مع استمرار التعنت القطرى فى رفض مطالب دول الرباعى العربى بوقف دعم الإرهاب، تزداد الضربات الموجهة لاقتصاد الإمارة، ولكن هذه المرة أرض المعركة فى لندن، إذ اختار مجموعة من رجال الأعمال والمستثمرين الخليجيين أن يقاطعوا الفنادق والبنوك التى يوجد بها حصة استثمار قطرى، وذلك بمبادرة شخصية منهم.
وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن فنادق بريطانيا تدفع ثمن العناد القطرى، لاسيما بعد انتشار قائمة سوداء غير رسمية بأبرز الفنادق البريطانية التى تربطها صلات بقطر، بين الشخصيات البارزة فى الخليج ورجال الأعمال الذين يدعمون مقاطعة حكوماتهم للدوحة.
وأضافت الصحيفة أن القائمة، المنتشرة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، تضم وفقا للأشخاص الذين أطلعوا عليها فنادق كلاريدج، وكونوت وبيركلي، وجميعها مملوكة لمجموعة فنادق Constellation، التى هى جزء من قطر القابضة.
كما تضم القائمة فندق تشرشل – الذى تملكه مجموعة استثمارية تابعة لرئيس وزراء قطر الأسبق الشيخ حمد بن جابر آل ثاني، وفندق كارلتون في مدينة كان الفرنسية، المملوك لشركة "Katara Hospitality" ومقرها الدوحة .
وأوضحت الصحيفة أن البريطانية أن هذه الفنادق جزء من الأصول التي يملكها المستثمرون القطريون في لندن، تلك الاستثمارات التى تقدر بأكثر من 35 مليار جنيه إسترلينى، وفقا لتقديرات رسمية عن الاستثمارات القطرية فى المملكة المتحدة.
وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أن هذه الفنادق من بين الأكثر شهرة وتجهيزا في لندن، إذ أنها مقر إقامة منتظم لزوار الشرق الأوسط، وخاصة خلال أشهر الصيف حيث يهربون من ارتفاع دراجات الحرارة.
وأكدت الصحيفة أن هذه الخطوة ليست جزء من أى تحرك رسمى من قبل حكومات "الرباعى العربى" والذى يتشكل من مصر والبحرين والسعودية والإمارات وقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة فى 5 يونيو الماضى، متهما الدولة الغنية بالغاز بدعم الإرهاب وهو ما تنفيه قطر.
وقال سفير الإمارات في المملكة المتحدة سليمان المزروعي في بيان: "نحن لسنا على علم بهذه القائمة. أى مقاطعة لأى أعمال قطرية، عدا تلك التي أعلنتها اللجنة الرباعية رسميا، ستكون مبادرة شخصية ".
ولم يستجب مسئولون فى السفارة القطرية بلندن أو من الدوحة على طلب الصحيفة للرد.
وأضافت "فايننشال تايمز" أن مقاطعة فنادق لندن مماثلة لمقاطعة مسئولين من أبو ظبى لبنوك لديها حصص قطرية كبيرة مثل كريدى سويس ودويتشه بنك وباركليز، كما ذكرت الصحيفة فى تقرير سابق لها الأسبوع الماضى.
وأشارت إلى أن رجل أعمال إماراتى كان من بدأ "قائمة الفنادق السوداء" بعد أن كان وفد من العائلة المالكة السعودية يعتزم زيارة كلاريدج هذا الصيف، لكن تم تشجيع أعضاء الوفد على تجنب الفندق بسبب الروابط القطرية.
وانتشرت القائمة أولا على رسائل تطبيق "الواتس آب" ولكن اكتسبت زخما بعد إرسالها إلى مستثمرين ومستشارين وأعضاء من الأسرة المالكة فى البحرين والسعودية والإمارات، وذلك بحسب أشخاص تلقوا هذه الرسائل وتحدثوا إلى الصحيفة البريطانية، التى أكدت أن أحدهم وصف سرعة انتشارها بالـ"فيروس".
وقالت السفارة البريطانية فى البحرين، بالإضافة إلى مسئولين سعوديين، إنهم لم يكونوا على علم بهذه القائمة ولم يكن هناك إعلانا رسميا خاص بها.
ورفضت مجموعة مايبورن، التى تضم كلاريدج، وكونوت وبيركلى، التعليق.
وأوضحت الصحيفة أن مجموعة "Constellation" اشترت الفنادق عام 2015 بعد حرب تقديم العطاءات مع جارتها أبو ظبى.