تواصل قوات الأمن الوطنى والأجهزة الأمنية فى قنا والأقصر، حملاتها لمطاردة التكفيريين فى جبال قنا لليوم الثانى على التوالى، بعد استشهاد الرائد أحمد عبد الفتاح جمعة أمس الثلاثاء، أثناء مشاركته فى حملة لضبط معسكر للإرهابيين بمنطقة جبال أبو تشت.
بدأت تفاصيل البطولة والشهادة التى نالها الرائد أحمد عبد الفتاح جمعة، بخروج قوة أمنية كبيرة ضمت رجال القوات الخاصة والأمن المركزى لمداهمة معسكر تدريب للعناصر الإرهابية المشتبه فى تورطها بحادث الهجوم الإرهابى على كمين إسنا المرورى، والذين يتزعمهم الإرهابى الهارب "عمرو سعد" والشهير بـ"عمرو الشويخى"، وذلك بالظهير الصحراوى الغربى بمدينة أبو تشت على عمق يزيد عن 50 كيلو متر فى قلب جبال المنطقة، وذلك بعد رصد دام عدة أسابيع لرجال الأمن الوطنى والمباحث بمديرية أمن قنا لتلك العناصر التى تتورط فى عدد كبير من العمليات الإرهابية بمصر مؤخرًا.
وأسفرت الحملة التى قادها اللواء علاء محمد العياط مدير أمن قنا، وقوات من رجال الأمن المركزى والقوات الخاصة، والتى ضمت عدد من مدرعات الأمن المركزى وناقلات المجندين لمداهمة عدد من المدقات الجبلية والكهوف التى تم التوصل إلى مواقعها بحثًا عن العناصر الإرهابية الهاربة والمطلوبة على ذمة قضايا تفجير كنيستى طنطا والإسكندرية وحادث مركز إسنا جنوب محافظة الأقصر، عن استشهاد الرائد أحمد عبد الفتاح قائد كتيبة الدعم بقوات أمن قنا، وإصابة 4 رجال شرطة خلال المداهمة فى تبادل لإطلاق النيران مع العناصر الإرهابية.
ونجحت القوات خلال تبادل إطلاق النيران الذى مازال مستمرًا، فى القضاء على 3 من العناصر الإرهابية، وتم ضبط أسلحة نارية وأدوات إعاشة مع العناصر التى تم تصفيتها فى كهوف بجبال المنطقة الصحراوية الغربية.
وكشف مصادر أمنية، عن أن رجال التحقيقات فى حادث الهجوم المسلح على كمين مرورى بمدينة إسنا جنوبى محافظة الأقصر، توصلوا إلى أن المتورط الرئيسى فى الهجوم الإرهابى يدعى عمرو سعد عباس إبراهيم والشهير بـ"عمرو الشويخي" من مواليد 18 نوفمبر 1985، ومقيم بالأشراف البحرية – الشويخات – مركز قنا بمحافظة قنا، وشارك فى قتل أمين الشرطة "محمد البى" والمواطن "محمد عبد الماجد الخطيب"، وإصابة 3 مواطنين آخرين، ونجح فريق المحققين فى مديرية أمن الأقصر ورجال النيابة العامة فى التعرف على هوية المتهم عقب تفريغ كاميرات المراقبة بالمدينة، وكذلك اعتراف المتهم الأول عليه والمقبوض عليه ويدعى عيد حسين عيد من محافظة البحيرة 35 عامًا.
وتوصل فريق المحققين أيضًا إلى أن المتورط الرئيسى أجبر سائق على توصيله للمنطقة الجبلية بحدود محافظة قنا مع سوهاج، وأنه يدير معسكر تدريب متكامل فى تلك المناطق الجبلية الغربية بمحافظته، وتم نقل تلك المعلومات لرجال مديرية أمن قنا ووزارة الداخلية لاتخاذ اللازم، وهو ما أسفر عنه الخروج بتلك الحملة الكبرى للقبض على تلك العناصر وإحباط مخططاتهم فى ارتكاب عمليات إرهابية آخرى، وذلك بحضور اللواء عصام الحملى مساعد وزير الداخلى لقطاع جنوب الصعيد.
وتبين من التحقيقات أن الإرهابى "عمرو الشويخي" يقود مجموعة من العناصر الإرهابية بمحافظة قنا، وجميعهم مطلوبين فى عدة حوادث سابقة، حيث أنهم خطوا للتفجير الانتحارى بكنيسة مارجرجس بطنطا فى محافظة الغربية والكنيسة المرقسية بالإسكندرية، بمعرفة قائدهم "عمرو الشويخى" وهو زوج شقيقة الانتحارى منفذ العملية فى الإسكندرية، والذى شكل عدة خلايا عنقودية يعتنق عناصرها الأفكار التكفيرية الإرهابية، فضلًا عن قناعة بعضهم بالأسلوب الانتحارى لاستهداف مقومات الدولة ومنشآتها وأجهزتها الأمنية ودور العبادة المسيحية، كما تبين أنه سبق له التخطيط والاشتراك فى حادث تفجير الكنيسة البطرسية الأرثوذكسية بالعباسية، والهجوم على كمين النقب بالوادى الجديد، واستشهاد عدد من أفراد الكمين.