مؤامرات لا تعرف خطاً للنهاية، وخططاً طويلة الأمد لغزو مراكز صنع القرار بداية من شراء المسئولين ووسائل الإعلام عبر الرشاوى المباشرة وغير المباشرة، وصولاً إلى التأثير على الأطفال والنشء عبر التسلل إلى الدوائر التعليمية من مدارس وجامعات.. بهذا النهج تحركت قطر على مدار سنوات طويلة داخل العديد من الدول ومن بينها الولايات المتحدة، لرسم صورة مخالفة لواقع ما تحيكه من مؤامرات ضد الجميع.
التسلل إلى عقول الأطفال داخل الولايات المتحدة لم يكن وليد الصدفة، فقبل سنوات وعبر مؤسسة قطر العالمية التى تترأسها الشيخة موزة والدة أمير قطر تميم بن حمد، أنفقت الإمارة نحو 30.6 مليون دولار خلال السنوات الثمانية الماضية على عشرات المدارس من نيويورك إلى أوريجون تحت ستار تشجيع برامج لتعليم اللغة العربية، بما فى ذلك دفع رواتب وتدريب معلمين وشراء الحاجات اللازمة، وذلك تحت ستار تسهيل تعلم اللغة العربية.
وسعت مؤسسة قطر لتقديم مساهمتها لدعم المدارس الحكومية الأمريكية لأول مرة فى 2009 وبلغ مجموعها 625 ألف دولار، وقدمت المنظمة 3.8 مليون دولار للسنة الدراسية 2017 ـ 2018، بزيادة عن العام السابق الذى بلغت مساعداته 3.2 مليون دولار، ولكن أقل من 5.5 مليون دولار الذى قدمته فى الفترة 2014-2015.
من أجل الاستمرار فى رسالتها غير السامية ومواصلة دعمها وتمويلها لـ"أهل الشر" فى المنطقة العربية وتغذية "العقول المريضة" بالتطرف والإرهاب، كان على إمارة الغدر والخيانة قطر، استثمار مئات مليارات الدولارت فى الخارج من خلال برامج التعليم منذ الصغر، لتجنى أرباحا تمكنها من الإنفاق بسخاء على مشروعها التخريبى الذى رسمته لها القوى الغربية والصهيونية العالمية فى الشرق الأوسط لتنفيذه بكل دقة مقابل حماية النظام الأميرى من السقوط واستمرار بقاءه فى السلطة.
وبحسب تقارير خليجية، يعمل "صندوق الثروة السيادية" الذى أطلق عليه اسم "جهاز قطر للاستثمار" والذى يعتبر ذراع أمير الإرهاب تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى، لاستثمار فى الخارج، فى العديد من المجالات والقطاعات المختلفة بداية من البنوك والمصارف المالية العالمية، وصولا إلى المدارس فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنفق الصندوق تحت ستار مؤسسة قطر 30 مليون دولار على المدراس فى الولايات المتحدة الأمريكية، لنشر التطرف والفكر المغلوطة، لحماية نظامه وجماعته.
ونقلت تقارير غربية مخاوف العديد من المواطنين الأمريكان الذين أعربوا عن قلقهم بشأن علاقة قطر بالاخوان، كما أعرب أولياء أمور وقادة فى العديد من المدن الأمريكية مثل هوستون وبورتلاند، عن قلقهم حيال البرامج التعليمية المزعومة من المؤسسة وعلاقاتها بقطر، ذلك جنبا إلى جنب مع احتجاج أكبر من قبل العديد من الجماعات المدنية والمدونين والنشطاء ذوى التوجهات المحافظة.
وقبل عامين قام سام هيريرا، ناشط من هيوستن، بتنسيق احتجاج فى المدينة على افتتاح مدرسة عربية عامة تقلت تمويلا من المؤسسة القطرية، وأعرب الناشط الأمريكى عن مخاوفه بشأن علاقة المؤسسة بالحكومة القطرية، التى تدعم جماعات إرهابية مثل جماعة الإخوان.
كما تلقت منطقة توكسون منحة قدرها 465 ألف دولار عام 2013 لتغطية رواتب المعلمين والمواد والمناسبات الثقافية لمدرستين، فضلا عن عدة منح أخرى بقيمة 175 ألف دولار لتوسيع برنامجها العربى، وفى بورتلاند بأوريجون، تلقت المدارس العامة حوالى 375 ألف دولار على مدى خمس سنوات، ابتداء من عام 2010، وتلقى هذا العام منحة قدرها 75 ألف دولار، مما يساعد على دفع تكاليف البرامج العربية فى مدرستين، كما قامت المؤسسة بتمويل رحلة لبعض الطلاب والموظفين للسفر إلى الدوحة.