيات الزراعية بدلاً من مافيا التجار، وعودة الأرباح للدولة.
وقال الفلاحون: "من يحمى تجار البطاطس، ويقف وراءهم رغم تكرار الحدث كل عام، ووجود محاضر رسمية فى أقسام الشرطة، واتهامات متبادلة بين تاجر الجملة، وتجار التجزئة، وأين دور مصلحة الحجر الزراعى من المهزلة القائمة والمتكررة كل عام.
العفونة تتسبب فى استبعاد بطاطس مصر من التصدير
وقال هاشم حسن مهندس زراعى إن الأزمة أكبر من دور التقاوى وتعويض الفلاحين، بل الأزمة الحقيقة فى استبعاد البطاطس المصرية من التصدير ورفضها من كل دول العالم بسبب، العفونة، التى تصل مع التقاوى من الأساس، مثل ما حدث فى العام الماضى، ووصل سعر طن البطاطس إلى 500 جنيه وتسبب ذلك فى خسائر باهظة للفلاحين لدرجة أن بعض الفلاحين لم يحصد المحصول لأن تكلفة الحصاد أعلى من ثمنه علمًا أن الغربية وحدها بها 4380 فدان بطاطس .
الفلاحون: هناك مافيا لتجارة البطاطس فى مصر
وشهدت قرية نكلا العنب التابعة لمركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، ظهور فيروس بزراعة تقاوى البطاطس المستوردة من دول الاتحاد الأوروبى، فساد تقاوى البطاطس وسط الأرض عقب زراعتها فى منتصف شهر ديسمبر الماضى ، وأكد المزارعون المتضررين من فساد محصول البطاطس المستورد من الخارج على عدم فحص البطاطس من قبل الحجر الزراعى بالموانئ، واستيراد تقاوى غير صالحة وفاسدة حتى لا يتم تصدير محصول البطاطس لدول الاتحاد الأوروبى، مشيرين أن هناك مافيا لتجارة البطاطس فى مصر هو المنوطين الوحيدين بإستراد وتصدير البطاطس واحتكار السوق .
ويقول حسانين أبو الغيط، أحد المزارعين المتضررين من فساد تقاوى البطاطس، إن لديه فدان قام بزراعته مثل كل سنة بمحصول البطاطس، مشيرًا إلى أنه قام بشراء تقاوى البطاطس من جمعية الخضر التى تقوم الجمعية الزراعية بنكلا العنب بالحجز فيها للمزارعين الراغبين فى شراء التقاوى.
وأضاف أبو الغيط: "أننى فوجئت بعد فترة من زراعة تقاوى البطاطس بعدم نموها فى الميعاد المحدد وبالتنقيب عن التقاوى وجدتها فسدت ببطن الأرض، وتوجهت للجمعية الزراعية وتم تعويضى بــ15 شيكارة لتقاوى البطاطس وقمت بزراعة الأرض من جديد، مؤكدًا أن فساد التقاوى بالمرة الأولى سوف يؤثر على إنتاجية محصول البطاطس.
فيما أكد السيد الشامى، مزارع بقرية نكلا العنب، أن هناك من يتحكم فى دخول التقاوى الهولندية إلى مصر من خلال شركة واحدة فقط، وللأسف شحنة التقاوى كلها فاسدة لأنها من ضمن الشحنة المقبلة من هولندا، لافتًا أن المستوردين هم المتحكمون بالسوق الحرة بالتوفيقية لتجارة استيراد وتصدير البطاطس، مطالبا، الحكومة المصرية بسرعة التدخل وإنقاذ الفلاح من احتكار المستوردين والمصدرين لمحصول البطاطس، حيث إنهم هم المتحكمون بالسوق الداخلى وأيضا تصدير محصول البطاطس لمزارعم الخاص فقط والفلاح فى النهاية هو فريسية لهم ولفساد المسئولين بوزارة الزراعة وغياب الحجر الزراعى عن فحص التقاوى بعناية.
أخبتر متعلقة:
-بالصور.. تفاقم أزمة تقاوى البطاطس بالقليوبية والغربية والبحيرة.. شركة هولندية وردت تقاوى فاسدة تسببت فى تلف المحاصيل وبوار 600 فدان بالقليوبية.. والزراعة: العيب فى الفلاح.. والأهالى يشككون فى التقارير