أزمة لاجئين جديدة تهدد أوروبا مع اقتراب فصل الربيع
قالت صحيفة "واشنطن بوست" أن فصل الربيع ربما يأتى بزيادة جديدة فى أعداد اللاجئين إلى أوروبا، فى الوقت الذى لا تملك فيه القارة استراتيجية للتعامل معهم.
وأوضحت الصحيفة أن قادة أوروبا، وبعد تدفق لا مثيل له من طالبى اللجوء إليها على حدودها فى الصيف والخريف الماضيين، تعهدوا باستغلال الهدوء النسبى لفترة الشتاء من أجل ترتيب تلك العملية التى شابها الفوضى. لكن مع حلول فصل الربيع فى غضون أسابيع قليلة، فمن المتوقع أن يكون هناك زيادة جديدة فى أعداد القادمين الجدد إلى أوروبا دون أن تصبح القارة فى وضع استعداد أفضل، بل أن الموقف فى بعض النواحى الهامة أسوأ.
وتابعت الصحيفة قائلة أن الأفكار التى وصفت بأنها حل للأزمة العام الماضى قد فشلت أو بقيت عالقة فى طى النسيان. فوحدة أوروبا أصبحت فى حالة يرثى لها، واتجهت بعض الدول لإيجاد الحلول الخاصة بها ومنها إقامة سياج من الأسلاك الشائكة. وحتى الدول التى كانت أكثر ترحيبا باللاجئين تقول إنها اقتربت من نقطة الانهيار أو أنها قد تجاوزتها بالفعل.
ويقول المحللون أن النتيجة هى أن القارة غير مستعدة للتعامل مع عودة ظهور المتوقع لأزمة تعد واحدة من أكبر الأزمات التى واجهتها أوروبا فى تاريخها فى فترة ما بعد الحرب الباردة.
وقال كريس بولت، من المجلس الأوروبى للاجئين والمنفيين، أن الوضع شديد الخطورة، وأى شىء يمكن أن يحدث.
وسيكون أمام قادة أوروبا فرصة أخيرة غدا للتعامل مع الأزمة قبل أن تبدأ وتيرة القادمين الجدد حتما فى الصعود مجددا فى الربيع، وإن كان كثيرين لا يتوقعون أن القمة الأوروبية التى ستعقد غدا ستنجح فيما فشل فيه القمم السابقة التى لا تحصى.
ويقول بولت أن أوروبا يمكن أن تتعامل مع هذا الأمر لو أرادت، لكن هناك حاجة إلى إنجاز سياسى، مضيفا إنه لا يشعر بالتفاؤل.
وحذرت الصحيفة من أن حجم الفوضى والاضطراب السياسى الذى يمكن أن تثيره الأزمة أكبر مما واجهته أوروبا فى 2015.
وعلى الرغم من أن عدد اللاجئين قد تراجع عما كان عليه فى ذروة الأزمة فى الخريف الماضى، إلا أن عدد من عبروا البحر ليصلوا إلى أوروبا فى الأسابيع الستة الأولى من العام الحالى حوالى 75 ألف، أى 25 ضعف ما كان عليه الحال فى نفس فترة العام، وغرق أكثر من 440 شخص فى تلك الرحلة المحفوفة بالمخاطر.
قاضى فيدرالى يأمر "أبل" بفتح هاتف أحد منفذى حادث كاليفورنيا
قالت صحيفة "واشنطن بوست" أن قاضى فيدرالى أمر شركة أبل بمساعدة الحكومة الأمريكية بفتح هاتف "أيفون" استخدمه أحد مطلقى النار فى حادث برناردينو فى ولاية كاليفورنيا الذى أودى بحياة 14 شخصا فى ديسمبر الماضى.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة العدل سعت إلى هذا الطلب على أمل الحصول على أدلة قاطعة عن الحادث، وذكرت أن الهاتف استخدمه سيد رضوان فاروق الذى فتح النار هو وزوجته تشيفين مالك على حفلة فى يوم العطلة، قبل أن يٌقتل بساعات فى الحادث خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
وقد كشف محققو "الإف بى أى" عددا من الأجهزة الإلكترونية، منها أقراص الكمبيوتر الصلبة والهاتف المحمول الخاص بفاروق، ويخص هاتفه قسم الرعاية الصحية، فى مقاطعة إيلاند بالمدينة، والتى كان يعمل بها مفتشا. وأشارت جهات الإدعاء إلى أن المقاطعة سمحت بعمليات تفتيش للهاتف وحصلت على مساعدة من شركة أبل فى هذا الشأن.
وتشمل البيانات التى يمكن أن تكون مشفرة على الجهاز جهات الاتصال والصور والرسائل، والدخول إلى تلك المواد سيسلط الضوء على كيفية اختيار الزوجين لهدفهما، وما إذا كان يخططان لمهاجمة أهداف أخرى وما إذا كانوا قد تلقوا أى توجيه أو دعم من الخارج.
