-اللواء هانى عبد اللطيف: إدارة أوباما استخدمت قطر وتركيا وقت اعتصامات رابعة والنهضة لدعم مخطط الإخوان وإفشال ثورة 30 يونيو
متحدث الداخلية السابق يكشف لـ"انفراد": قرار "أوباما" بحظر تصدير الأسلحة لمصر فى ذلك التوقيت كان أبرز التحديات التى واجهتها الدخلية ولجأنا الى المجر لشراء الأسلحة والمعدات
· الإخوان حاولوا إحداث شلل عام بالشارع المصرى وصناعة الأزمات والقتل للمتاجرة بها دوليا
· قيادات الجماعة هربوا تدريجيا ساعة الفض بملابس النساء.. والإخوان نفذوا مخطط الفوضى العارمة وحرق مصر بعد الفض
كشف اللواء هانى عبد اللطيف، المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية السابق، عن كواليس جديدة حول الأحداث التى شهدتها فترة أحداث فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وما أعقبها من أحداث عنف وإرهاب، وتدخل الإدارة الأمريكية فى ذلك التوقيت ضد مصر بصورة واضحة، حيث استخدمت الإدارة الامريكية وقت رئاسة أوباما، قطر وتركيا فى دعم المخطط الإرهابى لجماعة الإخوان المسلمين، وتنفيذ مخطط إفشال ثورة 30 يونيو.
وأشار المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية السابق، فى حواره لـ"انفراد"، ان الدعم الامريكى والذى جاء سواء دعم إعلامى أو دعم مادى، يؤكد ان قطر تدعم الإرهاب وتحرض على اعمال العنف فى الدول العربية، وهو ما يؤكد صحة الموقف العربى ضد النظام القطرى، وفضح المخطط القطرى لمحاولة صناعة الفوضى بالمنطقة العربية، وأصبح الشعب العربى يدرك تماما خطورة النظام القطرى على الأمن القومى العربى.
وأوضح اللواء هانى عبد اللطيف، أن الأدلة على تورط النظام القطرى فى هذا الشأن كثيرة، أبرزها قضية التخابر التى يحاكم فيها الآن الرئيس المعزول محمد مرسى، وأعضاء مكتب الإرشاد، وإعلان تميم فى خطاباته دعمه لتنظيم الإخوان الإرهابى، وإيواء عناصر الإرهاب فى قطر، كما أذاعت قناة الجزيرة منذ أيام فيلما تسجيليا يوضح تدخل قطر فى الشأن العربى عقب ثورات الربيع العربى، وهو ما يعد اعترافا صريحا بأن قطر وراء أعمال الفوضى التى شهدتها مصر وبلاد الربيع العربى.
وأكد متحدث الداخلية السابق، أن تجمعات رابعة والنهضة كانت تعد أخطر مخطط خارجى واجهته الدولة المصرية، وكان الهدف الرئيسى منه هو الضغط على الدولة المصرية بقصد الجلوس على طاولة المفاوضات مع الإخوان وإخراج عناصر الجماعة وقياداتهم من السجون، وإحداث حالة من الشلل بالشارع المصرى وصناعة الأزمات وصناعة القتل والمتاجرة به دوليا .
كما أوضح أن روح ثورة 30 يونيو وقوة الجبهة الداخلية المصرية أحبطت مخطط رابعة والنهضة، وذلك بعد أن نجح الشعب المصرى فى إحباط مخطط الربيع العربى الذى كان يستهدف أطماع الغرب فى ثروات الشرق، مشيرا أن الإعلام المصرى واجه فى هذه المرحلة معركة شرسة مع إعلام معادى دولى وإقليمي، واستطاع الاعلام المصرى أن يلعب دورا هاما فى رفع الروح المعنوية للقوات فى الصمود أمام أكبر موجه إرهابية شهدتها مصر، وأن ينتصر للشعب فى هذه المعركة، وساعد فى الحفاظ على صلابة الجبهة الداخلية المصرية.
وأكد عبد اللطيف أن اعتصامى رابعة العدوية والنهضة كانا جريمة تستوجب التعامل الأمنى منذ اللحظات الأولى، ولكن الحكومة المصرية فى هذا الوقت فضّلت المفاوضات لحماية مواطنين داخل الاعتصامين، غررت بهم الجماعة الإرهابية باسم الدين، مشيرا إلى أن ذكرى فض تلك الاعتصامات، ستظل تمثل إحياءً لذكرى استشهاد 114 من رجال الشرطة الذين استشهدوا خلال معركتهم ضد إرهاب جماعة الإخوان، والتى ستظل ذكراهم حافزًا لرجال الشرطة على مدار التاريخ لبذل التضحيات من أجل حماية إرادة الشعب المصرى العظيم ومقدراته.
