"صلوا لأجلنا" بهذه الرسالة استقبل سكان فلوريدا الإعصار إرما الذى ضرب ولايتهم قبل ساعات قليلة، وسط تحذيرات مكثفة من قوة مدمرة للإعصار، وإعلان أن الفترة الأقسى ستكون بعد الإعصار وما يعقبه من أمطار وفيضانات.
وقال حاكم ولاية فلوريدا ريك سكوت على شبكةNBC" إن الشىء الأكثر أهمية هو الصلاة لأجلنا"، ومع وجود ما يقدر بـ127 ألف فى الملاجئ على مستوى الولاية، ضربت العاصفة الجزر التى تشهد سقوط أمطار غزيرة فى ظل انقطاع الكهرباء عن مليون شخص فى شتى أنحاء الولاية.
واستجاب 30 ألف شخص لمطالب الإخلاء مع اقتراب العاصفة، لكن ظل عدد غير محدد رافض ترك مناصبهم، لأنه بالنسبة لكثير من السكان الذين تهددهم العاصفة يرون الوقوف فى وجهها مصدر للفخر.
ولم يبتعد الإعصار عن عالم السياسة المضطرب فى واشنطن، وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إنه فى الوقت الذى يضرب فيه إرما فلوريدا، فإن اثنين من نوابها الجمهوريين البارزين قد رفضوا مشروع للإغاثة من الإعصار بقيمة 15 مليار دولار. وقالا إنه على الرغم من أنهما يريدان مساعدة ضحايا العاصفة، إلا أنهم يخشيان من بنود أخرى فى الإجراء.
من ناحية أخرى، أشار موقع "دايلى بيست" إلى ثلاثة سيناريوهات محتملة للإعصار، مشيرة إلى أن أيا منها ليس جيدا على الإطلاق.
الأول، وهو السيناريو الذى بدأ أكثر ترجيحا لعدة أيام، أن يمر إرما عبر الساحل الشرقى ويوجه ضربة مباشرة لمدينة ميامى من الإعصار المصنف ضمن الفئة الخامسة ليصبح سريعا أسوأ عاصفة فى التاريخ الأمريكى ليتجاوز ما تسبب فيه كلا من كاترينا وهارفى. السيناريو الثانى أن يصل إرما إلى جزر فلوريدا كيز قبل أن يتحرك إلى قلب الولاية. أما السيناريو الثالث أن يصل إرما لمنطقة كى وويست فلوريدا ثم ينتقل إلى الساحل الغربى، وقد حدث هذا من قبل عام 2010 وكانت النتيجة مأساة لم تكن متخيلة بدمار نصف مليون منزل ووفاة أكثر من ألفى شخص، أكثر من ضحايا إعصار كاترينا.
ومع اتجاه العاصفة بشكل مفاجئ ناحية الغرب، واضطرار الآلاف من سكان الساحل الغربى لترك منازلهم فى اللحظة الأخيرة، سارع المسئولون لفتح ملاجئ مؤقتة وتم ملأهم بشكل سريع.
وفى سياق آخر، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية، أن الإعصار جوزيه، المصنف من الدرجة الرابعة (ما قبل القصوى)، مر أمس السبت قرب جزيرتى سان مارتان وسان بارتيليمى فى البحر الكاريبى، ولكن أبعد مما كانت تتوقع، مما جنّب الجزيرتين الفرنسيتين دمارا كان ليضاف إلى الدمار الهائل الذى خلفه فيهما قبل أيام الاعصار ايرما.
كما قال رئيس وزراء هولندا، مارك روته، إن حصيلة ضحايا إعصار إرما، فى جزيرة سانت مارتن الهولندية، ارتفعت إلى 4 قتلى حتى الآن.