وتابعت الصحيفة قائلة أن الطلب الذى وقعه أحد القضاة فى كاليفورنيا لم يطلب من أبل أن تخترق تشفير الهاتف، ولكن أن تعطل الميزة التى تمسح لبيانات على الهاتف بعد 10 محاولات غير صحيحة لإدخال كلمة السر، وبذلك، تستطيع الحكومة الأمريكية أن تتخطى عقبة "الباسورد" دون المخاطرة بإلغاء البيانات.
ويأتى ذلك بعد أسبوع من تصريح مدير "الإف بى أى" جيمس كومى أمام الكونجرس بأن المباحث الفيدرالية غير قادرة على فتح الهاتف الخاص بأحد القتلة، وقال أن شهرين قد مرا على الحادث، ولا يزالوا يعملون على الأمر.
بطرس غالى كان دبلوماسيا محنكا استطاع أن يصنع تاريخا فى كامب ديفيد والأمم المتحدة
اهتمت العديد من الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء بوفاة بطرس بطرس غالى، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، والذى وافته المنية أمس، الثلاثاء، عن عمر 94 عاما. فقالت مجلة "تايم" الأمريكية أن بطرس غالى كان دبلوماسيا محنكا، شهدت فترته التى قضاها كأمين عام للأمم المتحدة أزمات وحرب فى أوروبا ومجاعة وإبادة جماعية فى أفريقيا.
مهندس كامب ديفيد
وأشارت المجلة إلى دوره فى التفاوض على معاهدة كامب ديفيد قبل أن يصبح سادس أمين عام للأمم المتحدة عام 1991، وكانت انتخابه لهذا المنصب تاريخيا باعتباره أول عربى وأول أفريقى يصل لهذا المنصب المرموق.
ووفقا لما نشرته المجلة العريقة فى ديسمبر 1991، فإن غالى فاز تحت الشعار الأفريقى لكنه لم يكن "أسود"، وهو عربى مسيحى. ويمثل العالم الثالث مع تطور ذى طبعة باريسية وهو ابن عائلة ثرية وحفيد رئيس حكومة.
فيما وصفت شبكة "سى أن إن، الأمريكية بطرس غالى بأنه الدبلوماسى الذى صنع التاريخ باعتباره مهندس اتفاقية كامب ديفيد، وبعدها أصبح أول أمين عام أفريقى للأمم المتحدة.
وقالت إنه ولد فى عالم من الدبلوماسية والسياسة المصرية وكل المخاطر التى تنطوى عليهما، مشيرة إلى أن جده بطرس غالى عمل وزير للخارجية وللمالية قبل أن يصبح رئيس للحكومة عام 1908 قبل أن يتعرض للاغتيال بعد عامين.
شهرة بطرس غالى الشعبية فى أمريكا
وتحدثت الشبكة عن المواجهة بينه وبين الولايات المتحدة التى انتقدته لرفضه تخفيض ميزانية المنظمة، وعرقلة واشنطن محاولة توليه مهام المنصب لفترة ثانية. وأشارت الشبكة إلى أن اسمه المزدوج أصبح معروفا لكل المشاهدين، سواء بقصد أو بدون قصد، وتم التطرق إليه فى عدد من المسلسلات الأمريكية الشهيرة مثل ساينفيلد وفريندز. كما أن مقابلته مع الممثل الكوميدى الشهير "على جى" حققت انتشارا واسعا خاصة أنه سخر من اسمه المكرر حين قال "بطرس بطرس بطرس بطرس غالى".
لكن مسألة الاسم لم تكن مضحكة لعائلته. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإنه عقب اغتيال جده عام 1910، قررت العائلة تكريمه بتغيير لقبها رسميا من غالى إلى بطرس غالى، ومن ثم فإن كل أفراد العائلة يحملون اسم "بطرس غالى". من جانبها، قالت مجلة فورين بوليسى الأمريكية أن بطرس غالى دبلوماسى "داهية" و"شائك" قاد الأمم المتحدة خلال بعض من أكبر مآسيها فى رواندا والبوسنة، إلا أن إدارة بل كلينتون قطعت سيرته الدبلوماسية بوحشية عندما عارضت ترشيحه لفترة أخرى.
وأشارت المجلة إلى دوره فى تعزيز العلاقات الأمريكية المصرية بعد مشاركته فى مفاوضات كامب ديفيد. لكن بعد أكثر من 10 سنوات على ذلك، اصطدم مرارا مع إدارة كلينتون حول عدد من الأمور منها تأخر دفع واشنطن مستحقاتها للأمم المتحدة، واستخدام القوة فى حرب البوسنة.
أكثر قادة الأمم المتحدة المستقلين فكريا
ووصفت فورين بوليسى بطرس غالى بأنه واحد من أكثر قادة الأمم المتحدة المفكرين والمستقلين فكريا.. وهو صاحب " أجندة للسلام"وهى خطة طموحة للغاية لعالم ما بعد الحرب الباردة عملت الأمم المتحدة على إنهاء بعض من أكثر الصراعات تعقيدا فى العالم. إلا أن اقتراحه الأجرأ، وهو أن تكون هناك قوة رد فعل سريع للأمم المتحدة يمكن استدعائها فى أى وقت"، لم ير النور.