بالصور.. "بروتين بلدنا ظهر".. اكتمال المرحلة الأول من المزرعة السمكية العملاقة بكفر الشيخ.. فرحة عارمة بين الصيادين لإنتاج أنواع جديدة.. تشغيل 15 ألف عامل..مصانع ثلج وعمارات ومنازل للإقامة ومعامل تحال

فرحة عارمة غمرت العاملين بالمزرعة السمكية ببركة غليون بكفر الشيخ، لمتابعتهم انتهاء المرحلة الأولى من المزرعة السمكية العملاقة، واستخراج أنواع متعددة من الأسماك منها أسماك معروفة لدى غالبية الشعب المصرى من أسماك البورى والبلطى والجمبرى، وأسماء أسماك لا يعرفها إلا الصيادون أو المتخصصون غالية الثمن. فرحة لا تُوصف لتحول حلم دام 30 عاماً فى خيال الحالمين، لواقع ملموس ليس في مبانٍ تُشاهد ولا أحواض سمكية تُعد، ولكن أسماك تراها العين وتلمسها اليد ، لتصدر للخارج وتطرح فى الأسواق ويراها المصريين "بروتين من خير بلدنا". هنا بالمزرعة عمال مدربون من خلال الخبرة الصينية وحصلوا على تدريبات فى الصين على كيفية تشغيل تلك المصانع التى تعمل آلياً، فكل مراحل إنتاج الأسماك لا تمسه يد إنسان إلا فى مرحلة استخراجه من الأحواض، ويتم تحليل الأسماك للتأكد من خلوها من أى أمراض لتصنيعها وإعدادها للتصدير. محمد عبد الله، صياد، قال لـ "انفراد" إن العاملين فى المزرعة يعملون ليل نهار كخلية نحل للانتهاء من المرحلة الأولى من أكبر مزرعة سمكية، مؤكداً أنه فخور بتلك المزرعة العملاقة التى أعادت لكفر الشيخ مكانتها كأحد أهم المناطق التى تنتج كميات كبيرة من الأسماك، وتعوض المزرعة ما فقدناه من مكانة بحيرة البرلس. وأضاف عبد الله:" نبدأ عملنا مبكراً ونحن فى همة ونشاط نتابع تحقيق حلم انتظره أباؤنا، لنجنى ثماره ويجنيه أبناؤنا من بعدنا والأجيال القادمة، منها سمك اللوز فالسمكة تزن من 4 لـ 5 كيلو ثمن الكيلو فى الأسواق بحوالى 120 جنيه، وجمبرى عمره 4 أشهر حجم كبير ، تم زراعته فى شهر مايو الماضى". فيما أوضح محمود سعد محمد، صياد، أن أهالى كفر الشيخ يفتخرون بذلك المشروع العملاق، حيث أعاد المشروع لكفر الشيخ مكانتها بل زاد من قامتها وأعاد لنا ما فقدناه من الأسماك التى قُضى عليها ببحيرة البرلس، ليعوضنا الله بأسماك متعددة، وإتاحة فرص عمل لـ 15 ألف شخص يعملون بها لتقضى على الهجرة غير الشرعية، وتتيح فرص للاستقرار لآلاف من الشباب الذين يرغبون فى الهروب للدول الأوربية، لتتبدل حالهم من التشرد للاستقرار. من جانبه، قال على عبد الستار، مساعد محافظ كفر الشيخ، إن مشروع الاستزراع السمكى عملاق بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فهناك المفرغات والأحواض المتعددة والمصانع سواء الخاصة بالعلف أو الخاصة بالثلج أو الخاصة بالتعليب وغيرها من المصانع وهناك 7 عمارات للعمال المغتربين الذين سيعملون في المزرعة . وأضاف:" أما العمال الذين سيعملون من أبناء الجزيرة الخضراء ومطوبس يعودون لمنازلهم لقرب المسافة بينهم وبين المزرعة الجزيرة الخضراء، وهناك الآلاف من العمالة الموسمية الذين يعملون ليل نهار"، مؤكداً أن هناك الخبرة الصينية والأيدى العاملة المدرب من خلال دورات على أعمال التشغيل. أما اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ، فأشار إلى أن المزرعة السمكية تم إقامتها وفق المواصفات العالمية بخبرة مشتركة صينية مصرية وأيدى عاملة مدربة ، مؤكداً أن هناك منازل للصيادين داخل مجموعة الأحواض لتسكين العمالة المقيمة التي تشرف على الأحواض وتطعم الأسماك، وتشمل المزرعة أحواض الجمبري والبورى والبولطى، والعديد من أنواع الأسماك، بالإضافة إلى المفرخات، ومحطات الرفع والصرف، وأحواض المزج، والحضانات، والمنطقة الصناعية التى ضمت مصانع الثلج والفوم والبروسيسينج، والأعلاف، وفرز وتعليب وتغليف وتعبئة الأسماك. وأضاف: "هناك "ميز" مطعم كبير به مطبخ وبه جميع مشتملاته يسع لألفين فرد مجهز من احتياجاته ومصانع "البروك" لتجهيز الأسماك الذى يعمل به 1200 من العمالة الدائمة و 3 ورديات، فى الوردية يتم تجهيز 100طن أسماك مجهزة للتصدير، وكل