رغم جذور العلاقات الممتدة لسنوات بعيدة بين البلدين، إلا أن الأزمة الخليجية أظهرت أن تحالفًا هشا جمع إيران وقطر، بعد أن خانت الدولة الإيرانية تميم وعملت على الترويج للشيخ عبد الله بن على آل ثانى بديل لآل ثانى، وفى حلقة جديدة من حلقات الخيانة الإيرانية لأمير الارهاب، سرب السفير الإيرانى السابق لدى قطر، عبد الله سهرابى معلومات من داخل النظام القطرى وفجر مفاجأة من العيار الثقيل فى الأزمة الخليجية، وكشف عن نية أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى للانسحاب من مجلس التعاون الخليجى.
وقال الدبلوماسى الإيرانى الذى عمل سفيرا لإيران فى الدوحة منذ 2010 وحتى 2016، ويعد أحد أكبر عرّابى العلاقات الإيرانية ـ القطرية المشبوهة بحسب تقارير خليجية، وقلده تميم عام 2012 وشاح الاستحقاق، قال فى مقابلة لصحيفة "جام جم"، "وفقا للأنباء الواردة من قطر، الأمير تميم كان يعتزم الانسحاب من عضوية مجلس التعاون الخليجى منذ بداية الأزمة وتوقيع عقوبات على بلاده وخفض الرباعى العربى العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة لكن مستشاريه نصحوه بالتريث".
ويرى مراقبون أن تسريب إيران معلومات حساسة متعلقة بالنظام القطرى، يحمل دلالات واضحة على استغلال إيران للأزمة الخليجية لاستعراض عضلاتها أمام دول مجلس التعاون الخليجى، كما أنه يأتى فى إطار استفزاز واضح لأطراف الأزمة وهو أسلوب اعتادت طهران عليه منذ البداية.
ويستكمل السفير الإيرانى السابق لدى قطر سهرابى، معلقا على قرار استئناف قطر علاقتها الدبلوماسية مع إيران، قائلا إن استئناف عمل السفارة القطرية فى إيران يأتى فى إطار استقرار أمنها القومى، واعتبر أن أحد أبعاد التقارب بين البلدين هو تأمين اقتصاد وتسوية مشاكل هذا البلد. ووصف إعادة السفير بالخطوة البناءة، قائلا إن خطوة إعادة السفير فى هذا التوقيت الحساس لن يكون الإجراء الأول والآخير لقطر من أجل الارتقاء بالعلاقات بين البلدين.
كما كشف عن مساعى بلاده للتغلغل فى الدوحة من خلال تفعيل السلاح الاقتصادى، قائلا إن بلاده أرسلت إلى قطر 100 شاحنة لسد احتياجات السوق القطرى، مضيفا أن متوسط إرسال بلاده من السلع يوميا من 1000 إلى 1200 طن بضائع يتم إرسالها من الموانئ المختلفة من بينها ميناء بوشهر وكنجان وجناوه.
وقال أن خلال سفره الأخير للدوحة توصلت بلاده لاتفاقات من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرا إلى أن الدوحة فى الوقت الحالى طلبت من إيران شراء 4 آلاف نوع من السلع، وحصلت بلاده على تصريح بتدشين معرض للسلع الغذائية الإيرانية فى الدوحة.
وعلى جانب آخر علق محللون إيرانيون على عودة السفير القطرى إلى إيران، وقال الخبير القضايا الدولية، وأستاذ العلوم السياسية سعدالله زارى، أن قطر هى المستفيدة من عودة سفيرها إلى طهران وليست إيران، لأن العلاقات مع إيران فى هذا التوقيت بالنسبة لها تشكل ورقة ضغط رابحة على دول أخرى.
وقال زارعى فى مقاله على صحيفة جام جم أن إعادة السفير تعنى إقرارا من قطر بالخطأ الذى ارتكبته العام الماضى بعد ضغوط مارستها عليها الرياض من أجل سحب سفيرها، على حد تعبيره.
وفى إطار سياسة كشف المستور التى دأب المسئولين الإيرانيين عليها وفضح والعلاقات المشبوهة التى جمعت البلدين، كشف المحلل الإيرانى أن قطر لم تغلق سفارتها فى إيران مثلما فعلت السعودية والإمارات والبحرين العام الماضى، بل اكتفت بخفض مستوى التمثيل الدبلوماسى من سفير إلى قائم بالأعمال، معتبرا أن ذلك كان تعبيرا عن الاستياء من قرار مجلس التعاون الخليجى بخفض العلاقات الدبلوماسية مع طهران.
وأثبتت الأزمة المشتعلة منذ يونيو الماضى أن هرولة قطر نحو إيران ورهانها على عناصر الحرس الثورى لحماية عرش آل ثانى رهان خاسر، حيث دأبت طهران على استغلال الأزمة الخليجية لمصالحها السياسية والاقتصادية، وأكد زارعى على أن خطوة إعادة السفير القطرى إلى إيران تصب فى صالح الدوحة، مشيرا إلى أن مستوى العلاقات الاقتصادية منخفض جدا، وأن بلاده تحتل المركز الأخير فى العلاقات التجارية مع هذا البلد رغم أن إيران الأقرب جغرافيا إلى قطر، وقال المحلل السياسى الإيرانى أن حجم الاستيراد القطرى سنويا أكبر من 22 مليون دولار وينبغى على إيران أن تخصص على الأقل إلى 5 مليارات دولار من حجم الاستيراد القطرى لعلاقاتها الثنائية والاقتصادية.