اعتاد الإرهابى الهارب عاصم عبد الماجد أحد القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية، الهجوم على الإخوان وجميع الجماعات الإسلامية بما فيهم التيار السلفى، خلال الفترة الماضية، كاشفا أخطائهم سواء قبل ثورة 25 يناير أو بعد الاطاحة بالإخوان إزاء ثورة 30 يونيو.
فطالما صعد "عبد الماجد" منبرا أو ظهر عبر وسيلة إعلامية من مخبئة فى تركيا أو الدوحة حيث يتنقل بينهما، يذكر فضائحهم ومخططاتهم المحرضة ضد الدولة المصرية، فتارة يكشف ما كان سرا بين الإخوان والجماعة الإسلامية، عن اتفاقهم على تشكيل تنظيم أمنى موازٍ لقوات الشرطة يتولى حماية ما أسماه هو بـ"الثورة" على نحو مشابه للحرس الثورى الإيرانى، وذلك خلال عهد الإخوان، وتارة يكشف كيف كان سعيهم لخلق انقسامات داخل الجيش المصرى عقب ثورة 30 يونيو، وتارة أخرى يطالب الإخوان والجماعات الإسلامية بحل نفسها والانخراط فى الشعوب والمجتمعات بعد فشلهم الذريع خلال السنوات الماضية.
عاصم عبد الماجد، الذى يغيب لفترات كبيرة، ثم يظهر ليشعل أزمات داخل الإخوان وأنصارها بتصريحات نارية له تحرك الماء الراقد لما يسمى بتحالف الإخوان، هجومه على جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية ليس مهضوما ويثير تساؤلات كثيرة.. فهل الإرهابى الهارب يخطط للقفز من سفينة الإخوان بعدما تأكد له أنها غرقت فى أعماق الأزمات والخلافات؟ أم أنه يراوغ لتخطيط أمرا فى نفسه؟ أم أن الرجل تاب وأناب عن مواقفه ويعتبر هجومه على الإخوان والجماعة الإسلامية بمثابة مراجعات فكرية حقيقية؟
بالعودة لتاريخ الإرهابى عاصم عبد الماجد، خلال الفترة التالية لثورة 25 يناير، عندما كان متحدثًا باسم الجماعة الإسلامية، تجده وضع الجماعة الإسلامية فى أكثر من مأزق، لعلك تتذكر عندما صرح بأنه سيذهب لميدان التحرير لتطهيره من معارضى الإخوان، ليس هذا فحسب بل دعوته لمحاصرة بيوت القضاة بزعم تطهير القضاء، فكل هذه التصريحات وصفها المراقبون لتيارات الإسلامية بأنها انقلاب حقيقى على مبادرة وقف العنف التى قامت بها الجماعة الإسلامية مع الدولة، وبموجبها خرج عناصر الجماعة الإسلامية من السجون.
اليوم طل علينا عاصم عبد الماجد، ليواصل هجومه على الإخوان والجماعة الإسلامية، وفى تقييمه الإجمالى لأداء الحركات والجماعة الإسلامية فى مجالى الدعوة والتربية، اعترف "عبد الماجد" بالأخطاء التى ارتكبتها الجماعات الإسلامية فى حق الدعوة إلى الله، مشيرًا إلى أن أبرز الأخطاء التى ارتكبتها الجماعات والتيارات الإسلامية، وعلى رأسهم الإخوان والجماعة الإسلامية فى حق الدعوة لله، هو خلط الدعوة إلى الله بالدعوة إلى الانضمام لتنظيمات والجماعات.
وزعم "عبد الماجد" فى فيديو بثه عبر موقعه الرسمى، أن الإخوان والجماعة الإسلامية نجحوا نجاحًا كبيرًا فى مجال الدعوة، لكنه أكد أن دعوة هذه الجماعات شابتها شوائب، ألا وهى بدلا من يقوموا بالدعوة إلى الله بشكل خالص، دعوا المواطنين الانضمام للجماعات والتنظيمات التابعة لهم.
