أكتوبر 73 السلاح والسياسة
كتاب أكتوبر 73 يعتبر الجزء الرابع والأخير من سلسلة "حرب الثلاثين سنة"، التى حكى فيها محمد حسنين هيكل، قصة صراع الأمة العربية بقيادة مصر ضد الهيمنة الأجنبية منذ منتصف خمسينيات القرن الماضى إلى منتصف ثمانينياته.
أزمة المثقفين
كتاب "أزمة المثقفين" يعتبر نظرة إلى مشاكلنا الداخلية وهو الكتاب الثالث للأستاذ محمد حسنين هيكل وقد صدر سنة 1961، وهو أقرب إلى أن يكون ملفا يحوى مجموعة من المقالات، ويحمل الكتاب رأى هيكل فى مناقشة امتدت ثلاثة شهور، ما بين مايو ويوليو من سنة 1961، وعلت فيها أصوات كثيرة، تحمل آراء أخرى لا عدد لها ولا حصر، ولأهمية موضوع المناقشة فى حد ذاته، فلقد تحمس الأستاذ هيكل لعرض إخراجها فى كتاب، وذلك يحقق أكثر من هدف، يضع الرأى الذى أبداه الأستاذ هيكل فى المناقشة، مناقشة "مشاكلنا الداخلية على ضوء ما يسمونه بأزمة المثقفين"، فى إطار واحد، ويضعه بكل تفاصيله كوحدة واحدة، حتى يستطيع الكتاب بهذا الشكل أن يقدم لقارئه "بانوراما" كاملة للمناقشة، والأهم يتيح للمناقشة أن تستمر.
لقد امتدت المناقشة فى هذا الرأى الذى أبداه الأستاذ هيكل فى مشاكلنا الداخلية على ضوء ما يسمونه "بأزمة المثقفين" ثلاثة شهور كاملة على صفحات جريدة الأهرام، ومضت صحف كثيرة غير الأهرام فى مصر وخارجها، تلاحق المناقشة وتشترك فيها.
كتاب مدافع آيات الله
يتحدث "هيكل" فى الكتاب عن حدث مهم جدا فى تاريخ المنطقة ترك آثارا هائلة على كل ما بعده، حيث تحدث عن عن إيران الشاه من عهد الأب إلى نجاح الثورة وتحدث كذلك عن الثورة الإسلامية التى قادها الخومينى.
كما تناول الكتاب المؤثرات الشيعية السنية ونقاط الخلاف والالتقاء، وأكد هيكل أن الثورة الإيرانية أخذت معظم الناس على حين غرة، فقد كانت الحكومات والجماهير تكتفى بأن تنظر إلى هذا البلد على أنه "جزيرة من الاستقرار" وسط منطقة يشوبها العنف وتتسم بالتفجر، وذلك هو الوصف الذى استعمله الرئيس الأمريكى السابق "جيمى كارتر ".
لمصر لا لعبد الناصر
كتب محمد حسنين هيكل هذا الكتاب رغم معرفته، مقدماً بما يستثيره أحاديثه هذه مما هو فى غنى عنه، ورغم معرفته المسبقة بأنه سيهاجم بسببها دون فرصة لحق الدفاع عن النفس وبأنه سينسب إليه ما لم يعلمه، وبأنه سيتهم بما لم يقترفه، ومع ذلك كتب هذه الأحاديث التى هى ليست للدفاع عن جمال عبد الناصر، وشخصيته وعصره، ولكنها أحاديث مثلت رواية مختصرة لمشاهد رآها بعينه، اختار منها وقائعها تتصل ببعض ما يثار آنئذٍ فى الجملة ضد جمال عبد الناصر.
وهدفه من وراء ذلك أن يعرف الشعب فى مصر، وتعرف شعوب الأمة العربية، أن الحقيقة ليست ما ادُّعِى فى ذلك الحين فيما نشر وقيل فى القاهرة، ولكن تلك الحقيقة أخفتها أقوال وادّعاءات وكشفت عنها هذه السطور.
خريف الغضب
يصف البعض أن كتاب "خريف الغضب" للكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، بالكتاب الأزمة لأنه يتعلق بشخص هيكل ومصداقيته فهو يتناول بداية ونهاية عصر السادات، كما رأى البعض أن الكتاب يمثل اغتيالا معنويا للسادات، وفى هذا الكتاب وقع هيكل فى تناقضات ووقع فى ثغرات، هذه الثغرات لم يلتفت إليها فى بداية الأمر الذين فرحوا بالكتاب، ويمكن لنا ان نصنف هؤلاء إلى فئتين، الأولى أتباع عبد الناصر، والذين كانوا يرون فى انتقاد عصر السادات مدحا ضمنيا فى عهد عبد الناصر، والفئة الثانية التى رحبت بكتاب هيكل فهم الذين كانوا على خلافات سياسية مع السادات وخصوصا الحكام والأمراء العرب.
عندما تكلم "هيكل" عن السادات فى كتابه "خريف الغضب" أشار إلى العوامل العائلية التى لعبت دورا فى حياة السادات، وكيف أنها أثرت فى حياته، ومنها فكرة الأصل المتواضع للسادات والتى أثارها هيكل وحاك حولها التفسيرات، فقد ألمح إلى أن الأصل المتواضع للسادات هو السبب فى حالة البذخ التى عاش فيها فى حياته الأخيرة.
ويدعى "هيكل" فى كتابه (خريف الغضب) أن السادات كان قبل الثورة عضوا فى الحرس الحديدى، وأنه كان يخدم الملك بالتخلص من خصومه، ويقول هيكل إن السادات تلقى رشوة ألف جنيه من يوسف رشاد (مؤسس الحرس الحديدى) ليؤسس بيتا ويتزوج ويشترى سيارة، إذن يبقى السؤال لماذا قبل عبد الناصر السادات ضمن صفوف الضباط الأحرار، بل إن عبد الناصر - طبقا لكلام هيكل - عارض جميع أفراد اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار ووافق على انضمام السادات إليهم.
وقال هيكل إن عبد الناصر أراد معرفة أخبار القصر عن طريق السادات وعلاقته بيوسف رشاد أو تضليل القصر عن أخبار الضباط الأحرار، ولكن إذا كانت هذه فائدته قبل الثورة فلماذا احتفظ به عبد الناصر بعد الثورة وهو يرى أنه عميل للقصر، ويضع لنا هيكل تفسيرا ثانيا رواه عن ناصر عندما قال له (أردت أن أضع فى إطار الحركة كل هؤلاء الضباط الذين اقترن اسمهم بالعمل السياسى فى مصر)، وطبعا نحن لا نستطيع التيقن هل قال عبد الناصر هذا الكلام أم لا، فالشاهد الوحيد عليه هو هيكل نفسه.
ونأتى للنقطة الثانية وهى اختيار عبد الناصر للسادات نائبا له، وفى الكتاب فى فصل بعنوان (فى ظل عبد الناصر) يقول هيكل، إن عبد الناصر برر له اختياره للسادات نائبا له بقوله: (إن الآخرين جميعا واتتهم الفرصة ليكونوا نوابا لرئيس الجمهورية إلا أنور ولعل دوره الآن..).