ذكرت إذاعة صوت أمريكا أن الشرطة الهندية تحقق فى شبكة كبرى لتهريب الفقراء الهنود إلى مصر لبيع الكلى، بعد اعتقال رجلين فى مطار مومباى، بحسب ما أعلنته السلطات الهندية أمس الاثنين، وأوضحت الإذاعة فى تقرير على موقعها الإلكترونى، اليوم الثلاثاء، أنه بحسب الشرطة فإن الرجلين نيزامودين وسوريش براجاباتى، تم القبض عليهما الأسبوع الماضى ووجهت لهما اتهامات بالاتجار بالبشر.
وتابعت الإذاعة أن الشرطة الهندية، فى ولاية تيلانجانا الجنوبية اعتقلت العام الماضى، براجاباتى المعروف لدى الشرطة بأنه يتاجر بكلى البشر، وذلك للاشتباه فى تهريبه قرابة 60 شخصا إلى سريلانكا لبيع كليتهم، غير أنه خرج من السجن بكفالة.
وتوضح إذاعة صوت أمريكا أن المتلقين هم مواطنون من مختلف أنحاء الهند الذين سافروا إلى القاهرة لإجراء عملية الزرع للتغلب على القواعد الصارمة فى بلادهم والتى لا تسمح بالاتجار فى الأعضاء البشرية. وتشير إلى أن هناك قائمة طويلة لمرضى ينتظرون نقل الأعضاء فى الهند وذلك بسبب قلة التبرعات التى أدت إلى رواج السوق السوداء.
وقال لاتا شيرساثكبير المفتشين فى مومباى "لقد تم تنبيهنا من قبل مسئول هجرة فى مطار مومباى بشأن العثور على ثلاثة جوازات سفر لدى شخص منهم. أحد هذه الجوازات يتعلق بمتبرع كان يستعد للسفر إلى مصر". وأشار إلى أن هذه الشبكة نقلت ستة أشخاص بين شهرى مايو ويوليو إلى مصر، حيث تبرع أربعة منهم بالفعل بالكلى. مضيفا "اتصلنا بالمستشفى فى القاهرة وطلبنا وقف عملتى الزرع المتبقيتين، وننسق مع القاهرة لوقف التجارة المشبوهة.
وتعتقد السلطات الهندية أن الرجلين هما حلقة فى شبكة أكبر حيث كشفت الشرطة عن اتفاقهما مع متبرعين من دلهى وجامو وحيدرأباد وكيرالا، ممن تم إرسالهم بتأشيرات سياحة إلى القاهرة.
ووفقا لبيانات الحكومة الهندية، يوجد 200 ألف شخص يندرجون فى قوائم انتظار لزرع الكلى فى الهند سنويا، و30 ألف لإجراء عمليات زرع الكبد. ولا تفى التبرعات القانونية سوى بين 3 إلى 5 % فقط من الطلب. وهو ما يضطر الكثيرون إلى السعى لإيجاد وسطاء لترتيب عملية شراء أعضاء.
ويجوب الوسطاء أو ما يعرفون بتجار البشر، القرى الفقيرة فى الهند للبحث عن مانحين محتملين، ممن يتم إغراؤهم بالمال والوعود الكاذبة بتوفير وظيفة فى المدينة. وبحسب الشرطة الهندية فإن المتلقين يدفعون 3 ملايين روبية هندية أى ما يعادل (47 الف دولار) للوكيلين لترتيب عملية إيجاد المتبرع ونقل الكلى، يحصل المتبرع منهم على 500 ألف روبية هندية حوالى 8 آلاف دولار.
ويقول تقرير الإذاعة الأمريكية: إنه مع نقص المتبرعين بالأعضاء على الصعيد العالمى، تنتشر ما تسمى بـ"سياحة زرع الأعضاء" فى جنوب آسيا وخاصة فى البنجاب بباكستان، حيث تستخدم الشبكات الإجرامية وكلاء فى الخارج للبحث عن الأجانب الذين يحتاجون إلى أعضاء.