*الجريدة الأمريكية: بطرس غالى قال فى مذكراته أن "بيل كينتون" كان يتهرب من لقاؤه
*"مادلين أولبرايت" ممثلة واشنطن استخدمت الفيتو لإخراج "غالي" من الأمم المتحدة
*كان هناك تخوف من تولى "غالي" لمنصب الأمين العام المتحدة وهو فى سن الـ69
و"بان كى مون" ينعى بطرس غالى ويصفة بـ"القائد الذى لا ينسى"
نشر الموقع الإلكترونى لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريراً موسعاً، عن وفاة الدكتور بطرس بطرس غالى، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، حيث سردت مجموعة من مواقف " غالي" أثناء وجوده فى مباحثات معاهدة كامب ديفيد، واصفة أياه بـ"حجر الزاوية" فى هذه المفاوضات، كما سلطت الضوء على الصدامات التى تمت بينه وبين نظام الرئيس "بيل كلينتون" ووزيرة الخارجية الأمريكية "مادلين أولبريت"، كما كشفت سر التردد الذى انتاب الساحة العالمية قبل توليه منصب الأمين العام، بسبب كبر سنه، حيث تولى مهمه وهو فى عمر الـ69، وكان أول مصرى عربى وأفريقى يتولى هذا المنصب الرفيع.
وقالت الصحيفة الأمريكية، أن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، "بان كى مون" وصف وفاة الدكتور بطرس بطرس غالى، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، بأنه حدث مأساوى، وخسارة كبيرة للعالم كله.
وقال " مون" فى البيان الذى صدر من مكتبه لتأكيد وفاة "غالي": "نشعر بأسى عميق، إثر وفاة الدكتور بطرس غالى، فقد كان قائداً لا ينسى، وأفنى حياته من أجل إحلال السلام، فى العالم كله".
واستعادت "نيويورك تايمز" تسلسل "غالى السياسى، مسلطة الضوء على أهم محطاته السياسية، وقالت :"قبل جيل كامل من قيام ثورة 25 يناير 2011، كان بطرس غالى هو حجر الزاوية الذى يحرس النظام الدبلوماسى القديم فى مصر، فى عهد حسنى مبارك ومن قبله أنور السادات، فقد كان يمثل ذوق وهوى السلطة التى تتولى حكم مصر أنذاك، وفى عام 1992 أصبح سادس سكرتير عام للأمم المتحدة، وأول شخصية عربية وأفريقية تتولى هذا المنصب".
وأضافت الصحيفة:"ساعد خروج بطرس غالى من أسرة مسيحية واقترابه من نظام السادات، على لعبه لدور محورى فى مفاوضات كامب ديفيد، كما رافق السادات فى زيارته التاريخية إلى القدس، وكان فى البيت الأبيض عندما وقع رئيس الوزراء الإسرائيلى منيحم بيجن والرئيس السادات والرئيس الأمريكى جيمى كارتر معاهدة السلام، لينهى 31 عام من صراع إسرائيل ومصر الخالد".
وعن توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة، قالت "نيويورك تايمز" : كان هناك شكوك حول قدرة غالى وهو فى سن الـ69 على تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة لمدة 5 سنوات، وتسائلت الدول وقتها، هل يمكن لشخص مصرى متعاطف مع القضية الفلسطينية أن يتولى مهام الأمم المتحدة ويقف أمام مصالح إسرائيل، ولكنه تولاها فعلا، وكان ذلك أثناء ولاية جورج بوش الأب للولايات المتحدة، حيث ساعدته موافقة مصر والدول الأفريقية على تخطى شكوك جورج بوش الأب".
فى عام 1993، وبعد تولى بيل كلينتون لزمام الرئاسة الأمريكية، ساءت علاقة "بطرس غالي" بالنظام الأمريكى أكثر، خاصة مع ممثلة واشنطن فى الأمم المتحدة وقتها "مادلين أولبرايت"، ويقول "غالي" فى مذكراته عام 1999:"كان هناك سجالا دائماً بين الأمم المتحدة وأمريكا، فلقد قال لى الأمريكان صراحة لا تسافر، ولا تتحدث، ولا تذكر أى شيء فى خطاباتك، أو تقابل أشخاص إلا بموافقتنا، كما تحاشى الرئيس كلينتون مقابلتى كلما كنت أطلب ذلك، وكنت أرى كلينتون حينها رقيق البشرة وغير حاسم، ولكنه كان دائماً ما يلوح بمطالبة الولايات المتحدة للدين الذى اقترضته منها الأمم المتحدة ، والذى يبلغ 1.3 مليار دولار".
والأكثر من ذلك، حينما طلبت الأمم المتحدة من أمريكا، دعمها بقوات حفظ السلام، كان المسئولون الأمريكيون يتحاشون لقاؤه، ويتحججون بأى عذر، خاصة فى بوسنا، حينما حدثت مجازر ضد المسلمين، وطلب "غال" وقتها، 35 ألف جندى كقوات حفظ سلام لإرسالها وتهدئة البلاد، فلم يحصل إلا على 8000 فقط.
وفى نهاية ولايته بالأمم المتحدة، حيث أنه من المعتاد التجديد لأى أمين عام للامم المتحدة، قامت وقتها مادلين أولبريت باستخدام حق الفيتو، والانتقام من عدم رضوخ بطرس غالى للسياسة الأمريكية، لإخراجه من المنصب، ليكون بذلك أول أمين عام لم يجدد له.