تعانى الجمهورية العربية السورية، أجواء ملتهبة داخليًا وخارجيًا من حيث المواجهات العسكرية، ففى الوقت الذى يتمزق فيه الداخل السورى، بفعل الحرب الدائرة ضد تنظيم داعش الإرهابى، والجماعات المسلحة، تتعرض الأراضى السورية، أيضًا، لقصف مستمر من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلى، يتركز معظمه على الحدود السورية، وتحديدًا فى هضبة الجولان، إلى جانب استهداف العمق السورى، فى العاصمة دمشق.
وشهدت الأشهر الماضية، توترات بين الجانبين السورى، والإسرائيلى، تعدد خلالها تبادل القصف بين الطرفين سواء بالمدفعية أو سلاح الجو، وأخر تلك المناورات كان إطلاق صاروخين إسرائيليين من طائرات حربية، فجر الجمعة، استهدفت مستودع أسلحة، قرب مطار دمشق الدولى، وفق ما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان.
وتصدت قوات الدفاع الجوى، المرابطة فى مطار دمشق – بحسب فيديو نشرته شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية – للصاروخين الإسرائيليين، وأصابت أحدهما فى الجو، الأمر الذى حال دون سقوطه وضرب هدفه، وفى هذا الصدد، قال رامى عبد الرحمن، مدير المرصد، لوكالة "فرانس برس"، "استهدفت طائرات حربية إسرائيلية بصواريخ، مستودعا لحزب الله اللبنانى، قرب مطار دمشق الدولى".
فيما، رفضت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلى، التعليق، وقالت "لا نرد على مثل هذه التقارير"، إلا أنه منذ بدء النزاع فى سوريا، فى 2011، قصفت إسرائيل، مرات عديدة أهدافا سورية أو أخرى لحزب الله فى سوريا.
ومنتصف الشهر الجارى، قال الجيش الإسرائيلى، إن طائرات هاجمت أهدافا فى سوريا، للمرة الثانية، خلال 5 أيام، بعد أن سقطت قذيفة مورتر طائشة من القتال بين الفصائل فى سوريا، فى مرتفعات الجولان، فيما لم تقع إصابات أو خسائر فى الأرواح من جراء القصف.
وقال مكتب المتحدث باسم الجيش، فى بيان، "استهدف سلاح الجو الإسرائيلى، قاذفات صواريخ مورتر تابعة للقوات المسلحة السورية فى مرتفعات الجولان السورية الشمالية"، وتقع المنطقة التى سقطت فيها القذيفة بالقرب من المناطق التى يدور فيها القتال فى سوريا، وسبق أن رد الجيش الإسرائيلى بطريقة مماثلة عندما سقطت قذائف على الجولان.
ومن جهته، قال الجيش السورى – شهر سبتمبر الجارى - إن إسرائيل شنت غارة جوية على موقع عسكرى فى محافظة حماة، فيما تؤكد إسرائيل، أنها قصفت قوافل الأسلحة المتجهة للجيش السورى، وحليفته جماعة حزب الله اللبنانية، المدعومة من إيران، نحو 100 مرة خلال الخمس سنوات الماضية.
وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان، إن الهجوم الذى وقع هذا الشهر، استهدف منشأة تابعة لمركز الدراسات والبحوث العلمية، وهو الهيئة التى تقول الولايات المتحدة إنها تنتج الأسلحة الكيماوية السورية، هذا فى الوقت الذى تنفى فيه الحكومة السورية، استخدام الأسلحة الكيماوية، وفى عام 2013، تعهدت بالتخلى عن أسلحتها الكيماوية، مؤكده أنها التزمت بذلك.
ولم يكن الشهر الجارى، هو الوحيد الذى يشهد تلك المواجهات غير المباشرة، ففى نهاية شهر أغسطس الماضى، أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلى، نفذ غارات جوية وقصفا بالمدفعية على مواقع للجيش السورى، فى هضبة الجولان، وذلك ردا على أربعة صواريخ، أطلقت من الجولان السورى، وسقطت فى الجليل، وفى الشطر المحتل من الهضبة السورية، وقالت، إن "الجيش الإسرائيلى شن ما بين 5 إلى 6 هجمات بالمدفعية والطيران ضد مواقع للجيش السورى فى هضبة الجولان، من دون مزيد من الايضاحات".
وفى نهاية شهر يونيو الماضى، أعلن الجيش الإسرائيلى، أن طائراته قصفت موقعًا للجيش السورى بعد ساعات من سقوط صاروخ أطلق من سوريا، وسقط فى مرتفعات الجولان التى تحتلها إسرائيل، وقال فى بيان، "ردا على صاروخ أطلق فى وقت سابق اليوم على إسرائيل من سوريا، استهدفت طائرة للجيش موقعا للجيش السورى انطلق منه الصاروخ"، مؤكدًا أن صاروخًا سقط بالخطأ من سوريا فى منطقة مفتوحة خالية فى مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967.