كشف تقرير لمعهد الحرب الحديث، الأمريكى، أن عدد الأمريكيين المؤهلين للخدمة فى الجيش يتقلص بشكل كبير، مما يترك الجيش الأمريكى فى أصغر عدد له منذ أكثر من 75 عاما وإجبار الوحدات العسكرية الاعتماد على جنود غير مناسبين ومن ثم يشكل خطرا سواء على القوات أو الولايات المتحدة.
مشكلات صحية وعقلية
وقال جون سبنسر، الرائد بالجيش الأمريكى فى تقرير المعهد التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية، الصادر هذا الشهر، إن فى عام 2008 عندما كان قائد سرية مشاة تضم أكثر من 140 جنديا فى بغداد، رأى كيف أن تناقص عدد المتطوعين بات يضر الجيش، وأضاف أن نحو 36 من أعضاء السرية لم يكونوا مناسبين للقتال، ومع ذلك فإن نقص الأعداد المتطوعة باتت تجبر القادة على نشر حتى غير المؤهلين.
وتابع أنه كان لديه جنود لا يمكنهم مغادرة المعسكر لأنهم غير مؤهلين طبيا لارتداء الدروع أو مصنفين على أنهم غير لائقين عقليا، وأشار إلى أن جنود ضمن سريته كانوا يتناولون أدوية مضادة للاكتئاب والقلق أو النوم، وأن أحدهم كان مختلا عقليا وهاجم رقيب بالجيش مما تسبب له فى إصابة مستديمة.
14 عاما من الحرب
وبحسب التقرير فإن الصعوبة التى تواجهها الحكومة حاليا هو تجميع قواها الكاملة التى تعود لعام 1973، قبل أن تلغى الولايات المتحدة التجنيد الإلزامى، حيث كان الاعتقاد وقتها أن الأمريكيين سوف يتطوعون للخدمة العسكرية عندما يجدون الأمن القومى فى خطر، لكن، يقول التقرير، إن الـ14 عاما الماضية من الحرب أثبتت أن هذا الافتراض خاطئ.
ويشير إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية اضطرت لعدد من التغييرات فى سياسة التجنيد لجلب المزيد والإبقاء قسرا، على أولئك الذين يعملون بالفعل. شملت هذه التغييرات تقديم تنازلات لحشد المتسربين من التعليم وحتى بعض مرتكبى الجرائم وغيرهم من غير المؤهلين.
التواصل مع الشباب
وخلص التقرير إلى أنه بحلول عام 2017، فإن الجيش الأمريكى سيكون أقل قوة مما كان عليه منذ عام 1940 عندما كانت قوته تبلغ 450 ألف جندى، وأشار إلى أنه للتغلب على تلك التحديات ينبغى على الحكومة بذل جهدا أكبر لتجنيد الشباب الأمريكى من خلال التواصل مع طلاب المدارس الثانوى والأصغر عبر برامج "الكشافة " وبرنامج السيدة الأولى "دعونا نتحرك".
يضيف أنه ينبغى على الحكومة تكريس الموارد لإقناع الأمريكيين المهتمين بالانضمام للجيش، كما أنه يتم قضاء الكثير من الوقت لإيجاد المتطوعين المؤهلين فى حين يتم إنفاق وقتا أقل فى تدريبهم. وختم بأن فتح المهام القتالية للنساء سيساعد أيضا فى ضمان حصول الجيش على قوته الكاملة.