وأشار اللواء هانى عبد اللطيف، المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية السابق، لـ"انفراد" إلى أن من بين أبرز التحديات التى واجهت الداخلية فى ذلك التوقيت، هو القرار الذى أصدرته إدارة اوباما الأمريكية وقتها بحظر تصدير الأسلحة لمصر، مما اضطر الوزارة الى اتخاذ اجراءات سريعة واللجوء الى عدة دول شرقية من بينها دولة المجر، وتم التعاقد معها على شراء الاسلحة والمعدات اللازمة لوزارة الداخلية.
وأضاف: "طوال شهر أغسطس وقت الاعتصامين لم يكن يشغل بال قيادات وزارة الداخلية سوى كيفية فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة بأقل الخسائر، خاصة بعد تعدد بلاغات المواطنين القاطنين فى المنطقتين من تعرضهم للإيذاء البدنى والنفسى، والتعدى على ممتلكاتهم من خلال ممارسات جماعة الإخوان الإرهابية، إلى الحد الذى وصل بالبعض إلى هجر منزله إلى حين فض الاعتصام حفاظًا على سلامتهم وأمنهم، وهو ما تزامن مع إصدار النائب العام قرارات بضبط وإحضار عدد من المعتصمين المتهمين بارتكاب جرائم خطف وتعذيب وقتل بحق عدد من المواطنين ورجال الشرطة، وكذلك قرار النائب العام بفض الاعتصامين".
وكشف عبد اللطيف، أنه عقب قرار النائب العام، تم تشكيل لجنة لإدارة الأزمة وضمت فى عضويتها عاطف حلمى، وزير الاتصالات، وهشام زعزوع وزير السياحة، ودرية شرف الدين وزيرة الإعلام، وإبراهيم الدميرى وزير النقل، وإبراهيم محلب وزير الإسكان، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية وقتها، والذى فوضنى بحضور اجتماعات تلك اللجنة ممثلا لوزارة الداخلية، وكانت مهمة اللجنة إدارة الأزمة، وكان أهم أحد قراراتها هو تأجيل عملية الفض إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفطر المبارك.
كما أوضح أن الاجهزة الأمنية فى ذلك التوقيت رصدت تواجد الاسلحة بكثافة داخل الاعتصامات، من بينها الأسلحة الثقيلة والآلية، ورصدت ايضا الاجهزة الأمنية وجود تمركزات بمحيط تلك الاعتصامات، وتمركزات أعلى العقارات، من قبل عناصر مسلحة تابعين لجماعة الاخوان الإرهابية.
وأشار المتحدث الرسمى لوزارة الداخلية السابق، إلى أن عملية فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة مرت بعدة مراحل، بدأت من خلال الأسلوب السلمى عبر مناشدات مستمرة أطلقتها الحكومة، ووزارة الداخلية، لإقناع المعتصمين بفض اعتصامهم بشكل سلمى، وهو ما كان يقابله قيادات الجماعة الإرهابية بالمزيد من الشحن والادعاءات بقرب الإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى من ناحية، والتلويح بأن المعركة مع الجيش والشرطة هى لنصرة الشرعية من ناحية أخرى، وكذلك نصرة الدين الإسلامى ضد من وصفوهم بـ(الكفرة)، فى إشارة لضباط الشرطة والجيش، فى محاولة منهم لإطالة أمد الاعتصاميين والضغط على القيادة السياسية، أملا منهم فى إمكانية التفاوض حول عودة المعزول مرة أخرى.
وتابع: "ألقيت بيانًا مصورًا عبر التليفزيون المصرى أناشد فيه المعتصمين للمرة الأخيرة بفض اعتصامهم بشكل سلمى، وأعلنت عن توفير ممرات آمنة لخروج المعتصمين، مع التعهد بعدم التعرض لأى منهم، حيث أكدت تخصيص طريق النصر بالنسبة لمعتصمى رابعة العدوية، وشارع الجيزة باتجاه الميدان بالنسبة لمعتصمى النهضة، وفى الساعة الخامسة فجرًا بدأت القوات فى التحرك من معسكراتها باتجاه ميدانى رابعة العدوية والنهضة، ووصلت فى حوالى الساعة السادسة والنصف صباحًا، وفرضت كردون أمنى حول محيط الاعتصامين بعد قيام الجرافات التى رافقتها بإزالة الحواجز التى وضعها المعتصمون بمحيط الاعتصامين، ودعوة المعتصمين عبر مكبرات الصوت لفض الاعتصامين والخروج عبر الممرات الآمنة، وهو ما استجاب له البعض، ونقلته القنوات الفضائية على الهواء مباشرة".
