فى تحدٍ لا يتوقف للمجتمع الدولى، أطلقت كوريا الشمالية، صباح اليوم الجمعة، صاروخاً باليستياً متوسط المدى عبر فوق اليابان، وذلك للمرة الثانية فى غضون أسابيع، وبلغ الصاروخ ارتفاعاً بنحو 770 كيلو مترا، وحلق لمسافة 3700 كيلو متر، قبل أن يسقط فى الماء قبالة جزيرة هوكايدو، وفقاً لما ذكره الجيش الكورى الجنوبى.
وتأتى التجربة الصاروخية للشطر الشمالى، بعد مرور 3 أيام فقط على الاجماع العالمى داخل مجلس الأمن الدولى، على تشديد العقوبات ضد بيونج يانج، على إثر التجربة النووية الأخيرة لها، التى اختبرت خلالها قنبلة هيدروجينية، لما اعتبره الدول الأعضاء أفعال من شأنها اشعال فتيل الحرب فى شبه الجزيرة الكورية.
وأثارت التجربة الصاروخية الجديدة لكوريا الشمالية، غضب العديد من الدول والمنظمات الدولية، التى اعتبرتها انتهاكاً واضحاً لقرارات الأمم المتحدة بحظر إجراء الشطر الشمالى، لتجاربه الصاروخية والنووية، لما تمثله من تهديد كبير على أرواح ملايين المدنيين الأبرياء، كما تزايدت المطالبات بضرورة وجود رد دولى قوى، وتشديد العقوبات على "بيونج يانج".
كوريا الجنوبية ترد بصاروخين باليستيين والرئيس يأمر برفع جاهزية الجيش
وفى رد سريع من كوريا الجنوبية، على التجربة الصاروخية الجديدة لجارتها الشمالية، أطلق الجيش الكورى الجنوبى، اليوم الجمعة، صاروخين باليستيين من طراز "هيونمو-2" من أحد المواقع القريبة من الحدود بين سول، وبيونج يانج، وذلك بعد 6 دقائق من إطلاق صاروخ الشطر الشمالى.
وأشار مسئول فى هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية - لم يتم الكشف عن هويته - إلى أن أحد الصواريخ أصاب الهدف بدقة فى البحر الشرقى على بعد 250 كيلومترا وهى نفس المسافة بين موقع تدريب القوات الكورية الجنوبية، وقاعدة "سونان"، التى أطلقت منها كوريا الشمالية الصاروخ الباليستى متوسط المدى.
وأوضح أن الصاروخ الآخر سقط فى الماء، خلال المرحلة الأولى من تحليقه، وتُجرى السلطات حالياً تحقيقاتها للوقوف على أسباب سقوطه، وأشار إلى أن الرد الكورى الجنوبى جاء خلال تحليق الصاروخ الكورى الشمالى، فيما حذرت هيئة الأركان المشتركة، فى بيان لها، من أن كوريا الشمالية، ستتحمل جميع عواقب الانتهاكات التى ترتكبها.
ومن جهته، أمر الرئيس الكورى الجنوبى، "مون جيه-إن"، اليوم الجمعة، قوات الجيش برفع جاهزيتها لمواجهة الاستفزازات الكورية الشمالية، وذلك بعد ساعات من إطلاق الشطر الشمالى صاروخاً باليستيا جديداً.
ونقلت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية، عن "جيه-إن"، خلال اجتماع لمجلس الأمن القومى، قوله، إن "الحوار مع كوريا الشمالية يعد مستحيلاً فى ظل الانتهاكات والاستفزازات التى تقوم بها"، مشيرا إلى أن القوات الكورية الجنوبية ستكون على أهبة الاستعدادات لمواجهة أية اعتداءات من قبل بيونج يانج.
ودعا الرئيس الكورى الجنوبى، المجتمع الدولى لتوحيد الجهود المبذولة من أجل وقف الانتهاكات الكورية الشمالية، مشيراً إلى أن العقوبات الدولية وزيادة الضغط، أمور من شأنها أن تجبر الشطر الشمالى على الجلوس على طاولة المفاوضات.
وأكد أن بلاده لديها القدرة على تدمير كوريا الشمالية، حال تنفيذها انتهاكات ضد سول، مشيرا إلى ضرورة أن يثق الشعب الكورى الجنوبى فى حكومة بلاده وجهودها المبذولة لحمايته، كما وجه "مون جيه-إن"، حكومته للعمل مع المجتمع الدولى لبحث جميع الوسائل والسبل الدبلوماسية، التى من شأنها أن تُجرد كوريا الشمالية من قدراتها الصاروخية والنووية.
حلف الناتو يدعو إلى رد عالمى على إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً جديداً
ومن جانبه، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسى، ينس ستولتنبرج، الجمعة، إلى رد عالمى على إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستيا جديداً، فى عملية اعتبرها انتهاكاً متهوراً لقرارات الأمم المتحدة.
