من عواصم العالم العربى والشرق الأوسط إلى واشنطن، ومن البيت الأبيض إلى الكرملين ودواوين الحكم الناطقة بكل لغات أهل الأرض على امتداد الخرائط فى أوروبا وآسيا وإفريقيا، تواصل دول العالم عبر دوائر رسمية وشبه رسمية إدانتها ممارسات قطر ودورها فى دعم وتمويل الإرهاب والكيانات والتنظيمات المتطرفة ومن بينها جماعة الإخوان والقاعدة وطالبان وداعش.
وفى الوقت الذى تستضيف فيه العاصمة البريطانية لندن مؤتمر المعارضة القطرية العالمى والذى يضم كوكبة من الساسة الغربيين والعرب، عقد برلمان إقليم نافارا ـ أحد أقاليم إسبانيا الحاصلة على الحكم الذاتى ـ جلسة عاجلة حمل خلالها غالبية النواب إمارة قطر مسئولية انتشار الإرهاب فى الشرق الأوسط وأوروبا، داعياً إلى إقدام سلطات الإقليم على قطع علاقاتهم مع الدوحة.
وفى الجلسة عقدت مساء الخميس ، بحسب ما نشرته صحيفة "نافارا إنفورماثيون" الإسبانية ، قال نواب فى المجلس إن قطر ترصد مليارات الدولارات وتقدم تمويلات مشبوهة فى جميع أنحاء العالم لنشر العنف والإرهاب ، ودعوا إلى تعليق العلاقات السياسة والتجارية مع نظام تميم بن حمد.
جاء ذلك على خلفية مناقشة البرلمان حادثاً إرهابياً تم بموجبه محاكمة 8 شبان متطرفين ، وسط تقديرات بتلقيهم أموال من وسطاء على علاقة بإمارة قطر.
وطالب النواب خلال الجلسة بتعديل الاقتراح الذى قدمه الحزب الشيوعى الديمقراطى لدعم الميثاق المناهض للإرهاب، حيث دافع اليسار عن المادة 573 من القانون الجنائى الذى تم الموافقة عليه بعد تعديلات لفرض سلطات واسعة فى مجال مكافحة الإرهاب.
وأصر أعضاء برلمان نافارا على أن قطر تنشر مليارات الدولارات من أجل نشر العنف الذى يتنافى مع حقوق الإنسان والسلام، كما أن الدوحة تعطى الدعم الاجتماعى والإيدولوجى للارهاب فى شتى انحاء العالم.
ودعا النواب كلاً من أسبانيا والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية بالتصدى بقوة لدور قطر فى دعم وتمويل الإرهاب ، وفرض عقوبات على نظام تميم بن حمد.
ويرى برلمان نافارا أنه من الضرورى مكافحة الإرهاب الذى يستغل الإسلام واجهة له لنشر العنف، وأنه لابد من الاتحاد مع جميع الدول الأوروبية لوقف الدول الداعمة والممولة للارهاب وأولها قطر، كما أنه يتعين نشر التفسير الحقيقى للإسلام، من أجل تصحيح كافة الأمور أمام العالم .
وفى نهاية الجلسة طالب البرلمان من الحكومة الإسبانية تعليق علاقاتها السياسية والعسكرية والتجارية مع البلدان التى تنفذ هذه الممارسات، كما هو الحال فى قطر.
وقبل أقل من شهر ، شهدت مدينة برشلونة الإسبانية حادث الدهس الشهير، والذى فتح الباب بقوة أمام حملة ادانة واسعة داخل الأوساط السياسية والإعلامية فى إسبانية لدور قطر المشبوه فى دعم الإرهاب.
وفى تقرير سابق ، كشفت صحيفة "لاراثون" الإسبانية تمويل قطر مركز عبادة فى كتالونيا عبر رجال أعمال وشبكة من العملاء داخل إسبانيا والعديد من الدول الأوروبية ، بهدف القيام بأعمال إرهابية ونشر الفكر المتطرف ، مشيرة إلى أن قطر تحاول غرس أموالها فى مراكز عبادة تحمل أفكارا متشددة وإرهابية، وبذلك تقوم الإمارة بغرس هياكل إجرامية فى إسبانيا.
وأشار التقرير إلى أن عدد الجالية المسلمة فى إسبانيا يبلغ أكثر من مليون ونصف، ولكن هناك من بينهم من يتبع الأفكار المتشددة التى تدعو للإرهاب، التى تدعمها الدوحة فى المساجد الإسبانية خاصة فى كتالونيا التى يوجد بها أكثر من 256 مسجدا، وهناك العديد من الذين ينتمون إلى منظمات مثل العدل والإحسان، والإخوان، وجماعة التبليغ، وجميعها تصطدم بالقيم الديمقراطية ومعايير النظام الإسبانى، على اتصال برجال أعمال قطريين يقدمون لهم دعماً مالياً بشكل منتظم.