"أكاليل من الزهور، وعدد من الأشخاص يقفوا أمام قسم جراحة العظام فى الطابق الثالث بمستشفى السلام، وعلى وجوههم حالة من الحزن، هنا يرقد جثمان الراحل الدكتور يوسف بطرس غالى، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، والمنظمة الدولية للفرانكفونية والرئيس السابق للمجلس القومى لحقوق الإنسان، بعد أن وافته المنية عصر أمس الثلاثاء".
مكث الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، فى المستشفى لمدة تجاوزت الأربعة أيام، بحسب حديث أحد الأطباء القائمين على علاج بطرس غالى، إلا أنه خلال فترة بقاء غالى فى المستشفى تردد عليه عدد كبير من الشخصيات العامة وأعضاء بالمجلس القومى لحقوق الإنسان للاطمئنان على صحته، وعدد من الشباب والصحفيين للوقوف على حالته.
وكان أقرب الناس المتواجد باستمرار مع الدكتور بطرس غالى فى المستشفى هى زوجته ليا نادلر، والتى رافقته طوال فترة تواجده بمستشفى السلام وكانت تمشى فى ساعات متأخرة من كل ليلة، وكذلك تواجد معه بصفه دائمة أمجد فتحى وكان يعمل لدى بطرس غالى، وظل متواجدا بجوار جثمانه حتى وصلت قوات الشرطة لمقر مستشفى السلام لتأمين الجثمان.
وبمجرد أن عرف خبر وفاته، سارع عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمان بطرس غالى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، وقال موسى، إنه زار بطرس غالى قبل وفاته بيومين فقط، للاطمئنان على صحته والوقوف على حالته، مشيرا إلى أنه تجاذب مع بطرس غالى أطراف الحديث حول وقائع جمعتهما فى الماضى.
وأكد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، فى تصريحات خاصة، أنه تحدث فى آخر زيارة مع بطرس غالى حول الأحداث الراهنة، لافتا إلى أنه كان يتفق معه لاستكمال المناقشات حول تلك الأحداث عقب تماثل بطرس غالى للشفاء.
وخلال فترة تواجد الراحل بطرس غالى فى مستشفى السلام، تردد على زيارته عدد من الشخصيات وتلاميذه من المحامين، إلا أنه يوم الأحد الماضى، فوجئ العاملون فى المستشفى بوصول عدة سيارات وقوات للحراسة لمقر المستشفى، تمهيدًا لزيارة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لزيارة الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة.
وقال مصدر مقرب من الدكتور بطرس غالى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إن البابا تواضروس مكث فى غرفة الدكتور بطرس غالى قرابة الـ20 دقيقة للاطمئنان على صحته دون تواجد أى شخص إلا البابا وغالى، وغادر المستشفى وسط حراسة مشددة.
وبعد يوم واحد من زيارته البابا تواضروس لبطرس غالى، حرص الدكتور منير فخرى عبد النور وزير الصناعة الأسبق على زيارة الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كما حرص وفد من المجلس القومى لحقوق الإنسان لزيارته ومتابعة حالته الصحية قبل وفاته، وبعد الوفاة وصل لمقر المستشفى محمد فايق رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان.
وكشف مصدر طبى بمستشفى السلام أنه كان من المقرر سفر الدكتور بطرس غالى لتلقى العلاج فى فرنسا، وتم البدء فى الإجراءات، ولكن تدهورت حالته الصحية وافته المنية قبل سفره، فى وقتٍ رفض فيه كل المتواجدين بجوار جثمان الدكتور بطرس غالى الحديث مع وسائل الإعلام حول حالة غالى الصحية فى آخر أيامه.
وقال أحد أقارب الدكتور بطرس غالى، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، إن مراسم دفن وتشييع جثمان الراحل ستكون غدا الخميس من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مشيرًا إلى أن عددا كبيرا من الشخصيات العامة والسياسيين وشخصيات دولية سيشاركون فى مراسم التشييع الجثمان.
وغادر أهالى بطرس غالى المستشفى فى تمام العاشرة من مساء الثلاثاء، ووصلت قوات من الشرطة لتأمين مقر المستشفى، ووضع الجثمان فى ثلاجة المستشفى، دون بقاء أحد من أقاربه فى مستشفى السلام.