وكتب ستولتنبرج، على "تويتر"، أن "إطلاق كوريا الشمالية الصاروخ هو انتهاك جديد متهور لقرارات الأمم المتحدة، ويشكل تهديداً كبيراً للسلم والأمن الدوليين يستوجب رداً عالمياً".
اليابان تحتج على إطلاق كوريا الشمالية الصاروخ
فيما، قالت الحكومة اليابانية، إن كوريا الشمالية، أطلقت صاروخاً باليستياً مر فوق اليابان، صباح الجمعة، محتجة بشدة على ما وصفته بأحدث استفزاز لا يمكن تحمله من جانب "بيونج يانج".
وقال الأمين العام لمجلس الوزراء، يوشيهيدى سوجا، إن الصاروخ أطلق فى الساعة 6.57 صباحاً بتوقيت اليابان، ومر فوق هوكايدو، وسقط فى الساعة 7.06 صباحاً، على بعد نحو ألفى كيلو متر شرقى جزيرة كيب إريمو، فى شمال البلاد.
وأبلغ سوجا، الصحفيين، أن اليابان تحتج بأشد العبارات على أحدث عملية إطلاق صاروخى وستتخذ الإجراء المناسب فى الوقت المناسب فى الأمم المتحدة وأماكن أخرى، وأنها ستظل على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية.
إستراليا تطالب بـ"رد دولى" وتشديد العقوبات على كوريا الشمالية
كما أدان رئيس الوزراء الأسترالى، مالكولم ترنبول، بشدة إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً جديداً مر فوق اليابان، مطالباً بعقوبات أكثر شدة ضد بيونج يانج.
وقال ترنبول - فى تصريحات نقلتها شبكة "إيه بى سى" الأمريكية - إن عملية الإطلاق الأخيرة تؤكد ضرورة الاستمرار فى تشديد العقوبات الاقتصادية على كوريا الشمالية، مطالباً برد دولى أكبر لردعها، ولفت إلى أن الصين لها التأثير الاقتصادى الأكبر على بيونج يانج.
كما أكد رئيس الوزراء الأسترالى، أن بدء زعيم كوريا الشمالية الحرب سيكون أمراً كارثياً وبمثابة توقيعه رسالة انتحار كما سيؤدى إلى انتهاء حكومته ومقتل الآلاف من الناس.
كوريا الشمالية تهدد أمريكا باتخاذ اجراءات أقوى حال استمرار الضغط عليها
وفى الوقت الذى تصاعدت فيه ردود الفعل العالمية ضد كوريا الشمالية، هددت "بيونج يانج" - عقب تجربتها الصاروخية - الولايات المتحدة الأمريكية، بإتخاذ اجراءات أقوى ضدها حال استمرار واشنطن فى الضغط على الشطر الشمالى.
وذكرت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية، نقلا عن صحيفة "رودونج سينمون"، المتحدثة باسم الحزب الحاكم الكورى الشمالى، أن كوريا الشمالية ستتخذ إجراءات وقرارات أكثر صرامة، إذا استمرت الولايات المتحدة فى استخدام سياستها الحالية.
وأشارت بيونج يانج، إلى أنه يجب على واشنطن أن تواجه الحقيقة وتتخذ قراراً بالتخلى عن سياستها العدائية ضد كوريا الشمالية، وكذا النأى بنفسها عن قضايا شبه الجزيرة الكورية.
وجاء التهديد الكورى الشمالى، بعد ساعات من إطلاق الجيش الشمالى لأحد الصواريخ الباليستية متوسطة المدى فوق اليابان، ويعتبر هذا هو رد الفعل العسكرى الأول من قبل الشطر الشمالى، منذ فرض مجلس الأمن الدولى التابع للأمم المتحدة عقوبات جديدة على كوريا الشمالية يوم الاثنين الماضى.
مجلس الأمن يجتمع لبحث إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستيا
وينتظر، اليوم، اجتماع لمجلس الأمن الدولى، فى تمام الساعة الثالثة مساءً، بتوقيت شرق الولايات المتحدة، لبحث إطلاق كوريا الشمالية صاروخ باليستيا متوسط المدى، وذلك بناء على طلب الولايات المتحدة، واليابان.
وأقر مجلس الأمن، المكون من 15 عضواً، بالإجماع تشديد العقوبات على كوريا الشمالية، يوم الاثنين الماضى، على أثر تجربتها النووية الأخيرة فى الثالث من سبتمبر، ففرض حظراً على صادرات النسيج وواردات النفط الخام، وكان ذلك تاسع قرار بخصوص العقوبات يتبناه المجلس ضد كوريا الشمالية منذ عام 2006.