استمرارا للعمليات العسكرية التى تشهدها سوريا ضد تنظيم داعش الإرهابى، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، اليوم السبت، عن إطلاق عملية ضد تنظيم داعش الإرهابى فى محافظة دير الزور، وذلك بالتزامن مع فك الجيش السورى للحصار الذى دام لمدة 3 سنوات.
وأعلنت القيادة العامة لمجلس دير الزور العسكرى فى سوريا عن بدء حملة "عاصفة الجزيرة"، والتى تستهدف تحرير ما تبقى من أراضى الجزيرة السورية وشرق الفرات من رجس الإرهابيين وتطهير ما تبقى من ريف دير الزور الشرقى.
وأكدت القيادة العامة لمجلس دير الزور العسكرى فى بيان صحفى – حصل "انفراد" على نسخة منه - على أن دفاعات تنظيم داعش الإرهابى انهارت وتقترب نهاية التنظيم الإرهابى فى مدينة الرقة، مشددة على أن قوات سوريا الديمقراطية تسطر البطولة والفداء ونجاحها فى تحرير 70% من المدينة، فيما تحاول عناصر تنظيم داعش شن الهجمات على مناطق الشدادى والريف الشرقى لدير الزور فى محاولة يائسة لرفع معنويات قواته فى الرقة.
وأوضح مجلس دير الزور العسكرى، أن قراره الخاص بالبدء بهذه الحملة الحاسمة تنبع من روح المسئولية التى يشعر بها المجلس تجاه السوريين فى الرقة تأييدا ومؤازرة وواجبا تجاه أهل الجزيرة السورية عامة وريف دير الزور الشرقى خاصة والذين ينتظرون هذه اللحظة التاريخية بفارغ الصبر، وفقا للبيان.
ودعا مجلس دير الزور العسكرى أهل المدينة للالتفاف والانضمام إلى صفوف قوات سوريا الديمقراطية من أجل تصفية الإرهاب وإنقاذ الشعب السورى من الظلم، مناشدًا المدنيين الابتعاد عن مراكز تواجد الإرهابيين حفاظا على سلامتهم، مؤكدًا على بذلها قصارى جهدها من أجل ألا يتضرر المدنيون العزل وستعمل قوات سوريا الديمقراطية على نقلهم إلى المناطق الآمنة، متوجهًا بالشكر لقوات التحالف الدولى بما تقدمه من دعم لقوات سوريا الديمقراطية أرضا وجوا، لافتًا إلى أن معنويات قوات سوريا الديمقراطية عالية وجاهزيتها تامة لتحقيق الانتصار.
وتقاتل قوات سوريا الديمقراطية، وهى تحالف من قوات كردية وعربية، لطرد داعش من مدينة الرقة إلى الشمال على نهر الفرات مدعومة بغطاء جوى ودعم قوات خاصة من التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة.
فيما أكدت مصادر إعلامية سورية، على أن مئات الأمتار تفصل قوات النظام السورى عن الوصول إلى المدخل الغربى لمدينة دير الزور لفتح الشريان الرئيسى للمدينة، مشيرة لشن الطائرات السورية قصف عنيف ومكثف من على مناطق سيطرة داعش ومواقعه فى محيط المدينة وأطرافها، بالتزامن مع الغارات التى نفذتها الطائرات الروسية الحربية والمروحية والطائرات التابعة للنظام السورى.
وتسعى قوات الجيش السورى لتنفيذ التفاف كامل على مدينة دير الزور والوصول إلى طريق حلب - البوكمال والضفاف الغربية لنهر الفرات، ومحاصرة تنظيم داعش داخل المدينة التى كان يحاصر مناطق سيطرة قوات النظام السورى فيها، ومن المرتقب أن تدخل قافلة مساعدات إنسانية إلى مدينة دير الزور بالتزامن مع وصول مزيد من قافلات المساعدات إلى محيط المدينة.
وتعد محافظة دير الزور معقلا بديلا لتنظيم داعش الذى من المتوقع خسارته ما تبقى من مناطق سيطرته فى العراق، وتركيز الولايات المتحدة على استعادة مدينة الرقة، العاصمة المفترضة لداعش يرجح احتمالات خسارة التنظيم لمعقله الأهم والأخير فى شمال سوريا.
ويعيش فى محافظة دير الزور الواقعة شرق البلاد على مقربة من الحدود العراقية السورية وفق آخر إحصائية تقديرية حوالى 1.239 مليون نسمة فى 2011، من بينهم نحو 500 ألف نسمة يعيشون فى مدينة دير الزور، مركز المحافظة؛ وتضم المحافظة أكثر من 130 تجمعا سكانيا من بلدات وقرى، وتتبع المحافظة عدد من الوحدات الإدارية على مستوى الاقضية والنواحى منها، الميادين والبو كمال وهجين والقورية وغيرها.
وتعد محافظة دير الزور، التى تقع على مسافة 470 كيلومترا شمال شرقى العاصمة دمشق، ثانى أكبر محافظة سورية من حيث المساحة بعد محافظة حمص؛ وتتميز بموقع جغرافى مهم لأطراف الصراع السورى لحدودها المشتركة مع محافظة الأنبار العراقية التى لا تزال مدنها القريبة من الحدود السورية خاضعة لسيطرة تنظيم داعش.
كما تشترك محافظة دير الزور بحدود إدارية مع محافظة الرقة التى يفرض تنظيم داعش سيطرته على معظم مناطقها؛ ومركزها مدينة الرقة العاصمة المفترضة لخلافته المزعومة.
ويتمسك تنظيم داعش بفرض سيطرته على مناطق صحراوية واسعة فى غرب وشمال غربى العراق على الحدود مع سوريا لإقامة معسكراته وإدامة طرق نقل الإمدادات وتأمين منطلق لهجمات اعتاد شنها على مراكز المدن طيلة فترة انكفاءه فى معسكرات صحراوية بين عامى 2007 و2014؛ وستظل حاجة داعش لهذه المناطق قائمة وسيتمسك بالدفاع عنها أكثر من تمسكه بالدفاع عن المدن فى العراق وسوريا.