فى كل مرة تحل فيها ذكرى أحداث 11 سبتمبر 2001، يثار حديث واسع عن مرتكبيها ومخططيها، وعلى رأسهم أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الإرهابى السابق، لكن يظل الاسم الأبرز فى تلك الاحداث هو خالد شيخ محمد، الذى يُوصف بأنه العقل المدبر للهجمات.
مع حلول الذكرى السادسة عشرة لتلك الأحداث الإرهابية الأكثر دموية فى التاريخ الأمريكى، تساءلت صحيفة "جارديان" البريطانية عمّا إذا كان خالد شيخ محمد، المعقل المدبر لتلك الهجمات الإرهابية، سيواجه المحاكمة ام سيظل الأمر معلقا.
محامى خالد: القضية لن تصل للمحكمة العليا قبل 18 سنة وموكلى قد يموت بالسجن
فى تقرير لها، أشارت "جارديان" إلى أن خالد شيخ محمد سيقضى الذكرى السادسة عشرة للأحداث معتقلا فى سجن "جوانتانامو" بالأراضى الكوبية، وهو الآن يستعد للجلسة الخامسة والعشرين قبل المحاكمة التى تجرى الشهر المقبل، وكان أحدث تقدير للادعاء العسكرى قد أكد أن اختيار المحلفين فى محاكمة "محمد" لاتهامات تتعلق بالإرهاب سيبدأ فى يناير 2019، ويعتقد أغلب الخبراء أن هذا التقدير متفائل، ويتساءلون عما إذا كان الرجل الذى اعتُقل فى باكستان عام 2003 سيُحاكم من الأساس أم لا.
يقول ديفيد نيفين، محامى خالد شيخ محمد، إن الأمر سيستغرق عامين أو ثلاثة أو أربعة لنقل القضية لمرحلة المحاكمة، وسيستغرق عاما أو ما يقرب من هذا لمحاكمته فعليا، وهذه المحاكمة سيعقبها استئناف أولى للحكم قد يستغرق خمس سنوات، ثم ينتقل الاستئناف إلى محكمة الدائرة ليستغرق ثلاث أو أربع سنوات أخرى، وربما أربع سنوات بعد ذلك لتصل للمحكمة العليا الأمريكية بعد 18 عاما من الآن، أى فى 2035 وبعد 34 عاما من وقوع الهجمات، متابعا: "موكلى ربما يموت فى السجن قبل أن تنتهى المحاكمة".
أكاديمية أمريكية: القضاء المدنى كان بصدد محاكمته فى 2009 قبل أن تغير الحكومة موقفها
فى هذا الإطار، قالت كارين جرينبيرج، مدير مركز الأمن القومى فى كلية الحقوق جامعة فوردهام بنيويورك، إن قضية خالد شيخ محمد ينبغى إعادتها لنظام القضاء المدنى الأمريكى، الذى كان على وشك محاكمته فى 2009، حتى رأت الحكومة أن هذه الخطوة قد تكون محفوفة بالمخاطر.
من ناحية أخرى، تحدث ريتشارد كلارك، منسق الأمن ومكافحة الإرهاب فى إدارتى كلينتون وبوش، عن علاقة خالد شيخ محمد بإمارة قطر، وقال كلارك فى مقال بصحيفة "نيويورك دايلى نيوز"، إن الأغلبية يربطون اسم أسامة بن لادن بأحداث سبتمبر، لكن الأساس فى هذه الهجمات خالد شيخ محمد، الذى كان على صلة مباشرة بتفجير مركز التجارة العالمى فى 1993، وكانت المؤسسة الأمنية والقيادة السياسية فى واشنطن تعتبرانه أخطر إرهابى هارب فى التسعينيات، وبعدها اكتشفت الإدارة الأمريكية أن خالد شيخ محمد كان يعمل فى قطر تحت غطاء رسمى.
وأشار "كلارك" فى مقاله، إلى أن إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون قررت أن تناقش مع القطريين قضية خالد شيخ محمد، وأنها طلبت من السفير الأمريكى أن يتحدث مع الأمير فقط فى هذا الشأن - كان أمير قطر وقتها حمد بن خليفة آل ثانى والد الأمير الحالى تميم بن حمد - وطلب الأمير التحدث مع رئيس هيئة الأمن القطرى فقط، وأراد القطريون احتجاز خالد شيخ محمد لساعات قليلة، قبل أن يتمكن فريق اعتقال من نقله للولايات المتحدة الأمريكية، لكن فى غضون ساعات التقى المبعوث الأمريكى، الأمير القطرى، لكن خالد شيخ محمد كان قد اختفى من الدوحة، ملمحا إلى تلاعب الأمير حمد بن خليفة بالسلطات الأمريكية وتهريب خالد من الدوحة.
صحيفة أمريكية: قطر لعبت دورا كبيرا فى إيواء العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر
كانت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية قد رصدت الدور الذى لعبته قطر فى إيواء خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية فى العام 2001، وأوضحت الصحيفة فى مقال للكاتب سلمان الأنصارى، رئيس لجنة الشؤون العامة الأمريكية السعودية فى واشنطن، نشره فى أغسطس الماضى، أن "شيخ محمد" استخدم قطر مركزا لإطلاق الإرهاب بدعم مباشر من أميرها حمد بن خليفة، مشيرًا إلى أنه عمل فى الدوحة وعاش فيها، ومنها خطط ونفذ أفعاله الإرهابية.
وأضاف "الأنصارى" فى مقاله، أن قطر عملت بمثابة حلقة وصل للإرهابى خالد شيخ محمد، فقد سافر عضو القاعدة باكستانى الجنسية إلى الفلبين فى العام 1994 للعمل على مؤامرة بوجينكا، التى كانت تهدف لتدمير 12 طائرة تجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وشرق آسيا وجنوب شرق آسيا.