معارك هيكل بين الصحافة والسياسة اشتبك مع مصطفى أمين وكشف عن وثائق تتهمه بالعمالة لأمريكا وخاض اشتباكًا صحفيًا مع موسى صبرى و"السادات" تحفظ عليه ضمن اعتقالات 1981 وفجر قضية التوريث ضد مبارك

بين الصحافة والسياسة عاش الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل ولعب أدوارًا كثيرة يختلط فيها ما هو صحافة بما هو سياسة، ومن الممكن أن يختلف إثنين على أى دور سياسى لعبه الرجل فى أى مرحلة تاريخيه، لكن لا يختلف أحد على دوره الصحفى، هو نفسه لم يكن يفضل إلا أن يوصف بـ"الكاتب الصحفى".

أول عهد هيكل بالصحافة كانت محاولة التفتيش فى حى "مشبوه" وهو شارع كلوت بك الذى اشتهر فى بدايات القرن الماضى بانتشار بيوت البغاء وحدث وقتها أن قررت حكومة الوفد إلغاء البغاء الرسمى بعد انتشار الأمراض الجلدية بين جنود الاحتلال البريطانى، وهو أمر أثار غضب الجنود أنفسهم وكان منطقهم "مادمنا سنموت فى الحرب فلماذا نخشى من الامراض"، وتبارت الصحف وقتها لنقل وجهات نظر الجنود وسلطات الاحتلال وحكومة الوفد إلى أن قرر هارولد ايرل رئيس تحرير الايجبشان جازيت ان يستطلع اراء عاملات البغاء انفسهن وكلف بهذه المهمة محمد حسنين هيكل الذى كان وقتها لازال محررًا تحت التدريب، وبعدها بسنوات سجل مغامرته فى مجلة آخر ساعة.

منذ ذلك التاريخ لم تنتهى معارك هيكل الصحفية لاسيما أنه الشخصية المصرية الوحيدة التى سيتعامل معها التاريخ باعتبارها الأكثر إثارة للجدل خلال القرن الـ20 وبدايات القرن الـ21 فى تاريخ مصر المعاصر نظرا لأنه الوحيد الذى ارتبط بكل ما جرى فى تاريخ مصر فى الفترة منذ ما قبل ثورة يوليو 1952 وحتى عام 2016 وهناك من يذهب إلى أنه الرجل الذى خطط لكل الأحداث التى حولت مجرى الحياة فى البلاد بين التاريخين المشار إليهما وهو أمر غير منطقى وينفيه الرجل بشدة، لكنه على الأقل لا ينفى أنه كان جزءًا من أغلب هذه الأحداث.

اقترب هيكل من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وعلى هامش هذا الاقتراب دخل هيكل فى جملة من المعارك مع أبناء المهنة كانت أبرزها مع الراحلين مصطفى أمين وعلى أمين بسبب الوثائق التى نشرها هيكل فى كتابه الشهير "بين الصحافة والسياسة" وتضمنت اتهامات لمصطفى أمين بالتجسس لصالح أمريكا وظلت المعركة قائمة بين الاثنين حتى رحيل مصطفى أمين عن الحياة.

أحد أهم الاشتباكات الصحفية فى حياة هيكل أيضا كانت معركته مع الراحل موسى صبرى، رئيس تحرير أخبار اليوم، والذى كان مقربًا من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وربما تأتى هذه المعركة على هامش خلاف هيكل مع السادات، لكن موسى صبرى نفسه وثقها فى كتابه الشهير "السادات.. الحقيقة والأسطورة" وأشار إلى ان الخلاف بينهما يعود إلى ما قبل تولى السادات السلطة، حتى أن البعض اجتهد واعتبر أن موسى صبرى كان يقصد هيكل بشخصية "محفوظ عجب" بطل رواية "دموع صاحبة الجلالة" اعتمادًا على تشابه الوقائع.

أما فى السياسة فإن أهم معارك هيكل كانت مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات حيث اقترب منه فى بداية عهده ثم احتدم الخلاف بينهما حتى وصل الأمر بأن السادات كان يهاجمه علنا فى خطاباته وأصدر قرارا بالتحفظ عليه ضمن اعتقالات سبتمبر 1981 التى اغتيل السادات بعدها بأيام فخرج هيكل من السجن وأصدر واحد من أهم كتبه وهو "خريف الغضب" وثق خلاله رؤيته لعهد السادات وخلافه معه.

لا يمكن إسقاط وصف المعركة على علاقة هيكل بالرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك حيث كانت العلاقة بينهما طيبة فى بداية عهده وكان هيكل يرى كما قال فى كتابه "مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان" أن هناك فرصة طيبة مع مبارك لصناعة رئيس لكن فيما بعد تفرقت بهم السبل ووقف هيكل فى المعسكر المعارض لمبارك وكان أول من أثار الحديث عن توريث الحكم .

"هيكل" كان قريبًا من عبد الناصر.. هيكل كان قريبًا من السادات ثم اختلف معه وانتهى الخلاف بان تم التحفظ عليه والقائه داخل السجن.. هيكل اقترب من مبارك فى بدايات حكمه ثم ابتعد عنه واختلف معه حول التوريث وبعدها سقط مبارك.. هيكل اليوم قريبا من السيسي ودعم ترشحه لرئاسة الجمهورية.. العبارات الموجزة السابقة تختصر تاريخ علاقة هيكل برؤساء الجمهورية لكنها فى جانب منها تختصر مصر أيضا.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;