بالتزامن مع التقرير الذى بثته منظمة "هيومن رايتس ووتش" سخرت قناة الجزيرة القطرية العاملين بها، أمس الأربعاء، للتركيز على المزاعم التى وردت بالتقرير الذى أصدرته المنظمة التى ترتبط بعلاقات وثيقة مع عدد من الشخصيات القطرية التى تتبرع بمبالغ كبيرة لصالح المنظمة.
يأتى تقرير "هيومن رايتس ووتش" بعد أسابيع من حملة تشويه متعمدة من قناة الجزيرة القطرية للمؤسسات الأمنية فى مصر، وبثت القناة القطرية عدد من البرامج والتقارير بشكل مكثف حول مزاعم التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان فى مصر، وهو ما يكشف التناغم فى عمل منظمة هيومن رايتس ووتش مع القناة القطرية ولعب دور مشبوه لمحاولة تشويه الدولة المصرية.
وكعادة "الجزيرة" فى التعاطى مع التقارير التى تبثها المنظمات المدعومة من شخصيات قطرية لم تناقش الجزيرة ما ورد فى التقرير بـ"مهنية"، لكنها ركزت على عدد من النقاط التى وردت فى التقرير وهى رفض "هيومن ريتس ووتش" توصيف جماعة الإخوان بـ"الإرهابية" وهو نفس التوجه العام للدوحة التى تحتضن قيادات الجماعة.
واستضافت "الجزيرة" عبر شاشتها عدد كبير من المسئولين فى منظمة هيومن رايتس ووتش، للنقاش حول التقرير الصادر عن المنظمة والتطاول على المؤسسات الأمنية فى مصر، وعدم التطرق لإغفال المسئولين فى المنظمة لعدد من الشواهد فى التقرير المنشور والذى تضمن شهادات لشخصيات مجهولة تتحدث عن مزاعم لوجود تعذيب فى مصر دون التطرق للفترة الزمنية التى تمت فيها تلك المزاعم، إضافة لإغفال القناة القطرية مناقشة مسئولى هيومن رايتس ووتش حول أسباب عدم تقدم الشخصيات التى أدعت تعرضها للتعذيب لبلاغات للنيابة العامة المصرية.
التقرير الذى أصدرته منظمة هيومن رايتس ووتش يأتى بعد أسابيع قليلة من تقرير نشرته المنظمة يرفض تصنيف جماعة الإخوان إرهابية، إضافة لترويج مسئولى المنظمة وعلى رأسهم "أحمد بنشمسى" الصحفى المغربى الذى يرتبط بعلاقات وثيقة مع عدد من الكتاب والباحثين فى مراكز الأبحاث المملوكة لمستشار أمير قطر عزمى بشارة.
ويأتى التقرير الذى أصدرته المنظمة عقب تقارير ومزاعم أصدرتها "هيومن رايتس ووتش" ضد المملكة العربية السعودية والإمارات دون إصدار أى تقارير حول أوضاع حقوق الإنسان وحرية التعبير التى يتم انتهاكها بشكل يومى فى الدوحة، وروجت منظمة "هيومن رايتس ووتش" لعدد من الأكاذيب حول وجود شبكة سجون سرية تديرها الإمارات فى اليمن، وذلك بالاعتماد على مصادر مجهلة ودون توثيق لأى عملية تعذيب تشرف عليها أبو ظبى فى اليمن كما أدعت المنظمة الممولة من شخصيات قطرية ومعارضين للأنظمة الحاكمة فى دول الرباعى العربى وفى مقدمتها مصر.
ويتزامن إصدار المنظمات الدولية المدعومة من شخصيات قطرية مع جولات خارجية مهمة للرئيس عبد الفتاح السيسي أو قبيل مشاركته فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما يكشف نوايا الجهة التى تقف خلف تلك التقارير والغرض الخبيث والمسيس للتقارير التى تكشف بوضوح مدى الانتقائية فى اختيار مصادر المعلومات من خلال اللجوء إلى كيانات معروفة بتوجهاتها المنحازة ضد الدولة، وشخصيات مجهولة.
التقرير الأخير الصادر لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" جاء عقب عدة تقارير تدافع عن جماعة الإخوان الإرهابية، إضافة لترويجها لأكاذيب حول الرئيس المخلوع محمد مرسى والتطاول على السلطات القضائية فى مصر، وهو ما يؤكد فرضية نجاح الدوحة خلال السنوات الأخيرة فى استخدام منظمات دولية فى تشويه عدد من الدول العربية دون التطرق إلى الجرائم البشعة التى ترتكب ضد حقوقيين وشعراء وكتاب فى الدوحة.