وأشار اللواء هانى عبد اللطيف، إلى أن قوات الأمن بدأت فى حوالى الساعة الثامنة صباحًا بمداهمة الميدان، وبدأت بميدان النهضة من خلال إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المعتصمين، فى الوقت الذى تقدمت فيه مجموعات أخرى لإزالة الخيام، وتم العثور على كمية من الأسلحة والذخائر داخل نعوش بمحيط الاعتصام، ولم تستغرق عملية فض الاعتصام فى البداية سوى ساعتين تقريبا، قبل أن تفاجأ القوات بوابل من الأعيرة النارية من داخل حديقة الأورمان، وكذلك مبنى كلية هندسة جامعة القاهرة.
وفيما يتعلق بميدان رابعة العدوية، فأوضح أنه لم تمر سوى ساعة واحدة من بداية دعوة المعتصمين للخروج عبر الممرات الآمنة، حتى بدأ عناصر جماعة الإخوان فى ممارساتهم الإرهابية من خلال اعتلاء الحواجز الرملية التى تم وضعها على مداخل الاعتصام وإطلاق النيران بكثافة على قوات الأمن التى كانت متمركزة ببداية شارع النصر مع تقاطعه مع شارع عباس العقاد، وكذلك بشارع أنور المفتى خلف مسجد رابعة العدوية، حتى سقط أول شهيد من رجال العمليات الخاصة، وتلاه بدقائق 3 آخرين من زملائه، وبدأت معركة شرسة بين قوات الأمن والمعتصمين المسلحين على أطراف الميدان استغرقت أكثر من سبع ساعات، فى الوقت الذى قام فيه عناصر جماعة الإخوان الإرهابية بالهجوم والاعتداء على المنشآت والمواقع الشرطية والكنائس فى حوالى 14 محافظة.
وأشار المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية السابق، ان الأجهزة الامنية رصدت مع عملية فض ميدان رابعة العدوية، تنفيذ قيادات جماعة الإخوان الارهابية، خطة هروب ممنهجة، وبأسلوب خفى، من داخل الاعتصام، وقاموا بتنفيذها بشكل تدريجى حتى لا يشعر المعتصمون بهروبهم من الميدان، وفروا واحدا تلو الآخر، وأغلبهم قام بارتداء ملابس السيدات للخروج هربا من الميدان.
وأضح اللواء هانى عبد اللطيف، أنه عقب أحداث الفض، وفشل مخطط جماعة الإخوان الإرهابية، انتقل المخطط بعد ذلك إلى إحداث فوضى عامة فى مصر بالكامل بهدف إدخال مصر فى نفق مظلم وهو ما قاموا بتنفيذه عقب ثورة 25 يناير، وخروج الشرطة من الشارع لكن فشلوا فى تكراره بعد 30 يونيو عقب فض التجمعات، وذلك نظرا لأنه فى ذلك الوقت كان الشعب المصرى والإعلام المصرى داعما قويا لرجال الشرطة فى مواجهة تلك المخططات الارهابية وصد مخطط الهجوم على أقسام ومراكز الشرطة فى توقيت واحد مجددا ونجحوا فى إحباط المخطط وإفشاله، وهو ما دفع عناصر الإخوان للانتقال إلى المرحلة الثالثة من المخطط وهى العمليات الإرهابية النوعية مثل تفجير مديريتى أمن الدقهلية ثم القاهرة، واستهداف المنشآت الشرطية، إضافة إلى مرحلة اغتيالات لرجال الشرطة حتى تم توجيه ضربة قاضية لهم فى عملية عرب شركس والقضاء على أخطر العناصر الإرهابية التى كانت تقف وراء تلك العمليات الإرهابية، وبعدها انتقل المخطط للمرحلة الرابعة وهى الانتشار فى استهداف البنية التحتية للدولة وضرب محطات الكهرباء والمياه ووسائل النقل والمواصلات.
أرقام على الهامش..
· يوم 14 أغسطس الذى شهد أحداث فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة أسفر عن سقوط عدد من شهداء الشرطة بلغوا 62 شهيدًا، وشملوا 24 ضابطا، و38 فرد ومجند شرطة بثمانى محافظات
· الفترة من 14 إلى 31 أغسطس 2013 شهدت سقوط 114 شهيدًا، شملوا 30 ضابطًا، و82 فرد شرطة ومجند، وموظف مدنى واحد، وخفير واحد
· عناصر تنظيم الإخوان الإرهابى اعتدوا خلال تلك الأحداث على المنشآت العامة والشرطية بلغت أكثر من 180 موقعا ومنشأة شرطية، و22 كنيسة، و 55 محكمة ومنشأة عامة، وحرق أكثر من 130 سيارة شرطة