قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الجيش الأمريكى لا يبدو أنه يتحرك نحو حرب مع كوريا الشمالية على الرغم من التهديدات المتكررة للرئيس دونالد ترامب هذا الأسبوع بعمل عسكرى ضد بيونج يانج، مع نقل عدد قليل من القوات العسكرية إلى المنطقة وتأكيد وزير الدفاع على أولوية الدبلوماسية على إراقة الدماء.
وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف العسكرى لا يزال كما هو حتى بعد تصريح الرئيس ترامب أمس الجمعة بأنه يأمل أن يتفهم مسئولو كوريا الشمالية تماما ما يقوله وأن هذه الكلمات من السهل جدا جدا فهمها. لكن يبدو أن ترامب لا يزال يشن حرب كلامية أكثر من استعداده لشن حرب جديدة. ومن بين المؤشرات على أنه لا يوجد عملية عسكرية أمريكية وشيكة هو الجولة التى قام بها رئيس الأركان جوزيف دانفورد وعدد صغير من كبار المسئولين. فقد وصل أمس إلى هواوى مع خطط لزيارة اليابان وكوريا الشمالية والصين، وجميعهم سيكون فى خطر لو اندلعت حرب بين الولايات المتحدة وبيونج يانج. كما أن حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس رونالد ريجان" وأسطول المدمرات المصاحب لها وصواريخ كروز الموجهة عادت إلى ميناء يوكوسوكا فى اليابان كما أعلنت البحرية.
نفس الأمر ذهبت إليه صحيفة "نيويورك تايمز" التى قالت إن مخططى الحرب الأمريكيين والمسئولين الدبلوماسيين يصرون على أن العمل العسكرى ليس وشيكا، فالسفن الحربية لم تتحرك تجاه كوريا الشمالية، وتوقف وزير الخارجية ريكس تيلرسون فى هاواى للعب الجولف فى بعد عودته من رحلة فى الخارج قبل لقاءه مع ترامب أمس الجمعة.
وأضافت قائلة إن تحذيرات ترامب ونفس الردود من رئيس كوريا الشمالية كيم يونج أومج قد زادت التوترات، لكن لم تتضح الظروف التى ربما تصبح فيها الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام القوة العسكرية. لكن الصحيفة رصدت عدد من السيناريوهات المحتملة للعمل العسكرى ضد كوريا، منها توجيه ضربة استباقية على أحد صواريخ كيم يونج أون.
السيناريو الآخر يتعلق بضرب الصواريخ النووية، فلو هاجم كيم أولا، ربما بإطلاق عدة صواريخ على القاعدة العسكرية على جزيرة جوام الأمريكية، ربما سيضطر ترامب ليقرر كيفية الرد، وربما يأمر ترامب بتوجيه هجوم شامل مفاجئ على أسطول صواريخ كوريا الشمالية وترسانة أسلحتها النووية.أما السيناريو الثالث والأسوأ، فيتعلق بالإعداد لشن حرب شاملة، وهو أكثر ما يخيف الخبراء العسكريين، حيث أن الخيارين الأوليين يمكن أن يدفعا ترامب لسيناريو عسكرى مختلف يتعلق بحرب شاملة.
وفى المقابل، فإن عدد من الخبراء يفندون مزاعم كوريا الشمالية بأنها قادرة على ضرب الأراضى الأمريكية. وقالت مجلة نيوزويك إن فريق من خبراء الصواريخ المستقلين أكدوا أن الصاروخين الذين أطلقهما نظام بيونج يانج فى يوليو، ووصفهما بأنهما صاروخين باليستيين عابرين للقارات غير قادرين على نقل حمولة نووية إلى الولايات المتحدة وليس حتى إلى منطقة أنكوريج بولاية ألاسكا.
ونشر خبير تكنولوجيا الصواريخ بمعهد ماسوشستس للتكنولوجيا وخبيرين ألمانيين آخرين نتائجهم أمس الجمعة فى ورقة بحثية أطلعت "نيوزويك على نسخة منها مبكرا.