بقدر ما يكره البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، الفيس بوك ويصفه بساحة ترويج الشائعات، بقدر ما يصمت البابا تجاه ما يثار على الموقع الأزرق، حتى وإن كان الموقف يستدعى الرد أو الإيضاح، يفضل البابا الصمت غالبًا.
الأنبا إبرام أسقف الفيوم، الذى كان مكلفًا بالإشراف على عدد من الأديرة، كان ضحية تلك الأقاويل هذه المرة، خاصة بعد خلاف لاهوتى وقع بين البابا تواضروس والأسقف، الذى كان يرأس الكلية الإكليريكية، ويعتبر من كبار معلمى اللاهوت فى الكنيسة، حيث أصدر أسقف الفيوم بيانًا رفض فيه القبول بمعمودية الكاثوليك إلى جانب عدد من الآباء الأساقفة التقليديين، بعدها بشهور أصدر البابا تواضروس قرارًا باباويًا بإبعاد الأسقف عن الإشراف على دير الأنبا توماس السائح بالخطاطبة، وعين بدلًا منه الراهب القمص سرابيون السريانى حتى يتم تعيينه «أسقفًا» ورئيسًا للدير، فى تلك الأثناء غاب الأنبا إبرام وترك إبراشيته وسلم مهامها للأنبا إسحق الأسقف المساعد له، وأغلق هاتفه المحمول، وذهب إلى الدير.
الأنبا إبرام أحد رهبان دير الأنبا بيشوى، الدير نفسه الذى ينتمى له البابا تواضروس، حتى إنه اعتاد أن يقضى فترة خلوة فى ديره، أو فى دير العزب بالفيوم، الذى يشرف عليه، إلا أن مصادر بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون أكدت لـ«انفراد»، أن الأنبا إبرام يقضى فترة خلوته بدير الأنبا بيشوى منذ أكثر من شهر، حيث اعتكف لممارسة الصلاة والرياضة الروحية.
وفى ظل غياب الأنبا إبرام وإغلاق هاتفه ظهر على الفيس بوك هاشتاج «بنحبك يا أنبا إبرام»، حيث أشاع القائمون عليه عبر عدة صفحات مسيحية شهيرة مثل الصخرة الأرثوذكسية، أن الأنبا إبرام يقضى فترة عقوبة أربعة أشهر بالدير، بعدما أصدر البابا تواضروس قرارًا باباويًا بإبعاده وهو ما ثبت عدم صحته بعد ذلك.
والأنبا إسحق الأسقف المساعد بالفيوم، الذى يقوم على الإشراف على الكنائس والأديرة التابعة للأنبا إبرام قال لـ "انفراد" فى اتصال هاتفى، إن الأنبا إبرام يقضى فترة خلوته فى الدير وهو معتاد على ذلك سنويًا فحتى وإن كان أسقفًا لا ينسى أبدًا إنه راهب يحتاج إلى العزلة والصلاة فى الدير الذى جاء منه.
ووصف الأنبا إسحق ما يشاع على الفيس بوك بالكلام الفارغ وعبر عن ذلك قائلًا: «الناس بتقول أى كلام لكن مفيش أى حاجة ضد سيدنا»، مؤكدًا عدم صدور أية قرارات ضده، فليس هناك ما يستدعى ذلك.
يذكر، أن خلافات وقعت فى الجلسة الأخيرة من المجمع المقدس وهو الهيئة العليا للكنيسة القبطية، حيث دفعت المجمع لإصدار بيان تؤكد فيه احترام الآباء الأساقفة والمطارنة للبابا تواضروس كرأس للكنيسة القبطية.