ارتفع التوتر فى شبه الجزيرة الكورية منذ أن قامت كوريا الشمالية بتجربتين للقنابل النووية فى 2016، وتجارب لإطلاق الصواريخ العابرة للقارت فى يوليو من العام الحالى.
ولا تزال كوريا الشمالية من الناحية النظرية فى حالة حرب مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لأن الصراع الذى اندلع بين الكوريتين فى الفترة ما بين 1950 و1953، لم تنتهى بمعاهدة سلام، ولكن بهدنة فقط.
حرب التصريحات
وواصل ترامب حربه بالتصريحات التهديدية ضد كوريا الشمالية على موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، بعد وقت قصير من إعلان وكالة أنباء كوريا الشمالية بياناً يتهم ترامب بتصعيد التوتر فى المنطقة، قائلاً: إن "الأسلحة الآمريكية جاهزة"، فى إشارة إلى استعداد واشنطن للرد على تجارب كوريا الشمالية.
وتضمن البيان أن "ترامب يقود الوضع فى شبه الجزيرة الكورية إلى حافة حرب نووية".
وكان قد صعد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من حدة لهجته تجاه كوريا الشمالية، قائلا: ينبغى عليها أن تشعر "بتوتر شديد" إذا فكرت حتى فى مهاجمة الولايات المتحدة أو حلفائها.
وجاء ذلك بعد إعداد كوريا الشمالية خطط لإطلاق صواريخ فوق اليابان وجزيرة الجوام التى تقع تحت السيطرة الأمريكية بالمحيط الهادى.
وقال ترامب فى تصريح للصحفيين، حيث كان يجتمع بفريقه للأمن القومى، "مواطنونا فى أمان. حلفاؤنا فى أمان. وأقول لكم؛ إنه على كوريا الشمالية أن تنظم أمورها وإلا فستقع فى مشكلة مثل القلة القليلة من الدول التى وقعت فى مشاكل فى هذا العالم".
واكتمل المشهد التصعيدى يوماً بعد يوماً بتصريحات ترامب المتتالية، حيث قال إن أى تهديدات من بيونج يانج ستقابل "بنار وغضب لم يرهما العالم قط".
وقال ترامب فى اليوم التالى إنه يبدو أن رسالته لكوريا الشمالية لم تكن صارمة بشكل كافى، وأنه "حان الوقت ليهب أحد للدفاع عن شعب هذا البلد وشعوب البلدان الأخرى".
بينما حاول وزير الدفاع الأمريكى، جيمس ماتيس، التخفيف من وتيرة كلمات ترامب المتصاعدة، قائلاً إن أى احتمالات حرب، ستكون كارثية"، مضيفاً إنه لازال يؤمن بالحل الدبلوماسى للأزمة.
وردا على سؤال الصحفيين حول ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لو ارتكبت كوريا الشمالية عملاً عدائيا، قال:"نحن مستعدون"، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز.
ردود فعل آسيوية
دعت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الجمعة، كافة الأطراف إلى الحذر فى الأقوال والأفعال وسط تصاعد التوترات بين كل من كوريا الشمالية والولايات المتحدة.
وذكرت وزارة الخارجية، فى بيان صادر لها اليوم، أن "الصين تأمل فى أن تبذل كافة الأطراف المزيد من الجهد لتخفيف التوتر وزيادة الثقة بدلاً من استعراض القوى".
وأوضحت بكين فى البيان أنها لن تقبل أى محاولات لتغيير النظام بكوريا الشمالية، وأن الصين ستمنع الولايات المتحدة من القيام بذلك، مع الالتزام بالحياد إذا قامت واشنطن بالهجوم أولاً على كوريا الشمالية.
وتستعد اليابان للبدء فى المناورات مع القوات الأمريكية فى المحيط الهادى الـ21 من أغسطس الجارى، بينما تعتبر الصين مرور السفن الحربية الأمريكية من بحر الجنوب الصينى تعدياً واستفزازاً لها.
وانخفضت أسهم البورصة الأسيوية مرة أخرى، كما انخفضت الأسهم الأوروبية فى أسوأ اسابيع هذا العام بسبب التوترات الجارية.
ردود فعل أوروبية
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، إنه يأمل أن يتعقل كل من واشنطن ويونج يانج، محذرا أن خطر اندلاع نزاع بين واشنطن وكوريا الشمالية أصبح "كبير جدا".
كما أضاف أن بلاده ستكون "على جانب الأذكى والأمهر"، مشيراً إلى أن الأذكى هو من سيتخذ خطوة جادة حيال القضاء على الأزمة الراهنة والتصعيدات.
بينما علقت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل على الأزمة قائلة؛ إن "تصعيد الخطاب الأمريكى ضد كوريا الشمالية ليست بالوسيلة الصحيحة للتعامل مع بيونج يانج".
وقالت ميركل للصحفيين فى برلين "لا أرى حلا عسكريا لهذا النزاع". وأضافت "أرى حاجة لعمل مستمر فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فضلا عن التعاون الوثيق بين الدول المعنية وخصوصا الولايات المتحدة والصين".
وأكدت ميركل أن "ألمانيا ستشارك بشكل كبير فى أى حلول غير عسكرية، لكن التصعيد فى التصريحات الحادة أسلوب خاطئ".