وأضاف :"اختلاط الدعوة إلى الله بالدعوة إلى التنظيم والولاء للجماعة وبناء الشخصية المتوافقة مع الجماعة أو التنظيم وليس المتوافقة مع المبادئ الإسلامية، كانت من أهم شوائب وأخطاء الإخوان والجماعة الإسلامية" مضيفًا :" هذه الجماعات – أى الإخوان والجماعة الإسلامية- ليست الإسلام ويحتويها عيوب".
هشام النجار
فهل مواصلة "عبد الماجد" هجومه على المنتمين لهم من الإرهابيين، مراجعات فكرية أم مراوغة، يقول هشام النجار الباحث فى شئون التيارات الإسلامية :" هناك من قيادات جماعات الإسلام السياسى حاليًا من يسعون لتحقيق جملة من الأهداف أولها الإفلات من ملاحقات المحاسبة على الكوارث التى تسببوا فيها بمواقفهم العنترية من دماء وفوضى، ثانيًا التغطية على كونهم كانوا أول وأشد من جعلوا الجماعات والتنظيمات التكفيرية وجماعات الإسلام السياسى جزءً من حالة طائفية تشق المجتمع وتنذر بحرب أهلية، ثالثًا محاولة المناورة حتى لا تؤدى مستجدات الأحداث لإنهاء وجودهم وحضورهم من المشهد".
ويضيف "النجار": "طالما أن حضورهم مرتبط بحضور الجماعات والتنظيمات التى لم يعد لها مستقبل وتجاوزتها الأحداث فهم وعلى رأسهم عبد الماجد يسعون لمواصلة التواجد كمرجعية أوسع حتى من مرجعية الإسلاميين لما بعد مرحلة انقضاء زمن الجماعات، التى صارت ملفوظة وغير مقبولة لما سببته من كوارث فى المشهد العربى تحت عنوان الحرب بالوكالة والتحالف مع قوى إقليمية خارجية غير عربية".
وبالنسبة لما يقوم به خلال الأيام الحالية عبد الماجد، مراجعة حقيقية، يقول النجار :"تلك القيادات معروفة بتكرار الخداع بشأن المراجعات التى صارت أكذوبة كبرى، خاصة إذا ارتبطت بأسماء اعتادت رفع راية المراجعات كلما وقعت فى أزمة وأوشكت كياناتها وجماعاتها على الانهيار، وطالما أن الرأى العام والفرقاء السياسيين والمراقبين قد وعوا ذلك جيدًا علاوة على عموم المصريين فإن رفع عبد الماجد وغيره فى هذه المرحلة شعار المراجعة والنقد للإخوان والجماعات لن يخيل على أحد وسينصرف سريعًا لكونه محاولة جديدة أخرى لإنقاذ الإسلام السياسى من ورطته العظمى التى تسببوا هم فيها، ولذلك فهو يخرج هذه المرة بشىء جديد عليه، رغم أنها فكرة طرحها العديد من المفكرين والإصلاحيين قبل هذه الأحداث بسنوات لكن لم يستجيب لها قادة وأعضاء التنظيمات وهى فكرة عدم التقيد بالهياكل التنظيمية لكن عبد الماجد يفرغها من مضمونها ويحاول توظيفها لصالح الجماعات وليس لصالح الوطن والأمة كمحاولة بائسة وأخيرة لانقاذ سمعته أولًا ولانقاذ الجماعات التى انهارت فعليًا لكنه يبحث لها عن عنوان تواجد وحضور جديد بالنظر لحجم التدهور الضخم الذي تعيشه تلك الجماعات".
ما يقوم به عاصم عبد الماجد هو مسرحية هزيلة، هكذا لخص عوض الحطاب القيادى السابق بالجماعة الإسلامية هجوم عبد الماجد على الإخوان، مضيفًا :" عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية شخصية مأجورة، وأن انتقاداته للإخوان هى مناورة، فالإخوان هى التى تنفق عليه فى الخارج وبالتالى لا يمكن أن يخرج عن طوعهم".
وأضاف "الحطاب": "هجوم عاصم عبد الماجد على الإخوان ومنهجهم بأنه مسرحية من مسرحياته، والأجدر له أن يعلن الانسحاب من تحالف الإخوان بدلا من الهجوم عيهم، متابعًا :" ما يقوم به عبد الماجد هو مجرد توزيع أدوار متفق عليها فيما بينهم".