العمل آليا من مرحلة الاستقبال والإنتاج، وكل نوع من الأسماك له خط إنتاج ويتم توجيهه لثلاجة، ومدة دورة تجميد الأسماك من 30 لـ 40 دقيقة تكون معدة للتصدير ولا تلمسه يد والعمال مهمتهم الملاحظة فقط ومتابعة الكراتين على السير". وأوضح محافظ كفر الشيخ، أن هناك رقابة صارمة على إنتاج الأسماك، ويتم إبعاد السمك الغير مطابق للمواصفات، مؤكداً وجود معمل لتحليل كل الأسماك على أعلى مستوى لاكتشاف الأمراض التى قد تصيب الأسماك ويتم التعامل معها، كما تم الانتهاء من المرحلة الأولى من مصنع العلف، والذي يعمل به 300 عامل ينتج جميع أنواع العلف" العائم والغاطس والمتوسط". وأكد أنه من الأسماك تفضل أن يكون طعامها عائماً على المياه ومنها من تأكل طعامها متوسطاً لا عائما ولا يسقط للقاع، ومنها من تأكل الطعام الغاطس وهو في القاع، مؤكداً أن مصنع الأعلاف ينتج حوالى 200 ألف طن شهريا ، وفى المراحل الأخرى سينتج المصنع أعلاف الطيور والحيوانات خلال الخطة المستقبلية لتصنيع جميع الأعلاف. وأشار إلى أن هناك مصنع الفوم لإنتاج الأدوات التى يغلف بها العلب، كما أن المفرخ السمك ينتج كميات كبيرة من الزريعة لجميع أنواع الأسماك ليقضى على تجارة الزريعة للجمبري والقاروص. وأكد محافظ كفرالشيخ، أن هذا المشروع هدية الرئيس عبد الفتاح السيسى لمصر، أكبر مزرعة سمكية فى الشرق الأوسط، لافتا أنه سيتم تطوير القرى المجاورة للمشروع بأعمال رصف وتوسعة طرق ودعم القطاع الصحي، بالإضافة إلى توفير آلاف فرص العمل لأبناء المحافظة، والحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية. وأشار إلى أن هذا المشروع يعد انطلاقة قوية فى مجال تنمية الثروة السمكية ليس بمحافظة كفر الشيخ التى تنتج 40% وتزيد لتصل إلى 65%، من الناتج القومي من الأسماك فحسب، لكن على المستوى القومى، خاصة أن هناك مشاريع تقوم على صناعة الأسماك، لاسيما أنه سيكون هناك تعاون بين جهاز الخدمة الوطنية وجامعة كفر الشيخ من خلال كلية الثروة السمكية، حول إيجاد حلول سريعة وجذرية للمشكلات التي تواجه قطاعات الثروة السمكية بالمحافظة وتنميتها. وأضاف: "مشروع الاستزراع السمكى ببركة غليون يوفر فرص عمل لأكثر من 15 ألف مواطن، 5 آلاف عمالة مباشرة، وأكثر من 10آلاف عمالة متغيرة، والمشروع يتم العمل فيه على مدار الساعة"، مؤكداً أن أكثر من 5 آلاف عامل، يواصلون الليل بالنهار لكى يخرج هذا الانجاز العظيم إلى النور وتحويلها من منطقة هجرة غير شرعية إلى "إنتاجية متميزة" للأسماك للداخل والخارج. وقال اللواء حمدي بدين، رئيس الشركة الوطنية للثروة والمجارى المائية، السمكية والأحياء المائية بالقوات المسلحة، إن المشروع به مزرعة لإنتاج الأسماك البحرية، بها 457 حوض تسمين، و 186حوض تحضين، حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية للمزرعة حوالى 2750 طن من الأسماك، وبه مزرعة لإنتاج الجمبري بها 626 حوض تسمين طاقتها الإنتاجية 2000 طن جمبرى، فضلا عن مصنع لإنتاح عبوات الفوم مختلفة الأحجام لتداول جميع منتجات الأسماك والجمبري للأسواق الداخلية والتصدير، بطاقة إنتاجية تتراوح بين 900 : 1500 كجم /يوم، فضلا عن مصنع للثلج، ومركز أبحاث وتطوير وتدريب ومعمل جودة المياه ومعمل الغذاء الحى ووحدة الإرشاد والتدريب ومعمل بيولوجية الأسماك ومعمل صحة وأمراض الأسماك ومعمل تركيب وجودة الأعلاف. وأضاف بدين:"مصنع أعلاف الأسماك البحرية تبلغ طاقتها الإنتاجية 120 ألف طن سنوياً، ومصنع أعلاف الجمبرى بطاقة إنتاجية 60 ألف طن سنويا، كذلك مصنع تجهيز الأسماك والجمبرى والذى ينتج منتجات الأسماك المبردة والمجمدة والفيلية والمطهية والنصف مطهية".​ وأوضح أن المرحلة الأولى من المشروع على مساحة 3000 فدان وتم الانتهاء منها، وجارى العمل فى المرحلة الثانية على مساحة 2815 فدانا، وستكون مزارع نيلية "البلطى والبورى"، مؤكداً أن المرحلة الثانية لن تستغرق وقتا طويلا لأن المرحلة الأولى تم فيها وضع البنية التحيتة للمشروع بالكامل.