منذ بداية الأزمة بين إمارة قطر الداعمة للإرهاب بالمنطقة العربية و"الرباعى العربى" مصر والسعودية والإمارات والبحرين، وتدخل دولة الكویت الشقيقة على خط الوساطة لأول مرة عام 2014 عبر أمیرھا حكيم العرب الشیخ صباح الأحمد، والنظام القطرى بزعامة تميم بن حمد آل ثانى، يتعمد فى تخريب أى محاولة لتقريب وجهات نظر وإحراج الكبار.
وتتعامل الدوحة مع ھذه الوساطة التى سخر لها الأمير صباح الأحمد الكثير من وقته وجهده بكثیر من الاستخفاف وعدم المسئولیة، وھو ما اتضح فى تصریحات وزیر خارجیة تميم، محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، أمس، الجمعة، الذى نفى أن تكون قطر قد قبلت بالمطالب الـ13 التى قدمھا الرباعى العربى للدوحة فى وقت سابق.
وكان أمیر الكویت الشیخ صباح الأحمد الصباح، أعلن من واشنطن أن قطر قبلت المطالب الـ 13، لكن وزیر خارجیة قطر ظھر سریعا وأكد أن تصریحات أمیر الكویت "اقتصت من سیاقھا"، ليحبك مسلسل المراوغة القطرى بمشاهد الالتفاف على دور الوساطة الكویتیة.
ويرى مراقبون أن قطر باتت مجبرة على وساطة الكویت، ولو كان الأمر بیدھا لما قبلت بذلك، ولكن فى الوقت نفسه تعرقل كل مساعى الوساطة الكویتیة، ومؤكدين أنه عدم قیامھا لوساطة الكویت وزنا، یؤكد أنھا بالفعل لا تستطیع التنصل من التحالف الإیرانى، وبالتالى ربما تستمر الأزمة لوقت طویل.
ويعتبر المتابعون للأزمة القطرية، أن ارتماء السلطة القطریة فى أحضان طهران، یجعل من وساطة الكویت أمرا مستحیلا، خصوصا أن العلاقات القطریة الإیرانیة لیست ولیدة اللحظة، فھى متعمقة منذ أن كانت الدوحة تتحرك وفق إملاءات الإیرانیة خلال حكم "تنظيم الحمدین".
ویؤكد مراقبون خليجيون، وفقا لوسائل إعلام سعودية، أن التحالف القطرى ــ الإیرانى، وضع الدوحة فى مأزق حقیقى فى ظل أجندة ممنھجة لإخراجھا من مجلس دول التعاون الخلیجى حتى تتحرك بحریة أكثر، خاصة أن قطر عنصر فاعل فى مخطط تقسیم الشرق الأوسط، ودورھا الفاعل فى ما یسمى بـ"ثورات الربیع العربى".
وفى السياق نفسه، أكد وزیر خارجیة البحرین الشیخ خالد بن أحمد أن أمیر الكویت، الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح تكلم من قلبھ بما نطمح اليه من استقرار للمنطقة ویعلم أن التصعید العسكرى لم یأت من الدول التى قاطعت قطر.
وأضاف الوزیر البحرینى فى تغریدات نشرھا عبر حسابه بموقع المدونات المصغرة "تویتر" قائلا: "ما أن انتھى أمیر الكویت من مؤتمره حتى رأینا سلبیة الموقف القطرى بوضع الشروط والعراقیل امام اى حوار یلبى المطالب".
وشدد الوزير البحرينى: "فى حین أوصدت دولنا أبوابھا فى وجه شر الإرھاب والأذى الآتى من قطر، فتحت قطر أبوابھا للجنود والألیات فى تصعید خطیر"، موضحا: "لم ولن تسعى دولنا لأى تھدید عسكرى إلا أنھا، وكما یعرفھا العالم، لن تسمح لأى طرف، كبر أو صغر شأنه، لتھدید أمن شعوبھا واستقرارھا".
واختتم الشیخ خالد تغریداته قائلا: "إن استھداف مصر وشعبھا بدعم الإرھاب فیھا ھو أحد أھم أسباب اتفاقى الریاض ومقاطعة دولنا لقطر، مصر عمود الأمة ولن نقبل بالأضرار بسلامتھا".