ثورة رقمية تزعزع عروش المستبدين بالشرق الأوسط.. استنساخ حيوانات لتوفير اللحوم.. توحيد الكوريتين وإقامة دولة فلسطين.. وتطوير علاج يطيل العمر.. تبؤاتCIA فى 2000 لما سيحدث بحلول 2015 فى تقييم تليجراف

التنبؤ بالمستقبل والاستعداد له، مهمة تشغل بال الكثير من أجهزة المخابرات حول العالم، وبرغم أن هذه التوقعات قد تتحقق أو لا تتحقق، فهذه التوقعات ترسم خارطة لقادة العالم لوضع سياستهم. وتطبيقا لهذا المبدأ جمعت وكالة الاستخبارات الأمريكية الـCIA، فريقا من الخبراء عام 2000 من خارج الوكالة، بهدف كتابة توقعاتهم لما سيكون عليه المستقبل القريب فى عام 2015، وكتب هؤلاء الخبراء تقريرا مكونا من 70 صفحة اشتمل على توقعاتهم بشأن كل شىء، بدءا من صعود تكنولوجيا النانو، مرورا بالصدمات فى مجال النفط والتغيرات الديمجرافية، إلى مصير الاقتصاد العالمى.

ولكن ونحن نهاية عام 2015، هل صدقت توقعات الخبراء؟ تجيب صحيفة "التليجراف" البريطانية عن هذا التساؤل فى تقرير لها بالقول إن الكثير من استنتاجاتهم كانت كما توقعوا، مثل استمرار التوترات العرقية والدينية فى الدول التى لا تتمتع بإدارة جيدة، ولكن كانت هناك أيضا توقعات لم تتحقق، مثل أن العالم سيأكل البرجر المستنسخ، وأن الكوريتين الجنوبية والشمالية ستتوحدان. ومن هذه التوقعات: 1- ثورة الإنترنت – توقع صحيح نجح خبراء الـCIA فى التنبؤ بانفجار ثورة رقمية وتكنولوجيا الهواتف المحمولة التى حولت العالم اليوم. وقالوا فى تقريرهم "اتصالات عالمية خلوية لاسلكية ستخلق أكبر تحول عالمى منذ الثورة الصناعية"، إن "ثورة تكنولوجيا المعلومات"، سيكون لها تداعيات سياسية، وإن "معارضة مرتبطة عبر الشبكة" ستفرض تحديات للأنظمة الاستبدادية فى الشرق الأوسط، وهذا ما حدث بالفعل، كما توقعوا أن نفس التكنولوجيا ستخلق أماكن جديدة للصراعات بين الدول. 2- انتعاش التكنولوجيا الحيوية – توقع نصف صحيح كان خبراء وكالة الاستخبارات الأمريكية متفائلين حيال تأثير التكنولوجيا الحيوية، إذ توقعوا أن يكون التنميط الجينى الشخصى، واستبدال الأعضاء الاصطناعية أمر شائع، وقالوا فى تقريرهم إن الحيوانات سيتم استنساخها لتوفير اللحم، حتى أنهم تحدثوا عن إمكانية العيش أطول من أى شخص نظرا لتقدم تكنولوجيا الطب. ورغم أن هذه التوقعات لم تتحقق بشكل كامل، خاصة فيما يتعلق بأدوية إطالة العمر، إلا أنها تحققت فى التطور الذى شهدته التكنولوجيا الحيوية. 3- تراجع روسيا – توقع خاطئ توقع خبراء وكالة الاستخبارات الأمريكية أن تقوم روسيا برد فعل لخسارتها مكانتها كقوى عظمى، وأنها ستستخدم احتياط الغاز خاصتها كنفوذ لاستعادة هذه المكانة. وتوقعوا أن النتيجة المحتملة ستكون روسيا ضعيفة، ولكن فلاديمير بوتين، الرئيس الروسى، قام بدلا من ذلك، بإنشاء شبكة من النفوذ من اليونان إلى سوريا، وتدخل فى حروب أجنبية، وضمت أراضى جديدة متمثلة فى القرم، وتحدى طموح الغرب، وبدلا من امتلاكه 2500 رأس نووى، امتلك أكثر من 8 آلاف. 4- توحيد الكوريتين توقع خبراء وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية أن تتوحد الكوريتين بحلول عام 2015، ولكن هذا لم يحدث. كما توقعوا إقامة دولة فلسطين بجانب إسرائيل. 5- تعداد السكان : توقع نصف صحيح توقع الخبراء القائمون على التقرير أن تعداد سكان العالم سيزيد، ولكنه سيتراجع أو يتباطأ فى روسيا وأوروبا الشرقية. والواقع أن روسيا بالفعل لديها عدد سكان أقل مما كانت عليه فى عام 2000 . ولكن أخطأ التقرير بشأن القارة الأفريقية، فبدلا من أن يتراجع تعداد السكان بسبب انتشار مرض الإيدز، نما بشكل سريع فى دول جنوب الصحراء الكبرى .

6- أزمة الديموجرافية فى الغرب : توقع صحيح تنبأت الوكالة الأمريكية بأن تتسبب شيخوخة السكان فى الدول المتقدمة فى أزمة بطيئة، وجاء فى التقرير أن تراجع معدل العمال بالمقارنة مع المتقاعدين يجهد الخدمات الاجتماعية ويؤثر على المعاشات والأنظمة الصحية، وتوقعوا أن تسعى الحكومات لتخفيف المشكلة من خلال تأجيل سن التقاعد، وتشجيع النساء على المشاركة أكثر فى سوق العمل، والاعتماد على العمال المهاجرين. كما توقع التقرير أن تعقد الهجرة الوحدة السياسية والاجتماعية، فبعض الأحزاب السياسية ستستمر فى تعبئة المشاعر الشعبية ضد المهاجرين، اعتراضا على استنفاد طاقة الخدمات الاجتماعية وصعوبات التأقلم. وأضاف التقرير أن "الدول الأوروبية واليابان سيواجهون أزمات صعبة فى سعيهم للتوصل لحل وسط بين حماية الحدود الوطنية وبين الهوية الثقافية، مع الضرورة لمعالجة تزايد اختلالات سوق العمل والديموجرافية". 7- الأزمة المالية : توقع خاطئ توقع التقرير مستويات عالية من النمو خلال عامى 2000 إلى 2009، وهذا بالفعل حدث ولكن حتى مرحلة معينة. وقال التقرير إن نمو الاقتصاد العالمى سيعود إلى مستويات عالية مثل تلك التى وصل إليها فى الستينيات وأوائل السبعينيات، ولكن هذا لم يحدث. ورغم أنه أشار إلى إمكانية حدوث أزمة مالية، إلا أنه ركز على المخاطر التى ستواجهها الدول النامية التى فشلت فى الإصلاح. 8- الإرهاب العالمى : توقع نصف صحيح توقع خبراء التقرير أن تستغل الجماعات الإرهابية ومهربو المخدرات والعصابات الإجرامية فى مختلف أنحاء العالم، العولمة للتعاون وتشكيل شبكات اتصالات أكبر. كما توقعوا أن يقوموا بالتجارة فى الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية، وأن يستخدموها ضد الغرب. وقدموا رؤية قاتمة لانتشار الشر دوليا، وأن يكون عابرا للحدود، مثل بيع أسلحة الدمار الشامل إلى من يدفع أكثر. وهذا لم يحدث بهذه الصورة، وإنما حدث شيئا أسوأ متمثل فى ظهور داعش. فعلى عكس الشبكات الإجرامية التى توقع الـCIA قدومها، لا يريد داعش التربح فقط، ولكن لديه أيديولوجية مروعة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;