دخل شباب الإخوان فى معركة جديدة مع القيادات التاريخية لتنظيم الإخوان، ولكن هذه المعركة من نوع خاص، حيث طالبوا بتأسيس ما أسموه "جهاز المعلومات داخل مصر" ليكون كيانا استخباراتيا تابعا للإخوان، يجمع كل شاردة وواردة عن الدولة المصرية، واستخدامها لتحقيق أهداف التنظيم.
وفى ظل مطالبات شباب الإخوان، لقيادات التنظيم الإرهابى بتأسيس جهاز تابع لهم لجمع المعلومات، أكد بعض الخبراء والقيادات السابقة فى الإخوان، أن الجماعة سعت لتأسيس هذا الجهاز منذ سنوات كى تستطيع من خلاله أن تنفذ ما تطلبه منها أجهزة استخباراتية خارجية.
وفتح قيادات الجماعة فى إسطنبول النار على عواجيز الجماعة، واتهموهم بالفشل فى إنشاء جهاز معلومات، مشيرا إلى أن الجماعة فشلت خلال الفترة الأخيرة فى إنشاؤه حيث وجه عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى بالخارج، رسالة إلى قيادات عواجيز الإخوان قائلا: "لماذا لم تقوموا بإنشاء جهاز معلومات فهذا لا يعد عنف أو يتسبب فى تشويه صورة الجماعة، لكن قيادات الإخوان لا تريد فعل شئ وتتهم كل من قيادات الجماعة التى تريد فعل شئ بأنها خائنة".
وحرض فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك" على إنشاء جهاز معلومات تابع للإخوان قائلا: "القيادات الحالية لا تريد أن تقوم بذلك لأنها لا تريد فعل أى شرح وهى مرتاحة لهذا أو مش عارف تعمل ومش عاوز حد يعمل عشان انت مرتاح كده ولما بيطلع حد يعمل أى خطوه يبقى عندك إما خاين أو إرهابى أو منشق إنت باين مرتاح كده".
من جانبه اتهم محمد العقيد، عضو مجلس شورى الإخوان فى تركيا، قيادات الجماعة بالطاغية، مشيرا إلى أنهم يتحدثون عن الأزمات الداخلية للجماعة أكثر مما يتحدثون عن أزمة الجماعة نفسها مع الخارج.
وأضاف عضو مجلس شورى الإخوان فى تركيا، فى تصريح له، أن قيادات الجماعة تقصى أى كفاءة داخل التنظيم وتهمشها، ولا تملك سبباً كيف تصنع كفاءة ؟! ولا تسعى له ؟! لكلما ظهرت فى الصف كفاءة وجدت لتجنيبها وركنها ألف سبب..!!، فهكذا حماقة يتم هدم الإمبراطوريات فما بالكم بجماعة!".
وحول حقيقة جهاز المعلومات التى حرض بعض قيادات الإخوان على إنشاءه، قال الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن هذا الجهاز موجود فى الاخوان منذ القدم حيث يقوم بجمع المعلومات عن كل قطاع وعن كل الوزارات والتجمعات والأحزاب والعمال والطلاب وكان لهم مسئولا عن كل هذه الهيئات.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية فى تصريح لـ"انفراد"، أن الإخوان تبحث من خلال هذا الجهاز عن نقاط الضعف ليتم النفاذ من خلالها لتتم سيطرة الجماعة على الأمر، فعليهم أولا أن يجمعوا المعلومات لإفادة الشعب ولمصلحته، وأن يقدموا مصلحة الوطن فوق مصلحة الجماعة وإلا سيستمرون فى الفشل إلى ما لا نهاية.
وفى ذات السياق قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن التنظيم حاول إنشاء هذا الجهاز المعلوماتى وذلك ليس لجمع معلومات من اجل حل المشاكل التى تعانى منها مصر وشعبها ولكن لبيع تلك المعلومات لأجهزة المخابرات المعادية لمصر مثل المخابرات الإنجليزية والأمريكية والصهيونية والتركية والتى يعمل التنظيم كمرتزقة لكل هؤلاء.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن الدليل على ذلك التهم الموجهة الآن لقادتهم بالتجسس لحساب دول وكيانات خارجية ولنتذكر تسريب المعلومات الدقيقة والسرية عن الأمن القومى المصرى فى قناة الجزيرة بعد 30 يونيو مباشرة والثابت من التحقيقات سرقتهم لوثائق مهمة عن الجيش المصرى من خزنة موجودة فى القصر الجمهورى.
وأوضح القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن الإخوان يحاولون الآن القيام بعمليات تجسس وجمع معلومات عن مصر، مشيرا إلى أن الدولة وأجهزتها تراقب هذا وتتعامل معه وتحبطه.