بالصور.. كيف تطور شكل الحجاب فى 50 سنة.. طرحة دادة أمينة رمز الحجاب فى الستينات.. ولفة المهراجا علامة مسجلة بالثمانينات.. وإيشارب هدى سلطان الأبرز فى التسعينات.. والتربون أحدث صيحات موضة 2017

"إيه يا عواطف اللى أنتِ حطاه على راسك ده؟"، بهذه الجملة انطلقت إحدى النساء الملقبات بـ"الريسة" بعدما دخلت عليها الموظفات وبينهن واحدة وضعت "بونيه"على شعرها، وبنظرة تحمل الكثير من ملامح "المغلوب على أمره" ردت عواطف "جوزى جابهولى وقاللى الحجاب سترة"، مشهد بسيط من زاوية صغيرة عكست بعض الملامح، فى فترة السبعينات فى مسلسل "حكاية بنت اسمها ذات" استطاع أن يفتح أعيننا على بداية دخول الحجاب إلى مصر، التى ارتدت نساؤها الحجاب دون أن يعرفن، فقد التزمت المرأة المصرية بالزى المحتشم وسترة الشعر بل والوجه أيضًا بداية من فترات الثلاثينات، فظهرت الحبرة والياشمك وغيرها من الأشياء التى سترت الوجوه والرؤوس دون أن يخبرهن أحد أن هذا الزى يعد حجابا. وبالرغم من أن السينما هى مرآة المجتمع التى تعكس كل فترة من فتراته بملامحها، إلا أن صناعها أنفسهم لم يعرفوا أن ما يتم تداوله فى أفلامهم هو صورة واقعية لحجاب النساء دون أن تكون لديهن نية مبيتة للتحجب، بقدر ما كانت سمة المجتمع فى ذلك الوقت، وإن تابعنا السينما منذ الستينات سنجد أن هناك أشكالا واضحة من شأنها أن تعكس كيف تطور الحجاب فى مصر بداية من فترة الستينات. فترة الستينات: الفنانة "ثريا فخرى" أو "الدادة أمينة" اللقب الذى عرفها به الأطفال والكبار ممن يشاهدن أفلام الأبيض والأسود، لم تظهر هذه الفنانة إلا بحجاب لم تغير شكله، وكان عبارة عن طرحة طويلة تحدد الرأس، ويتم لفها حول الكتفين والرقبة بشكل فضفاض بعض الشىء، ذلك الشكل الذى تطور عن طريقة ارتداء "الحبرة" والسترة السوداء التى تغطى رؤوس النساء، الزى الرسمى للنساء فى مصر فى هذه الفترة قبل أن تبدأ ملامح التحريرفى الظهور على الشارع المصرى. فترة السبعينات: لم يحمل العائدون من الخليج "المروحة" و"الخلاط" فقط، لكنهم أيضًا حملوا شكلا جديدا من أشكال الحجاب، وهو "البونيه" الذى وضعته المرأة المصرية على رأسها بناءً على أوامر الزوج أو تقليدًا للصديقات العائدات من "الإعارة" ولم تهتم بشىء سوى بشكله فقط، فتارة كان يخفى الشعر بالكامل وتارة أخرى يكشف عن أجزاء منه. فترة الثمانينات: لأن المرأة المصرية قادرة على أن "تعمل من الفسيخ شربات"، فاستخدمت "منديل" الرأس كما كن يقلبنه كشكل من أشكال الحجاب، ثم تطور الأمر وبدأت تظهر لفة "المهراجا" الهندى والشكل الإيرانى للحجاب من خلال لف الطرحة حول الرأس والرقبة دون إحكامها "بدبوس". فترة التسعينات: إن أردت أن تعرف شكل الحجاب فى بداية التسعينات فلابد أن تنظر إلى صورة النجمة "هدى سلطان" التى تعد أشهر من ارتدين الحجاب فى هذه الفترة، وأبقت على شكل المهراجا لكن بطريقة أكثر بساطة وأقصر طولًا، ومع نهاية التسعينات كانت الطرحة "المربعة" قد أطلت على النساء فى مصر، وبدأ شكل الحجاب يتجه إلى الطول القصير والـ"بوز" العريض ويتم لف الحجاب إلى الخلف. الألفية الجديدة: مرت سنوات قليلة يتأرجح فيها شكل الحجاب بين "الإيشارب" والشكل التقليدى للفترات السابقة، ثم جاءت الطرحة "المستطيلة" لتمحى ما فعلته السنين السابقة فى الحجاب، وبدأت تظهر لفات عديدة كان أولها مع الطرحة التى تلف ويظل أحد الطرفين طويلًا من ناحية واحدة فقط، ثم دخلت البندانة القطن إلى عالم المحجبات وحجزت لها مكانًا أساسيًا أسفل الطرحة المستطيلة، وبعد مرور ما يقرب من 7 سنوات من الألفية الجديدة دخلت الطرحة "الإسبانش" إلى دولاب المرأة المصرية، واستُخدمت فيها الطرحة الطويلة وأبدعت المصريات فى لفها حتى إنها كانت الراعى الرسمى للمحجبات فى هذه الفترة وتحديدًا فى المناسبات والأفراح، وفى عام 2010 بدأ لحجاب يميل إلى الشكل الأكثر بساطة بعيدًا عن استخدام أشكال مختلفة من "الدبابيس"، وظهرت الطرح ذات "الكرانيش" والأقمشة الناعمة التى يمكن وضعها على الرأس ولفها حول الرقبة بسهولة، وظلت الطرحة المستطيلة مسيطرة على عالم الحجاب رغم تطور أشكال لفاتها تارة بـ"سبعة" من الأمام و تارة بـ"بندانة أسوانى"، حتى عاد "التربون" و "الإسكارف" فى نهاية 2015. جدير بالذكر أن "التربون" هو "البونيه" ولكن بمصطلحات الموضة العصرية، و"الإسكارف" هو "الطرحة المربعة" ومعهما بدأ الحجاب يعود إلى شكله القديم بعض الشىء إذ يميل إلى غطاء الشعر فقط دون أن تعبأ الفتاه بضرورة غطاء الرقبة .